أشاد السياسي التركي المعارض مدحت سنجار بوزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بعد تصريحاتها المباشرة التي أدلت بها خلال اجتماع مع نظيرها التركي مولود تشاووش أوغلو في اسطنبول أمس الجمعة.

وقال سنجار، الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، اليوم السبت بعد لقاء بيربوك في أنقرة: "تصبح التصريحات المباشرة والصدام أمرا حتميا في بعض الأحيان، وليس ضروريا فقط".

وذكر سنجار أن تشاووش أوغلو دائما ما يتحدث بأسلوب صريح للغاية في مثل هذه الاجتماعات، مضيفا أن هذه هي المرة الأولى التي يتصرف فيها نظير ألماني بهذا الوضوح، وقال: "كان ذلك جيدا".

وساد التوتر مؤتمرا صحفيا مشتركا بين بيربوك وتشاووش أوغلو أمس الجمعة، حيث تبادل الجانبان الانتقادات حول قضايا حساسة بداية من الهجوم التركي المقرر في شمال سوريا، مرورا بسجن رجل الأعمال والمعارض التركي عثمان كافالا، وصولا إلى سيادة الجزر اليونانية في شرق بحر إيجة.

وانتقد تشاووش أوغلو نظيرته الألمانية لانحيازها لليونان في النزاع الحدودي البحري بين البلدين، بعد أن وعدت بدعم أثينا خلال زيارتها هناك.

وجاءت تصريحات سنجار، اليوم السبت، في الوقت الذي التقت فيه بيربوك بزعماء حزب الشعوب الديمقراطي، أكبر حزب معارضة في تركيا، وحزب الشعب الجمهوري، وحزب "الخير" القومي المحافظ.

وطالب سنجار المجتمع الدولي باتخاذ خطوات إذا نفذت تركيا هجوما عسكريا في شمال سوريا كما هو مقرر، وقال: "انتهاكات القانون الدولي يجب ألا تستمر بدون عواقب"، مضيفا أنه يمكن أن يكون للهجوم "عواقب وخيمة" ويؤدي إلى تعزيز الجماعات الإرهابية مثل تنظيم داعش.

كما أعرب سنجار عن شكوكه بشأن وساطة تركيا بين أوكرانيا وروسيا، واصفا الحكومة التركية بأنها "حمامة سلام في القضية الأوكرانية الروسية، وصقر حرب في المنطقة".

وردا على سؤال عما إذا كان حزبه قد يحظر بسبب الانفصالية، قال سنجار إنه يتوقع مثل هذه الخطوة قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية في يونيو 2023، قائلا إنه يشك في أن يتم التعامل مع القضية بنزاهة.

وأضاف: "في هذا النظام، لا يمكنك التحدث عن قضاء مستقل. القرار لن يتخذ في قاعة المحكمة، بل في القصر الرئاسي".

وتقول الحكومة إن الحزب هو الذراع الممتدة لحزب العمال الكردستاني، الذي يعتبر منظمة إرهابية في تركيا وأوروبا والولايات المتحدة، وهو اتهام يرفضه حزب الشعوب الديمقراطي.

وجاء اجتماع بيربوك اليوم السبت بعد زيارتها لضريح مؤسس الدولة مصطفى كمال أتاتورك حيث وضعت إكليلا من الزهور كما هو متوقع في زيارتها الافتتاحية.

ثم التقت بممثلي المعارضة الثلاثة وزارت مركزا لتقديم المشورة للنساء اللاتي يعانين من العنف الأسري. وكان من المقرر أيضا أن تزور مركزا للاجئين من سوريا والعراق.

وأشادت بيربوك بالعلاقات الألمانية التركية، التي قالت إنها أكثر أهمية بكثير من أي قضايا خلافية. وأضافت: "قبل كل شيء، إنها علاقات تستند إلى أشخاص يعيشون معا".

وقالت إن هذا هو السبب في أنها كانت حريصة جدا على مقابلة الأشخاص شخصيا، واصفة العلاقات بين المجتمع المدني بأنها "قلب تعاوننا".

وجاءت اجتماعاتها في الوقت الذي تتطلع فيه تركيا إلى انتخابات العام المقبل، حيث من المقرر إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في يونيو.

ومن المرجح أن تشكل أحزاب المعارضة الستة تحالفا وتقدم مرشحا مشتركا، على أمل أن تحل محل الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يتولى السلطة منذ ما يقرب من 20 عاما.

وتراجعت شعبية أردوغان وحزبه، حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ الحاكم، في الآونة الأخيرة، وفقا لاستطلاعات الرأي.