أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، بأن يهود أرثوذكس متشددين من التيار الحريديم انضموا إلى جيش الاحتلال منذ الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر الماضي، وذلك على الرغم من استفادتهم من إعفاءات من الخدمة العسكرية.
ونقلت الصحيفة الأمريكية، في تقرير نُشر عبر موقعها الإلكتروني يوم الخميس الماضي، عن أن جيش الاحتلال، قد قبل 450 فردًا من بين حوالي ألفي شخص من الحريديم الذين تقدموا للخدمة منذ السابع من أكتوبر.
وأكدت الصحيفة، أنه لطالما كان إعفاءهم من التجنيد الإلزامي نقطة خلاف في بلد تشكل فيه الخدمة العسكرية جزءا لا يتجزأ من الهوية الوطنية، وأدى ذلك إلى سقوط حكومة بنيامين نتنياهو في عام 2019، وهي بداية أزمة انتخابية استمرت أربع سنوات.
وتابعت: "لقد عارض الحريديم بشدة إجبارهم على الخدمة، على أساس أنهم يجب أن يقضوا كل الوقت المتاح في دراسة التوراة، ومع ذلك، فقد أتيح لمن التحق منهم بالحيش، الالتحاق بوحدات عسكرية خاصة تتيح لهم الالتزام بالقيم الدينية خلال فترة الخدمة".
*فمن هم اليهود الحريديم؟
الحريديم هم جماعة من اليهود الأرثوذكسيين المتطرفين، والذين يتمسكون بتقاليد اليهودية الدينية والثقافية بشكل صارم.
وتنقسم الحريديم، إلى عدة فرق داخلية، منها "الحريديم الحسيدية، والحريديم الليتوانية، والحريديم الصهيونية"، والذين يختلفون في بعض القضايا الدينية والتقاليد، لكنهم يتفقون على التمسك بأسلوب حياة ديني صارم ومتشدد.
كما أن للحريديم مظهرًا تقليديًا، يفضلون من خلاله إطلاق اللحى مع ملابس تقليدية ولحى للرجال، وتعتمد حياتهم اليومية على الصلاة والدراسة الدينية.
ويتجنبون في كثير من الأحيان التكنولوجيا الحديثة، ويتمسكون رجالا ونساء باللباس التقليدي، حيث يتميز لباس النساء في هذه الطائفة بفساتين طويلة ومحتشمة، ويُغطى رأس النساء عادةً بحجاب يُعرف باسم "شيتل"، وهو نوع من الغطاء الرأسي يغطي الشعر.
ويمارس الحريديم، التفرقة بين الجنسين بشكل كبير، فضلًا عن وجود تفصيل دقيق لأدوار الرجال والنساء في المجتمع، وغالبًا ما يكون هناك انفصالًا بين الجنسين في المؤتمرات الدينية والأماكن العامة.
وعند تأسيس دولة الاحتلال، عارض الحريديم الفكرة الصهيونية، واعتبروا الصهيونية حركة علمانية تُهدد الحياة اليهودية التقليدية، مما دفعهم إلى الاعتراض عليها، وعلى تأثيراتها المحتملة على نمط حياتهم الديني التقليدي.
لكن في الوقت الراهن فمعظمهم يؤيدون دولة الاحتلال ويتعاونون معها، باستثناء مجتمعات معينة مثل حركة "ناطوري كارتا"، التي لا تزال معارضة بشدة لمؤسسات الدولة وترفض التعاون معها.