• الشعب المصرى «زهق» من فكرة الإصلاح الثورى
• صلاحيات البرلمان فى دستور 2014 أقل من 2012.. ولن يكون الأخطر كما يرددون
• المال السياسى سيسيطر على الانتخابات المقبلة.. ولن تكون هناك كتل كبيرة
• دوافع العنف فى مصر داخلية.. وتحميل الإخوان مسئولية الإرهاب كلام مبالغ فيه
قال بسام الزرقا نائب رئيس حزب النور، إن البلاد تمر بفترة مخاض، فى ضوء حالة الاستقطاب السياسى الموجودة الآن، مضيفا أن الانتخابات البرلمانية المقبلة ضرورية لكى نرجع إلى المسار السليم.
الزرقا أكد فى حواره مع «الشروق»، أنه لا مجال لتقييم الرئيس عبدالفتاح السيسى حتى تكتمل المؤسسات، موجها رسالة للرئيس بأن الشعب الذى خرج فى 25 يناير لتحقيق مطالب محددة لن يرضى عنها بديلا، لكنه قال إنه لا يتوقع قيام ثورة جديدة بعد أن «زهق» الشعب المصرى من فكرة الإصلاح الثورى، وقال إن هناك تفاوتا بين أداء الوزارات، و«بلدوزر» محلب» يحتاج إلى «عمرة».
• بداية كيف ترى علاقة الشباب بالدولة؟
- كان هناك نظام مرفوض فى مصر ثار عليه الشعب فى 25 يناير، والآن نحاول إيجاد أسس لنظام جديد، فى ضوء حالة الاستقطاب السياسى الموجودة الآن وهذا يحتاج وقتًا حتى تظهر ملامح النظام الجديد، وما يمكن أن نؤكد عليه أن البلاد فى فترة «مخاض»، وأرى أن الشباب فى حالة اعتراض على السلطة القائمة، ولا يعنيه ما يحدث الآن، ولابد من إقناعهم أن الدولة تمر بمرحلة حساسة، ولابد لها أن تتجاوز عنق الزجاحة.
• ماتوقعاتك للانتخابات البرلمانية المقبلة؟
- الانتخابات المقبلة ضرورية، لكى نرجع إلى المسار السليم، وأخشى أن المال السياسى والعصبيات ستلعب فيها دور كبيرا، ونطمع أن تكون المراحل القادمة أفضل،
وأتمنى أن تكون الانتحابات نزيهة ومعبرة بصورة حقيقية عن الشعب المصرى.
• هل تتوقع خوض الأحزاب الإسلامية الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
- حتى الآن لم يؤكد أى حزب ذى مرجعية إسلامية خوض الانتخابات البرلمانية باستثناء حزب النور، ولا أتوقع تغييرا كبيرا على أى مستوى فى الفترة المقبلة.
• وهل تتوقع خوض أفراد من جماعة الإخوان البرلمان المقبل؟
- الإخوان لن يشاركوا نهائيا فى العملية الانتخابية، لأنه بعد التداعيات المتوالية أصبحت الجماعة فى حالة رفض تام للعملية السياسية، وهناك حالة اعتراض من شباب الجماعة على قياداتها، وجزء من الشباب سيترك الجماعة ويتجه إلى طريق آخر، ونرجو الا يكون اختيارهم هو طريق التخريب والعنف.
• ما هى فرص حزب النور فى البرلمان المقبل؟
- فرص حزب النور فى البرلمان المقبل فى علم الغيب، نحن الآن فى حالة سيولة سياسية، ولا يوجد تصور وتقديرات لنسب محددة لنا، وسنبذل قصارى جهدنا، ونطمع أن نقدم ما يحتاجه الشعب المصرى فى الفترة المقبلة.
• كيف ترى الخريطة السياسية للبرلمان المقبل ونسب المستقلين والاحزاب؟
- لا أستطيع تحديد نسبة أحد، وأخشى أن البرلمان المقبل سيشبه «الفسيفساء» ولن يضم كتلا سياسية كبيرة.
