- تأجيل الامتحانات الجامعية وتأخير الامتحانات المدرسية ساعة واحدة.. و150 سيارة لشفط المياه من الشوارع
- خبير علوم بحار: العاصفة الثلجية جاءت تأثرا بمنخفض جوي مفاجئ نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري
شهدت عروس البحر الأبيض المتوسط محافظة الإسكندرية، تغيرًا مفاجئًا وحادًا في الطقس، تمثل في برق، وعواصف رعدية، وأمطار ثلجية بلغت شدتها حد الإعصار، مصحوبة برياح عنيفة أيقظت المواطنين، وأسفرت عن خسائر مادية كبيرة خلال أقل من ساعة.
وغمرت مياه الأمطار، العديد من الشوارع الرئيسية والمنازل والمحال التجارية، مع تعطل بعض السيارات وتوقف الحركة المرورية، قرب فجر السبت.
وفسَّر الدكتور عادل سليمان أستاذ علوم البحار بالمعهد العالي لعلوم البحار والمصايد في الإسكندرية، العاصفة الثلجية التي شهدتها عروس البحر الأبيض المتوسط، فجر اليوم السبت، بأنها جاءت نتيجة تأثرها بمنخفض جوي مفاجئ؛ بسبب التغيرات المناخية وظاهرة الاحتباس الحراري، متوقعًا أن تتكرر هذه الظواهر بصورة أعنف مستقبلًا.
وأكد "سليمان"، في تصريحات خاصة لـ"الشروق"، ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية، خاصة في مدينة كالإسكندرية، التي تُعد من أكثر المدن تأثرًا بالتغيرات المناخية، مشيرًا إلى أن الأمطار الغزيرة والمفاجئة والمتواصلة أدّت إلى تراكم كميات كبيرة من المياه.
وأشار إلى أن مصدات الأمواج ساعدت في حماية الكورنيش من تسرب مياه البحر، لكن هناك حاجة إلى زيادة كفاءتها؛ نظرًا لاحتمال ارتفاع الموج بشكل كبير مستقبلًا نتيجة شدة الرياح غير المعتادة كما حدث ليلًا.
ولفت "سليمان"، إلى دراسة صادرة عن الأمم المتحدة توقعت أن يؤدي ارتفاع منسوب البحر بمتر واحد إلى نزوح 1.5 مليون شخص من محافظة الإسكندرية ودلتا النيل، مع خسائر اقتصادية تتجاوز 30 مليار دولار بحلول عام 2060.
وفي السياق نفسه، أُصيب شخص ونُقل إلى العناية المركزة بأحد المستشفيات إثر حادث تحطم 3 سيارات ملاكي، إحداها رياضية ذات سقف مكشوف؛ نتيجة سقوط جزئي لعقار قديم في شارع "تانيس" بمنطقة سابا باشا، بسبب العواصف الرعدية الممطرة التي ضربت المحافظة.
كما انتشلت الجهات التنفيذية، مركبة "توكتوك" غمرتها المياه داخل نفق سيدي بشر، التابع لنطاق حي أول المنتزه، شرق الإسكندرية، وأظهر مقطع فيديو سائق المركبة وهو يركض وسط المياه محاولًا النجاة.
ودفعت شركة الصرف الصحي، بـ150 سيارة لشفط المياه من طريقي الكورنيش وأبي قير والمناطق الساخنة الأكثر تضررًا، بعد رفع جاهزية محطات الصرف والمعالجة لاستيعاب كميات الأمطار الغزيرة، بالتزامن مع تنظيف الشنايش وأغطية الصرف لزيادة كفاءتها.
ووجّه محافظ الإسكندرية، بتخفيف ضغط مياه الشرب مؤقتًا في مناطق المنتزه وغرب؛ لتخفيف الأحمال على الشبكات وتسهيل تصريف المياه.
كما شدد على تكثيف معدات الصرف الصحي في نطاق أحياء شرق والمنتزه، مع التركيز على مناطق التجمعات لضمان سرعة سحب المياه ومنع تراكمها، وإزالة أي عوائق تؤثر على الحركة المرورية أو تعيق تصريف المياه، بما في ذلك اللافتات، والأشجار المتساقطة، وأعمدة الإنارة المتضررة.
وقرر المحافظ، تأجيل موعد امتحانات الشهادة الإعدادية، اليوم السبت، لمدة ساعة لتبدأ في العاشرة صباحًا بدلًا من الساعة التاسعة، نظرًا لتداعيات حالة عدم الاستقرار الجوي.
وأعلنت جامعة الإسكندرية، تأجيل امتحانات اليوم السبت، في جميع كليات ومعاهد الجامعة إلى موعد يُحدد لاحقًا بعد إجازة عيد الأضحى؛ حرصًا على سلامة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والعاملين.
ورفع قطاع الصحة، درجة الاستعداد القصوى بجميع المنشآت الصحية والفرق الطبية في الإسكندرية تحسبًا لأي تداعيات نتيجة الأحوال الجوية غير المسبوقة.
ورصدت جريدة "الشروق"، غرق الشوارع، وتطاير اللافتات الإعلانية، وأعمدة الإنارة، وتساقط بعض الشرفات والمهملات من أعلى العقارات؛ نتيجة شدة الرياح، مع تصاعد ضجيج تساقط كرات الثلج على النوافذ والسيارات المركونة.
وسجلت درجات الحرارة العظمى وقت العاصفة 21 درجة مئوية، والصغرى 17، وبلغت سرعة الرياح 70 كيلومترًا في الساعة، بنسبة رطوبة 80%، وغطاء سحابي 100٪، فيما تراوح ارتفاع موج البحر بين 2 3 أمتار، نتيجة نشاط الرياح على سطح البحر الأبيض المتوسط.
وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية، عبر حسابها الرسمي على "فيسبوك"، حدوث انخفاض كبير في درجات الحرارة، مشيرة إلى تكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة الرعدية على مناطق متفرقة من السواحل الشمالية الغربية، يصاحبها سقوط أمطار متفاوتة الشدة.
وفي مشهد يوحي وكأن شيئًا لم يكن، شهدت الإسكندرية، استقرارًا ملحوظًا في الطقس بعد ليلة ممطرة إعصارية، حيث توقفت الأمطار، وتراجعت سرعة الرياح، وبدأت السماء تعود إلى زرقتها بعد انقشاع السحب المنخفضة والمتوسطة.
يُذكر أن الإسكندرية تعرضت خلال العام إلى 18 نوة، من بينها نحو 11 تُعد من الأشد، إلا أن المحافظة لم تتأثر هذا العام كثيرًا بتداعيات هذه النوات، نتيجة التغيرات المناخية المرتبطة بارتفاع حرارة الأرض.