«خبير آثار»: طيبة على موعد بموكب الأوبت لتصبح قبلة العالم الحضارية - بوابة الشروق
الأربعاء 29 مايو 2024 3:42 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«خبير آثار»: طيبة على موعد بموكب الأوبت لتصبح قبلة العالم الحضارية

دينا شعبان:
نشر في: السبت 30 أكتوبر 2021 - 7:05 م | آخر تحديث: السبت 30 أكتوبر 2021 - 7:05 م

قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، إن العالم قدّر قيمة طيبة القديمة واعتبرها قيمة عالمية استثنائية لا مثيل لها وسجلت تراث عالمى باليونسكو منطقة طيبة ومقبرتها (الأقصر) عام 1979 بناءً على ثلاثة معايير وليست معيارًا واحدًا وهى المعيار الأول والثالث والسادس، حيث تمثل طيبة نموذجًا للروائع فى تكوينها الفريد كمدينة للحكم بمبانيها على البر الشرقى والغربى.

وتقف شاهدًا فريدًا على معتقدات خاصة بالحياة والموت فى عهد المصريين القدماء وفى فترة وجود طيبة كعاصمة واستثنائيًا على حضارة المصريين القدماء ككل، كما اقترن اسمها بعديد من الأحداث والمعتقدات المرتبطة بتاريخ المصريين القدماء وتعتبر طيبة عاصمة مصر فى الدولة الحديثة من 1570 إلى 1070 قبل الميلاد

وأضاف ريحان ل «الشروق»، أن الأقصر حملت العديد من الأسماء عبر تاريخها الطويل فعرفت باسم "دواست" أى الصولجان رمزًا لقوتها وعظمتها ثم أطلق عليها "نوث" أى المدينة ثم "طيبة" وأطلق عليها الأقصر فى زمن المسلمين بعد أن بهرتهم قصورها، وقد جسّد تخطيط الأقصر الفكر المصرى القديم الذى يقسّم الحياة إلى أولى وآخرة من الشروق إلى الغروب، ففى البر الشرقى يقع معبد الكرنك المقر الرسمى للمعبود آمون ومعبد الأقصر ويربط بينهما طريق الكباش كوحدة عقائدية واحدة.

وتوجد فى البر الغربى المعابد الجنائزية وأهمها الدير البحرى والرمسيوم ومدينة هابو ومعبد القرن وكذلك مقابر وادى الملوك والملكات، وقد زار منطقة وادى الملوك العديد من الرحّالة والباحثين، فقد ذكر الجغرافى استرابو فى القرن الأخير قبل الميلاد وادى الملوك وذكر وجود 40 مقبرة به تستحق الزيارة، أمّا العدد الحالى المكتشف فهم 62 مقبرة منها المقابر الملكية والغير ملكية

وأوضح أنه قد حدثت مراحل تطوير شاملة بالأقصر لاستقبال الحدث العالمى بناءً على توجيهات من القيادة السياسية وتكليفات من الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء ومجهودات من المهندس أسعد مصطفى مدير مشروع تطوير الأقصر بجهاز التعمير بالتنسيق مع الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار واللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية تمثلت فى تطوير ساحتى معبد الكرنك الخارجية والداخلية والطرق المؤدية إلى المعبد وإنشاء بوابة رئيسية لمعبد الكرنك تحتوى على مدخل ومخرج للحافلات السياحية وأماكن تمركز لأفراد الأمن والحراسة وعمل البرجولات الخشبية أمام البازارات السياحية بشكل يليق بمكانة المعبد ليصل عددها حوالى 80 برجولة.

إلي جانب تغيير جميع الأرضيات المتهالكة بالساحة الخارجية للمعبد بعمل أرضيات من الخرسانة المطبوعة بالأشكال الحجرية مطعمة بشرائح البازلت الأسود وتغيير أرصفة ساحة معبد الكرنك وتزيينها ببلاط الانترلوك وإعادة زراعة وتأهيل أحواض الزراعة وإضافة الزراعات والأشجار المزهرة بساحة المعبد الداخلية المؤدية إلى بهو المعبد بشكل جمالى يليق بمكانة المعبد وزواره وزراعة أشجار نخيل حول سور الساحة الخارجية لمعبد الكرنك علاوة على أعمال تهذيب الأشجار والنخيل الموجود داخل ساحات المعبد الداخلية والخارجية.