• كيف ترى ظاهرة «شراء المرشحين» فى الانتخابات المقبلة؟
- هذه الظاهرة ستزيد وبقوة وفى بعض الدوائر الصغيرة كما كان فى الماضى ونتيجة عزوف الناخبين المتوقع، ستحسم المعركة الانتخابية بأصوات قليلة، ويصبح المال هو الحاسم.
• كيف يمكن الحد من المال السياسى فى الانتخابات؟
- لا يستطيع أحد أن يمنع المال السياسى فى الانتخابات، وعملية شراء المرشحين بدأت قبل حكم المحكمة الدستورية ببطلان الانتخابات، ومعروف للجميع من الأحزاب والأشخاص التى تقوم بذلك.
• هل الحزب قادر على الدفع ببعض مرشحيه فى بعض الوزارات فى الحكومة بعد عقد البرلمان؟
- الحزب يطمع أن يكون رمانة ميزان التوافق الوطنى فى المرحلة القادمة، ونحن لا نسعى لأغلبية البرلمان، والدفع بمرشحين للوزراء ليس طموحنا.
• البعض يرى أن البرلمان المقبل هو الأخطر فى تاريخ مصر لما يتمتع به من صلاحيات؟
- صلاحيات البرلمان فى دستور 2014، أقل من صلاحيات البرلمان السابق فى دستور 2012، والمبالغة فى حجم الصلاحيات غير صحيح، ولذلك لن يكون الأخطر كما يرددون.
• من وجهة نظرك من المسئول عن ضعف الحياة الحزبية والسياسية فى مصر؟
- نظام يوليو الذى قام على فكرة الحزب الواحد ورسخ هذه الفكرة وبدأ فى 1954، وثورة 25 يناير كانت إحدى المحاولات لتصحيح هذا المسار.
• كيف شاهدت تحركات بعض الأحزاب للانضمام لقائمة انتخابية موحدة؟
- القائمة الموحدة اختراع وبدعة لم يشهد التاريخ السياسى له مثيل من قبل وستقضى على المنافسة، والسياسة تقوم إما على الحزب الواحد، أو عدة أحزاب يختار منها الشعب.
• هل تتوقع إجراء انتخابات نهاية العام؟
- الرئيس السيسى وعد بإجراء الانتخابات، وصعب ألا يفى بوعده.
• ما تعليقك على هجوم بعض الأحزاب على حزب النور والمطالبة بحله على أنه حزب دينى؟
- من الطبيعى قبل بداية الانتخابات البرلمانية أن تهاجم الأحزاب «النور» والحديث عن اننا حزب دينى مبرر تتخذه بعض الأحزاب للهجوم علينا، ورأيى أن عليهم أن يبذلوا مجهودا داخل حزبهم للعمل على خدمة المواطن، وأن يعلموا أن إقصاء أى فصيل سياسى سيؤدى إلى عدم الاستقرار.
• هل تتوقع إجراء مصالحة بين الإخوان والدولة؟
- من الصعب فى الوقت الحالى تفعيل المصالحة، الإخوان تعمدوا إرجاع عقارب الساعة إلى الخلف، والمشكلة بين الإخوان والدولة ليس خناقة بين عائلتين إحداهما كبيرة والأخرى صغيرة.
• ما أسباب زيارة وفد «النور» للسفارة الأمريكية؟ وهل تسعون لكى تصبحوا بديلا للإخوان كما يقول البعض؟
- جماعة الإخوان لم يكونوا فى «أمله» ليطمح «النور» أو أحدا أن فى أن يحل مكانهم، وهم نتيجة أخطائهم السياسية الكبرى وضعوا أنفسهم فى أسوأ موضع، يمكن أن تضع قوى سياسية نفسها بعد الثورة، ومن الحماقة أن يفكر أحد فى أن يرث الإخوان، والحزب يقابل أى ممثلين عن دول الشرق أو الغرب شأنه شأن أى حزب سياسى لشرح ما يحدث داخل مصر.
