في نداء مأساوي ناشدت مجموعة من منظمات معنية بمساعدة اللاجئين، الاتحاد الأوروبي نقل المهاجرين الذين يتم انتشالهم من البحر المتوسط إلى أوروبا مباشرة، وتحسين سبل دعم رجال الإنقاذ البحري.
فضلا عن ذلك، أكدت المنظمات أنه لا يمكن للاتحاد الأوروبي السكوت أكثر من ذلك على إعادة خفر السواحل الليبية الناجين إلى ليبيا، حيث يتعرضون هناك لخطر التعذيب والاستعباد.
وجاء في الخطاب المفتوح الموجه إلى وزيرة العدل الاتحادية كاتارينا بارلي ووزير الداخلية الاتحادي هورست زيهوفر، أن 2500 إمرأة وطفل ورجل على الأقل غرقوا في البحر المتوسط خلال شهر يناير الجاري.
وأضافت المنظمات: "أثناء ذلك، أغلق رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي أعينهم أمام هذه المأساة، وصاروا مشتركين في الجريمة بهذه الطريقة".
وتندرج ضمن المنظمات الموقعة على الخطاب كل من منظمة الإغاثة البحرية "إس أو إس ميديتيراني" المعنية بالإغاثة في البحر المتوسط، وكذلك منظمة "أطباء بلا حدود" ومنظمة أوكسفام.
وأعربت هذه المنظمات في الخطاب عن استيائهما من أن بعض الحكومات –ربما يكون مقصودا بذلك إيطاليا- تبدي "ادعاءات لا أصل لا" ضد سفن منظمات إغاثة خاصة، وتمنعها من مغادرة موانئها.
وأوضحت المنظمات أنه بينما كانت خمس منظمات تفتش في البحر المتوسط عن سفن في حالة طوارئ خلال العام الماضي في مثل هذا الوقت، ليس هناك حاليا سوى واحدة فقط هذا العام.
وأكدت المنظمات في خطابها أنه من الضروري أن يكون هناك قواعد موثوق فيها، وسريعة قدر الإمكان من أجل نزول المهاجرين من السفن وتوزيعهم، وشددوا على أنه لم يعد مقبولا أن تجري دول الاتحاد الأوروبي جدلا واسعا بشأن المكان الذي يمكن أن ترسو به السفينة، وأي الدول التي ستستقبل الناجين، في كل مرة يكون هناك سفينة تقل مهاجرين.
وبالنظر إلى اجتماع وزراء العدل والداخلية بدول الاتحاد الأوروبي المنتظر في بوخارست في السابع من شهر شباط/فبراير القادم، أوضحت المنظمات في الخطاب: "يتعين على الدول السماح لكل السفن التي تقوم بعمليات بحث وإنقاذ، بالرسو في موانئها والسماح بنزول الأشخاص الذين تم إنقاذهم من على متن السفن".
يذكر أن سفينة الإغاثة "سي ووتش 3" ظلت عالقة مؤخرا لفترة طويلة أمام ساحل صقلية؛ لأن إيطاليا لم تسمح لها في البداية بالرسو.
وانتقدت الحكومة الإيطالية في روما حينها عدم توجه السفينة إلى تونس، بصفتها أقرب ميناء آمن بعد استقبال المهاجرين أمام سواحل ليبيا، وقطعها مئات الأميال البحرية في اتجاه إيطاليا.