وأشار ريحان إلي أنه تم الانتهاء من إنشاء ثلاثة ميادين هى ميدان أمام بوابة مطار الأقصر الدولى وميدان أمام نافورة المطار وميدان الشيخ موسى، لافتا إلى ما قام به المهندس أسعد مصطفى، منسق حياة كريمة التابع لجهاز تعمير البحر الأحمر ومدير مشروع تطوير محافظة الأقصر بالتعاون مع إدارة الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة وإدارات المحافظة كاملة من إنشاء كورنيش النيل بطول 1.7 كيلو وإنارة جبل البر الغربى ليتماشى مع أعمال التطوير التى تمت بكورنيش النيل العلوى والسفلى وتطوير أربعة ميادين رئيسية وتطوير ساحة سيدى أبى الحجاج الأقصرى وتطوير شارع السوق السياحى وإنشاء نصب تذكارى يخلد ذكرى شهداء المحافظة وانشاء حديقة للطفل وتطوير شامل للمرسى السياحى بالبر الغربى وإنشاء مرسى سياحى جديد بمنطقة مستشفى الكرنك يستخدم كمرسى سياحى للفنادق العائمة.

ونوه ريحان إلى حرص القيادات المحلية على المحافظة على هوية الأقصر البصرية بإنشاء جدارية بطول 25 متر وارتفاع 6 متر ووضع شعار الهوية البصرية الخاصة بالأقصر باللغتين العربية والانجليزية وتطعيم الجدارية بالأحجار وعمل أحواض زهور أسفلها وإضاءتها بإضاءات حديثة غير مباشرة وعمل جداريات من الفنون الجميلة تعتمد فكرتها على الدمج بين الخط العربى وصور الرجل والمرأة المصرية من مصر القديمة ومن صعيد مصر مع توظيف المناظر الطبيعية الخلابة ورموزها الجميلة كالنخيل والمراكب الشراعية.

إضافة إلى عمل جداريات البوليستر تقوم بشكل أساسى على مشاهد من حياة المصرى القديم فى الحضارة المصرية القديمة، وهى مزودة بإضاءة لإبراز جمالها ليلًا وإنشاء وفتح طرق حول طريق الكباش ابتداءً من كوبرى الكباش وصولًا إلى معبد الكرنك وإعادة تأهيل الجزيرة الوسطى بطريق المطار وجانبى الطريق بطول 7 كم بداية من بوابة المطار وصولًا إلى كوبرى المطار وعمل بردورات حدائق بطول الطريق ونجحت المحافظة فى إنشاء أربع حدائق جديدة حول معبد الكرنك وتزيين الطريق الدائرى الواصل بين طريق المطار إلى معبد الكرنك على طريق الكباش بمسطح حوالى 2000 متر، وأعمال تطوير كورنيش النيل من قاعة المؤتمرات الدولية حتى نهاية معبد الكرنك على النيل وتشمل ترميم الأعمدة المصنوعة بالحجر الصناعي.

وتابع أن طريق الكباش هو الطريق الذي يربط معبد الأقصر بمعبد الكرنك وكان يبدأ من الشاطئ شارع فسيح تحف به تماثيل لأبي الهول نجدها في معابد الكرنك مثلت على شكل أبي الهول برأس كبش والكبش هنا يرمز للإله آمون، ربما لحماية المعبد وإبراز محوره وقد أطلق المصري القديم على هذا الطريق اسم " وات نثر WAt-nTr " بمعنى طريق الإله، أما طريق الكباش في معابد الكرنك فقد عرف باسم " تا ـ ميت ـ رهنت " وترجمتها طريق الكباش أيضًا ويوجد علي طول الطريق البالغ 2.7 كم 1200 تمثال وعرض هذا الطريق 76م.

وقد كانت هذه التماثيل تنحت من كتلة واحدة من الحجر الرملي ذات كورنيش نقش عليه اسم الملك وألقابه وثناءً عليه مقامه على قاعدة من الحجر مكونة من أربعة مداميك من الحجر.

