حكايات القصور.. الحلقة 15: لقاء «الصدفة» بين «هيكل» وحسين سالم.. وعلاقته بـ«مبارك» - بوابة الشروق
السبت 4 مايو 2024 2:15 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حكايات القصور.. الحلقة 15: لقاء «الصدفة» بين «هيكل» وحسين سالم.. وعلاقته بـ«مبارك»

كتب- حسام شورى:
نشر في: الخميس 31 مايو 2018 - 5:29 م | آخر تحديث: الخميس 31 مايو 2018 - 5:29 م

تواصل «بوابة الشروق» نشر حلقات مسلسلة تروي طرائف ولطائف من حياة حكام مصر في العصر الحديث، من واقع حكايات موثقة كتبها أشخاص معاصرون لهم في مذكراتهم أو كتبهم السياسية، أو رواها الحكام عن أنفسهم.

ولا ترتبط «حكايات القصور» بأحداث خاصة بشهر رمضان، وإن كان بعضها كذلك، كما لا تقتصر «الحكايات» على القصص ذات الطابع الفكاهي، أو المفارقات التي تعكس جوانب خفية في كل شخص، بل يرتبط بعضها بأحداث سياسية واجتماعية مهمة في تاريخ مصر.

وإلى الحلقة الخامسة عشرة:
------------
في 1988 جمعت الصدفة بين الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل ورجل الأعمال حسين سالم على متن طائرة سويسرية ذاهبة إلى «جنيف» من مطار القاهرة، فقدم "سالم" نفسه إلى "هيكل" وأوضح أنه كان يجلس فى مقاعد الوسط فى الطائرة، وعندما رأى "هيكل" يدخل الطائرة، راودت "سالم" فكرة التحدث مع "هيكل"، ثم استأذن زوجة "هيكل" الجالسة إلى جواره لتسمح بأن تنتقل إلى مقعده بجوار زوجته، لأنه يريد أن يتحدث مع زوجها بعض الوقت.

وكانت زوجة حسين سالم صغيرة وجميلة، وهو ما عبر عنه "هيكل" لـ"سالم" قائلًا: «هذه السيدة ـ أوضح "سالم" أنه قرأ كتابات "هيكل" قاصدًا أنه يعرفه، مضيفًا أن "هيكل" لا يعرف عنه شيء وأن ما يتردد عن سالم هو "تشويه مقصود"!

وأخذ يفسر بعض من الحكايات التي اعتبرها "التشويه المقصود" وهي أنه كان المسئول عن توريد ملابس «مبارك»، يرتب لها مع محل «بريونى»...فقال "سالم": "أصل الحكاية أن الرئيس «مبارك»، هو صديق من زمن طويل، كان يزور الإمارات العربية المتحدة لاجتماع مع رئيسها الشيخ «زايد»، وقاطع نفسه ليقول: «لابد أنهم قالوا لك إننى أعرف الإمارات جيدا، وعملت هناك لسنوات طويلة ممثلا لشركة النصر للتجارة، وهى كما تعلم إحدى شركات المخابرات»".

وكانت تلك الملابس من المحل الشهير هدية من الشيخ «زايد»؛ كنوع من الاعتذار للرئيس مبارك عن تأخره عن موعد اجتماعهما، وأضاف "سالم": وهذا ما أعرفه، بأمانة لا أعرف إذا كان الرئيس قد كرر الطلب من «بريونى»، وإذا كان فعل، فلم يكن ذلك عن طريقى!

فعقب "هيكل": "قيل لى من عدة مصادر أنك كنت المسئول عن اختيار هدايا أمراء الخليج إلى قرينة الرئيس"، ورد "سالم" بسرعة قائلا: "هذه أيضا لها أصل، ولكن عملية التشويه لحقت بأصل الوقائع".

واستكمل سالم: «سوزى» (قاصدًا سوزان مبارك قرينة الرئيس) سيدة ممتازة ولها ذوق رفيع، وهى على صداقة بأسر عدد من الحكام فى الخليج، وهى تزورهم وهم يزورونها، وبالطبع فإنهم كرماء فى هداياهم، وهى أيضا ترد لهم الهدايا، ولكن كان هناك مشكلة وهي أنهم يختارون لها الهدايا قبل مجيئهم أو قبل ذهابها هى، وفى كثير من الأحيان تجىء الهدايا مكررة، وتتلقى قرينة الرئيس نفس الشىء أو نفس الطقم مرتين وثلاثة وأحيانا أربعة، وبالطبع فإن التنويع مطلوب، وكذلك «طلبوا» أن أرى الهدايا حتى لا تتكرر الأطقم، فعلت هذا بعض الوقت، ثم تقرر أن ترسل عينات الهدايا المقترحة إلى مصر قبل أى لقاء، وهناك يجرى الاختيار منها".

واستكمل: أين الخطأ هنا؟، الناس هناك يحبون التعبير عن مشاعرهم بالهدايا، وهداياهم غالية، والهدايا لا يصح أن تتكرر، وإلا ماذا يفعل بها الذين يتلقونها، هل يلبسون نفس «الرسم» كل مرة، أو يبحثون عن طريقة تضمن التجديد؟، هل تتخيل أن يجىء من نفس الطقم نسخا مكررة، وماذا يفعلون بها، وإذا باعوا المكرر واحتفظوا بنسخة واحدة من الرسم، ألا يثير ذلك انتقادات وحكايات وشائعات؟!!

واستكملا حديثهما على الغداء ثاني يوم من وصولهما إلى "جينيف" في فندق «الريزيرف»، وانتقلا بحديثهما إلى موضوع السلاح، فأوضح سالم أنه لم يدخل في تجارة السلاح، وإنما دخل فى نقل السلاح، وبينهما فرق كبير؛ فالنقل هو عملية شحن بضائع، حتى وإن كانت سلاحا، بينما تجارة السلاح تتعامل مع السلاح في حد ذاته باعتباره البضاعة!

وانتقل "هيكل" بالحديث إلى بيع الغاز لإسرائيل، ولم تكن الاتفاقيات الكبرى قد عُقدت بعد، ولا خط الأنابيب قد امتد مساره عبر سيناء، وقال "سالم": نعم عقدت صفقات غاز لإسرائيل، الغاز يظهر فى مصر بغزارة، ونستطيع أن نصدره!

- المصدر: محمد حسنين هيكل، مبارك وزمانه من المنصة إلي الميدان ، دار الشروق



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك