لا تصدقوه.. - سلامة أحمد سلامة - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 12:13 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لا تصدقوه..

نشر فى : السبت 1 مايو 2010 - 8:55 ص | آخر تحديث : السبت 1 مايو 2010 - 8:55 ص

 ليست هذه هى المرة الأولى التى يطلب فيها بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل زيارة مصر للالتقاء بالرئيس مبارك، بحجة السعى لوساطة ودعم مصر لدى الجانب الفلسطينى، لاستئناف محادثات السلام. فقد شهدنا نفس المسرحية قبل ذلك عدة مرات. وفى كل مرة حمل نتنياهو معه من الوعود والتفاهمات ما يوحى بأن إسرائيل قد عدلت عن سياساتها السابقة، وسوف تتخذ من الخطوات ما يعيد بناء الثقة مع الفلسطينيين، بتجميد المستوطنات والإفراج عن المعتقلين، وفتح الحدود لوصول المواد الغذائية إلى غزة. ولكن ما أن ينتهى اللقاء ويرحل، وحتى قبل أن يرحل، حتى يكون قد نكث بوعوده وأطلق حركة البناء فى القدس الشرقية وفى عديد من المستوطنات.

هذه اللعبة السخيفة المكررة أصبحت مكشوفة ومعروفة للجميع. ولولا تمسك المسئولين فى مصر بشعرة معاوية، التى ثبت أن المستفيد الوحيد منها هو إسرائيل، لكان الأجدر أن نرفض هذه الزيارة من بابها، ويوفر نتنياهو على نفسه وعلينا كثيرا من العناء.

تستقبل مصر نتنياهو فى ظروف لا تبدو فيها بادرة تراجع عن نواياها العدوانية، بل إن مصر هى التى سارعت إلى التراجع على لسان سفيرها فى تل أبيب. ونفت أن يكون وزير الخارجية أحمد أبوالغيط قد قصد إسرائيل بوصف «العدو» من خلال تصريحاته فى لبنان. بينما تواصل إسرائيل تحديها للضغوط الدولية وتعلن تسريع وتيرة الاستيطان فى القدس. ولكنها فى نفس الوقت تسعى إلى إجراء محادثات «غير مباشرة» مع الفلسطينيين. ولا أحد يفهم على وجه التحديد، على أى أساس يمكن استئناف محادثات ترفض إسرائيل الالتزام بتجميد المستوطنات وهو الشرط الوحيد الذى يصر عليه الفلسطينيون وتوافق عليه لجنة مبادرة السلام العربية.

لا جدال فى أن الموقف الإسرائيلى ينسجم، فيما يتعلق بالمفاوضات وتجميد المستوطنات، مع مصالح إسرائيل التى ترفض الربط بينهما. بينما تتحول التنازلات العربية إلى مزيد من الاستسلام لقبول محادثات غير مباشرة لا تسندها غير تأكيدات شفوية من جانب أمريكا. وهو ما ينتظر الفلسطينيون إقراره من لجنة المتابعة لما يسمى بمبادرة السلام العربية.

إن حجم الارتباك والتضارب والتخاذل العربى، قد وصل إلى درجة يستحيل معها تحقيق السلام أيا كان. وقد تنازل الفلسطينيون عن إرادتهم وقدرتهم على اتخاذ القرار، وباتوا يلقون المسئولية على لجان المتابعة العربية ووزراء الخارجية العرب، ويلقى هؤلاء بدورهم المسئولية على الإدارة الأمريكية.. وفى انتظار تطمينات أوباما ووصول ميتشيل وسفره من المنطقة، تواصل إسرائيل مخططاتها دون هوادة ويتم تنويم العرب اعتمادا على اتصالات أمريكا وإسرائيل!

غير أن أكثر ما يثير السخرية هو أن يتردد على لسان مسئولين أن مصر ستنتهز فرصة لقاء نتنياهو لتسأله عن الدور الذى تلعبه إسرائيل فى دول حوض النيل. وضلوعها فى تمويل مشروعات مائية قد تضر بمصالح مصر!

ولو صح هذا الكلام، فأين كانت مصر قبل ذلك. ولماذا أقدمت مصر على توريد الغاز لإسرائيل إذا ثبت فعلا أن الأصابع الإسرائيلية تعبث فى منابع النيل؟

سلامة أحمد سلامة صحفي وكاتب مصري كبير وصاحب آراء ليبرالية قوية وجريئة وبناءة في مسيرة الصحافة العربية. يشغل منصبي رئيس مجلس تحرير جريدة الشروق ورئيس مجلس تحرير مجلة وجهات نظر. هو صاحب العمود اليومي من قريب في جريدة الشروق وكان في السابق نائبا لرئيس تحرير الأهرام.
التعليقات