• هل ستصبحون فى صف المعارضة داخل البرلمان فى حال تجاوز الرئيس أو الحكومة؟
- سنكون معارضين للحكومة فى حال عدم اتفاق خططها ومشروعاتها مع أحلام الشعب المصرى، والبرلمان لا يعارض الرئيس ولكنه يعارض الحكومة فقط.
• من المنافس الأقوى لحزب النور فى الانتخابات المقبلة؟
- منافسونا هم أصحاب الأموال الضخمة التى ستنفق من أجل شراء أكبر كم من الأصوات، وهو ما سيحسم كثيرا من المقاعد الفردية والمنافسة ستكون متعددة فى القوائم الانتخابية.
• رأيك فى حملة «لا للأحزاب الدينية» والتى تطالب بحل احزاب النور والوطن ومصر القوية؟
- الدستور المصرى واضح فى مسألة الأحزاب، والمتضرر عليه أن يلجأ للقضاء وهو الفيصل بيننا، ولا أحب أن أدخل فى النوايا.
• هل هناك نحو 1000 سلفى فى السجون ومحكوم على عدد منهم بالإعدام وهل الداخلية بها تجاوزات؟
- الدولة تعرف أن هناك مظلومين بالسجون وعليها أن تصحح أخطاءها والتجاوزات تحتاج إلى اصلاحها حسب قواعد متفق عليها، وكوادر أعدت لتلك المهمة جيدا وهذا شىء مفقود لدينا.
• كيف شاهدت العمليات الإرهابية الأخيرة فى سيناء وكيفية مواجهتها؟
- الأحداث الإرهابية هى تداعيات المخاض الذى يحدث فى مصر الآن، ولكى نواجهها لابد من معرفة أسبابها الحقيقة، والعنف هو قمة جبل من الرفض الاجتماعى، ونحن مهتمون برأس الجبل ونقاومه، والجهود كلها منصُبة على المواجهة الأمنية، وهو ما يعقد المشكلة ولا يحلها، والعنف ولد نتيجة التذمر الاجتماعى الموجود ولابد من حلول شاملة ومعرفة الاسباب الحقيقة.
• من الداعم الرئيسى للإرهاب فى مصر؟
- الداعم الأساسى هى أوضاع داخلية موجودة وتراكمات طوال 60 سنة ماضية، وهناك بعض الأطراف تستفيد من هذه اللعبة، وضربات الإرهاب تصب فى مصلحة البعض ولكن المحرك الأساسى للإرهاب فى مصر داخلى وليس خارجيا.
• ما مدى مسئولية جماعة الإخوان عن العمليات الإرهابية بسبب عزل مرسى؟
- هناك تضخيم مبالغ فيه لحجم جماعة الإخوان، فليس من المعقول أن أى شىء يحدث فى مصر نعلقه على شماعة الإخوان، فالإخوان لم يكونوا هذا «الغول» الذى يتحكم فى كل مؤسسات وفصائل الدولة المصرية ولابد من مواجهة المشكلات لحلها، لا أن نرمى سهامنا تجاه الإخوان دون أدلة.
• البعض ربط بأن العمليات الإرهابية لم تحدث فى عهد مرسى وزادت فى عهد السيسى؟
- أولى العمليات الإرهابية حدثت فى عهد مرسى وليس الرئيس الحالى، ولكن وتيرة العنف والإرهاب زادت فى عهد السيسى.
• من وجهة نظرك كيف يتم التعامل مع أزمة سيناء الآن؟
- لابد من الإصلاح والوصول إلى الوفاق الوطنى فى مصر، وإن لم نصل لذلك فهذه الظاهرة ستتفاقم، هناك حالة تشرذم سياسى فى مصر شامل كل الأطراف سواء من الإخوان أو الشباب وغيرهم، ولابد من استكمال المؤسسات وممارسة السياسية عبر قنوات شرعية، ولابد من وجود قواعد عادلة للعبة السياسية، وليس الإقصاء والمحاباة.