والطريق عبارة عن ممشى من الحجر الرملى على جانبيه تماثيل على هيئة أبو الهول فمن الصرح العاشر بالكرنك إلى «معبد موت» يأخذ شكل جسم أسد ورأس الكبش، والجزء الأمامى من معبد خنسو يأخذ شكل الكبش الكامل، أمّا الجزء الممتد من معبد موت إلى معبد الأقصر فيأخذ شكل جسم أسد برأس إنسان وهو الجزء الأكبر من الطريق.

وأستطرد ريحان، أن الملك توت عنخ آمون كان له دور محورى فى تغيير رؤوس تماثيل أبو الهول من الشكل الآدمى إلى شكل الكبش وذلك تقربًا للمعبود آمون وهو يعد أقدم ملك عثر على اسمه محفورًا على قواعد التماثيل الخاصة بطريق الكباش خلافا لما قام به سلفه من الملوك وعلى رأسهم الملك إخناتون، فهو أول من قام بعمل رؤوس آدمية لبعض التماثيل وأقام تماثيل طريق المواكب الكبرى بين الصرح العاشر ومعبد موت شرق الكرنك وتمت أعمال ترميم فى فترة الملك آى وحور محب والملك رمسيس الثانى وسيتى الثانى وكبير الكهنة حرى حور شاركا فى أعمال ترميم الطريق.

ويبلغ وزن كل كبش من خمسة إلى سبعة أطنان ويمثل الإله آمون رع ورمزه الكبش فى مصر القديمة وكان رمز القوة والإخصاب عند المصريين القدماء
ستون عامًا من الاكتشافات.

وتابع أن ملوك مصر القديمة ساهموا فى طريق المواكب الكبرى بالبناء أو الترميم ومنهم حتشبسوت، توت عنخ آمون، آي، حورمحب، مرنبتاح، سيتي الثاني، رمسيس الثالث، نختنبو الأول، حيث أشارت حتشبسوت إلى قيامها ببناء ست مقاصير لاستراحة الزورق المقدس لآمون على جانبي طريق المواكب وسجلت ذلك على جدران مقصورتها الحمراء بالكرنك، وقام توت عنخ آمون بوضع رؤوس كباش على التماثيل الموجودة بين معبدى الكرنك وموت وسجل اسمه على قواعد التماثيل قبل أن يقوم كل من آي وحورمحب بوضع اسميهما على نقوش توت عنخ آمون.

كما سجل كل من مرنبتاح وسيتي الثاني ورمسيس الثالث أسمائهم على قواعد التماثيل فى مواضع مختلفة بينما قام كبير كهنة آمون "حريحور" الذى تم تنصيبه ملكًا بعد ذلك بعمل ترميمات للتماثيل وسجل ذلك بنص على مقدمة قواعد التماثيل كما قام الملك نختنبو الأول ببناء الطريق فيما بين معبد موت ومعبد الأقصر.

وأردف ريحان، أن طريق الكباش الحالى ينتهى عند البيلون الأول وهو أضخم بيلون فى مصر كلها وأسهم فى بنائه عددًا كبيرًا من الملوك، والطريق فى شكله الحالى وما يحف به من كباش يرجع إلى عصر رمسيس الثانى ويبلغ عدد الكباش فى كل صف من الطريق فى الجزء الخارجى الذى يمتد من المرسى حتى الصرح الأول 20 كبشًا، والجزء الداخلى عدد 13 فى الناحية الجنوبية و19 كبشًا فى الجهة الشمالية ولا يزال طريق الكباش يحتفظ بجماله
‏احتفالية عيد الأوبت.

