على هامش حرب رمضان.. تسجيل مشرف - محمود عبد المنعم القيسونى - بوابة الشروق
الأربعاء 15 مايو 2024 4:42 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

على هامش حرب رمضان.. تسجيل مشرف

نشر فى : الأحد 2 أبريل 2023 - 8:50 م | آخر تحديث : الأحد 2 أبريل 2023 - 8:50 م

بعد التسجيل لعمليات عسكرية مصرية مشرفة أدهشت العالم وكانت الأولي من نوعها في تاريخ حروب العالم وجب الإشارة إلي بطل مصري مجهول حتي اليوم كان له دور رئيسي في نصر حرب أكتوبر ١٩٧٣... وهو تسجيل عاصرته وتابعته في حياتي كشاب ثم كضابط بالقوات الخاصة لمدة خمس عشرة سنة من ١٩٦٣ حتي ١٩٧٧.

فبتاريخ ٢١ أكتوبر من عام ١٩٦٧ بعد نكسة يونيه كانت القوات البحرية الإسرائيلية تعربد في نطاق المياه الإقليمية المصرية في تحد سافر وغطرسة، وآخرها دخول المدمرة إيلات المياه الإقليمية المصرية وعليها طاقم من مائة ضابط وجندي إسرائيلي ودفعة طلبة كلية بحرية، وكانت المدمرة علي مسافة إحدى عشر ميلا بحريا من سواحل بورسعيد، فحدثت مفاجأة صاعقة هزت العسكرية العالمية حيث خرجت لها ولأول مرة في تاريخ العسكرية البحرية زوارق صواريخ سطح سطح مصرية لتطلق أربعة صواريخ تصيب المدمرة إصابة مباشرة وتغرق بسرعة، وتجبر الحكومة الإسرائيلية علي الاستغاثة بالمنظمات الدولية لرجاء السلطات المصرية السماح بتفعيل عمليات إنقاذ ليلية بالمياه الإقليمية المصرية للأحياء من طاقم المدمرة والطلبة وهو ما سمحت به مصر.

بتاريخ نوفمبر ١٩٦٩ قامت مجموعة من قوات الصاعقة البحرية بالسباحة من سواحل إيلات وعلي عمق ثلاثين مترا تحت سطح مياه خليج العقبة ليبلغوا ميناء إيلات الإسرائيلي ليدمروا سفينتين حربيتين بنجاح ( هيدروما وداليا) ويعودوا لقواعدهم بشهيد واحد. في عام 1970 أقامت مصر حائط صواريخ مشكل من بطاريات الصواريخ سام ٢ وسام ٣ ومدفعيات مضادة للطائرات ورادارات، وهو ما كان له الفضل في تحييد القوات الجوية الإسرائيلية المدعومة بثقل هائل من القوات الجوية الأمريكية. إذ تم إسقاط ثلاثمائة ستة وعشرين طائرة مقاتلة من أحدث طراز في الترسانة العسكرية الأمريكية.

هنا وجب تسجيل بطولة مجهولة للجميع حتي يومنا بالرجوع لتقرير كتبه السيد/ أحمد زايد مؤسس "المجموعة ٧٣ مؤرخين" بعنوان أسطورة حرب أكتوبر الذي لا يعرفه أحد... فعندما قرر الرئيس السادات الاستغناء عن الخبراء السوفييت، انتقمت روسيا بوقف مد مصر بقطع الغيار والأسلحة والذخيرة ووقود الصواريخ المضادة للطائرات والتي لها مدة صلاحية محدودة، وهو ما هدد منظومة الدفاع الجوي وحائط الصواريخ وتوابع ذلك علي الحرب المقدمين عليها؛ ما دفع قيادات الجيش اللجوء لعلماء مصر بالمركز القومي للبحوث فتقدم العالم الجليل الدكتور/ محمود يوسف سعادة رحمه الله ليدرس ويحلل الوقود الروسي، وتمكن بعد شهر مجهد ليل نهار من فك شفرة مكونات الوقود ونسب المواد التي يتكون منها وتمت بنجاح تجربة الوقود الذي كونه بمعامل المركز وبمعاونة خبراء من الجيش بعد قضاء ثماني عشرة ساعة عمل يوميا. فنجحوا في إنتاج خمسة وأربعين طنا من هذا الوقود وتجهيز وتفعيل كامل حائط الصواريخ الأسطوري ما نتج عنه إسقاط ثلاثمائة ستة وعشرين طائرة مقاتلة وذلك بفضل جهد الدكتور محمود سعادة الذي رفض كل العروض المادية والمعنوية للعمل خارج مصر بعد حصوله علي الدكتوراه، وعاد ليخدم وطنه بتفانٍ حتي انتقل إلي رحمة الله دون أي تكريم مناسب (من المؤكد أن اسمه يستحق قلادة النيل ووسام نجمة سيناء).

أخيرا يوم ٦ أكتوبر ١٩٧٣، كان خط بارليف علي الجانب الشرقي لقناة السويس ذو الارتفاع اثنين وعشرين مترا وانحدار بزاوية ٤٥ درجة يشكل عائقا أمام تقدم القوات المدرعة والمركبات العسكرية بأنواعها بعد عبور المانع المائي فتم تفعيل فكرة اللواء باقي زكي يوسف العبقرية حيث تم استخدام مدافع مياه بالغة القوة بمضخات سحب من مياه قناة السويس لتخترق بسهولة رمال خط بريف، ولتفتح بسرعة ثغرات عريضة شكلت ممرات سمحت بعبور القوات المدرعة لتشتبك في معارك بطولية مع قوات العدو المصعوقة من هول المفاجآت المتتابعة في عدة ساعات بدلا من عدة أيام، كاشفة زيف الأسطورة الإسرائيلية التي لا تقهر. وفي نهاية شهر أكتوبر من عام ١٩٧٥ تشرفت بالتنظيم والإشراف علي الندوة الدولية لحرب أكتوبر بجامعة القاهرة، وهو المؤتمر الذي شارك فيه مئات من الخبراء الدوليين في المجالات العسكرية والطبية والهندسية والتاريخية والإعلامية، لأستمتع بمتابعة فاعليات هذا المؤتمر الذي أشاد بعبقرية التخطيط والتنفيذ وشجاعة قواتنا في مواجهة عدو مدعم بثقل غير مسبوق من الجيش الأمريكي. رحم الله شهداءنا.

المستشار السابق لوزير السياحة ووزيرة البيئة

محمود عبد المنعم القيسونى المستشار السابق لوزير السياحة ووزيرة البيئة
التعليقات