• هل كان هناك علاقة وطيدة بين الإخوان والجماعات فى سيناء أثناء حكمهم؟
- لو كانت هناك علاقة فالمؤكد أن كل الأطراف ستحافظ على سريتها وليس لدى معلومات عن ذلك.
• كيف ترى موقف النظام من حركة حماس وهل هى متورطة فى العمليات الإرهابية فى سيناء؟
- ظنى أن الأوضاع الآن أصبحت أفضل، والمتهم برىء حتى تثبت إدانته وهناك فكرتان فى السياسية إما أن تتصدى للكل وبالتالى تصبح كـ«هتلر» تحارب كل الجبهات فى وقت واحد، أو أنك من خلال الدبلوماسية تستطيع إعادة ترتيب القوى وترشيد سياستها تجاه مصر وهذا فعل العقلاء، وإذا ثبت بالدليل أن هناك أى قوى وليس حماس فقط تسفك دماء المصريين فلابد من التصرف معها.
• البعض ردد بأن الجماعات التكفيرية خرجت من رحم السلفيين وفتاوى ابن تيمية؟
- من يرددون ذلك جهلة، وهؤلاء يتبعون الفكر المنحرف، وحرفوا فتاوى ابن تيمية والقرآن الكريم، وفتاوى ابن تيمية ترد على عنفهم، ونحن لا علاقة لنا بالسلفية الجهادية وهذا المسمى غير صحيح بالأساس، والسلف هم اتباع النبى ويعتمدون على كتاب الله وسُنة نبيه.
• هل تتوقع ثورة ثالثة على الرئيس السيسى؟
- لا أتوقع قيام ثورة ثالثة على الرئيس السيسى، والشعب المصرى «زهق» من فكرة الإصلاح الثورى، والخطر ليس أن تقوم ثورة للإصلاح، لكن الأخطر أن يكون هناك ثورة اليأس، وإذا ظل الأمر على ما هو عليه ستشهد الانتخابات إقبالا ضعيفا ولن تشهد الإقبال الذى نحتاجه لترسيخ شرعية النظام القائم.
• ما رأيك فى قانون مكافحة الإرهاب الصادر أخيرا؟
- لابد أن يشهد حوارا مجتمعيا حقيقيا لكى نخرج بشىء جيد ولابد أن يكون هناك توازن بين حق المواطن فى المعرفة، وتوفير الأمان، وإغلاق الطريق على من يستخدم العنف ضد الشعب.
• ما تقييمك لأداء حكومة المهندس إبراهيم محلب؟
- الحكومة فى وضع مأزوم ولايمكن تقييمها فى مثل هذه الأوضاع ولكن هناك تفاوتا بين الوزارات، والمهندس ابراهيم محلب رجل نشيط وفاعل ولا يمكن أن يكون «بنا ومقاول» فى نفس الوقت ويحتاج إلى أجهزة معاونه له و«بلدوزر» محلب يحتاج عمره.
• ما تقييمك للرئيس عبدالفتاح السيسى بعد مرور عام على حكمه؟
- لا مجال لتقييم الرئيس السيسى ومعايير التقييم لا تتم إلا بعد استكمال المؤسسات ونحن لا نملك من المؤسسات إلا الرئاسة والقضاء وعندما تكتمل نقيمه، وأوجه للسيسى رسالة بأن هناك رغبة ملحة للجميع لمعرفة من هم رجال الرئيس، وأحذرك بأن الشعب خرج فى 25 يناير لتحقيق مطالب محددة ولن يرضى عنها بديلا، ومصر تحتاج إلى من يجمع كل ابنائها باختلافاتهم الفكرية والسلمية والايديولوجية فى مركب واحد.
• هل الرئيس حقق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية خلال عامه الأول؟
- الديمقراطية تبدأ بوجود البرلمان المقبل ونتمنى أن يضع البرلمان المقبل خطوات معينة لتطبيق العدالة الاجتماعية.