وأشار إلى أهمية عيد الأوبت فى تاريخ مصر القديمة حيث أن مهرجان الأوبت أو الإبت هو احتفال مصري قديم كان يقام سنويًا في طيبة (الأقصر) في عهد الدولة الحديثة وما بعدها، وفيه كانت تصطحب تماثيل آلهة ثالوث طيبة - آمون وموت وابنهما خونسو - مخفيين عن الأنظار داخل مراكبهم المقدسة في موكب احتفالي كبير من معبد آمون في الكرنك إلى معبد الأقصر في رحلة تمتد لأكثر من 2كم وما يتم إبرازه في هذا الطقس هو لقاء أمون رع من الكرنك مع أمون الأقصر وتجديد الولادة هو الموضوع الرئيسي في احتفال الإبت، وعادة ما يتضمن احتفالية لإعادة تتويج الملك كذلك.

وأضاف ريحان، أن الاحتفالات الأولى من مهرجان الإبت، كانت تماثيل الإله تؤخذ عبر طريق الكباش الذي يربط بين المعبدين، وتتوقف في المعابد الصغيرة التي شيدت خصيصًا في طريقها، وهذه المعابد الصغيرة أو الأضرحة كان يمكن أن تكون مليئة بالقرابين، المهداة للآلهة أنفسهم وللكهنة الحاضرين للطقوس كذلك، وفي نهاية الاحتفالات في معبد الأقصر، تغدو المراكب المقدسة عائدةً مرة أخرى إلى الكرنك، وفي الاحتفالات المتأخرة من تاريخ مصر، كان يتم نقل التماثيل من وإلى الكرنك عن طريق القوارب في النهر وليس عبر طريق الكباش البري ويُعقد احتفال إبت في الشهر الثاني من فصل أخت وهو موسم فيضان نهر النيل.

‏كما كان يبحر قارب ملكي كذلك مع قوارب الآلهة المقدسة، وكانت الطقوس في ما يعرف بـ "غرفة الملك الإلهي" تعيد الاحتفال بتتويج الملك وبالتالي تؤكيد أحقيته بالمُلك.

وذكر أن مدة الاحتفال كانت عشرة أيام تترك خلالها قوارب المعبودات مقاصيرها بالكرنك فى الشهر الثاني من موسم الفيضان وتذهب إلى معبد الأقصر، ثم تعود إلى الكرنك بعد عشرة أيام، وقد اختلفت عدد أيام الاحتفال بهذا العيد، ففي الأسرة 18 كان الاحتفال به لمدة 11 يوم، وفي الأسرة 19 كان 21 يوم وفي الأسرة 20 كان 27 يومًا.

وتبدأ المناظر بعيد الأوبت من الركن الشمالي الغربي من صالة الأعمدة بمعبد الكرنك وتنتهي في الركن الشمالي الشرقي، حيث نجد توت-عنخ-آمون وهو يحرق البخور ويقدم القرابين والزهور لآمون والصور المقدسة للأرباب بعدها تحمل القوارب لتخرج من الصرح أو بوابة المعبد الذى بناه أمنحتب الثالث، "هو حاليًا الصرح الثالث لمعبد الكرنك" حتى تصل إلى شاطئ النهر حيث توضع على متن المراكب التى تجر بالحبال فى اتجاه الجنوب حتى تصل إلى معبد الأقصر يصاحبها حملة الأعلام وكبار الموظفين والجنود والموسيقيون من عازفى الطبول والأبواق والمغنيين والراقصين النوبيين.

ولفت ريحان إلى استقبال الموكب عندما يصل إلى معبد الأقصر بواسطة قادة العجلات الحربية والجنود والراقصون والموسيقيون وحملة القرابين والجزارون الذين يذبحون الثيران المقدمة كقرابين، ثم يحمل الكهنة القوارب ثانية ليمروا بها بين القرابين المكرسة والرقصات الأكروباتية والموسيقيين حتى يضعوها على قواعدها في داخل مقاصيرها.

‏وأوضح أن مظاهر الاحتفال مصورة بمعبد الأقصر فى عدة مناظر على الجدار الغربى من الفناء الأول لرمسيس الثانى وعلى الجدار الغربى لبهو 14 العمود الخاص بالملك أمنحتب الثالث والذى ربما أكمله الملك توت عنخ آمون ونقشه بمناظر عيد الأوبت وهناك مناظر على المقصورة الحمراء للملكة حتشبسوت بمعبد آمون رع بالكرنك ومعبد الرامسيوم الخاص برمسيس الثانى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك