باسم صبرى أيقونة مصرية - محمد أبوالغار - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 6:19 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

باسم صبرى أيقونة مصرية

نشر فى : السبت 3 مايو 2014 - 5:40 ص | آخر تحديث : السبت 3 مايو 2014 - 5:40 ص

أول مرة تعرفت على باسم صبرى كان فى صيف 2012 فى لقاء بين وزير خارجية فرنسا الذى جاء إلى مصر فى زيارة قصيرة قابل فيها ممثلى عدة أحزاب كان بينهم د. أحمد سعيد والأستاذ منير فخرى عبدالنور وكان باسم ممثلا لحزب الدستور. تكلم فى هذا الاجتماع الذى عقد فى عهد الإخوان جميع الحاضرين بعضهم قال كلاما جادا والبعض قال كلاما مكررا ليس له لون ولا رائحة، وتكلم باسم بعبارات قصيرة هادئة تعبر عن الموقف وأظهر ثقافة سياسية عميقة. وفى نهاية الجلسة عبرت له عن إعجابى وتبادلنا أرقام التليفونات. واتصلت به فى الأسبوع التالى والتقينا وكان غرضى التعرف على هذا الشاب الواعد الذى بهرنى وكنت أريد أن عرف أكثر عن توجهاته السياسية وفى الحقيقة كنت أود أن ينضم إلى حزبنا فى حالة أن ترك حزبه.

التقينا عدة مرات وعرفته شابا واعدا شديد الحساسية والوطنية عاقلا ومتوازن التوجه. وتحدثنا عن البرادعى الذى كان رئيس حزبه فى ذلك الوقت فكان واضحا فى اعجابه ببعض القيم التى يمثلها البرادعى ولكنه كان ناقدا بوضوح لطريقة تصرفاته السياسية وكيفية إدارة الحزب. وعبرت عن رغبتى فى التواصل مع مجموعة من الشباب الواعد المتزن الذى يستطيع أن يدير حوارا ليوحد الأحزاب المدنية فى حزب واحد كبير مثل حزب الوفد فى عصره الذهبى الذى ضم أبناء الطبقة الوسطى والفقيرة وعلى يمينه كان هناك تيار أصحاب الأراضى ورجال الصناعة وعلى يساره مجموعة الطليعة الوفدية والتى كانت تمثل يسار الوفد. هذه التركيبة فى تقديرى هى الحل الحقيقى لأزمة مصر السياسية. هذا الحزب الكبير سوف يكون قادرا على منع أى دكتاتورية فى السلطة القادمة ويمنع أى فاشية إسلامية ويكون ظهيرا شعبيا لحكم ديمقراطى حقيقى.

مازلت أعتقد أن القادر على ذلك هم مجموعة من جيل الوسط من الشباب المصرى. وكان آخر لقاء لى مع صديقى الجميل الوطنى المسئول باسم صبرى يوم الجمعة 18 إبريل فى الظهر وتحدثت عن مشروعى الذى أريد أن يقوده باسم مع زملاء نختارهم من أحزاب ومنظمات مختلفة ونترك لهم القيادة ونقف خلفهم لمساعدتهم ونصرتهم. أخبرنى باسم أنه أوقف نشاطه فى حزب الدستور وهو يفكر فى مستقبله السياسى.

باسم صبرى كان شخصية واعدة، هو ثائر وهو عاقل ومفكر وإنسان وطنى واسع الثقافة بمفهومها المصرى والعربى والعالمى. ربما يكون باسم قد ترك الحياة فى هذا الوقت حتى لا يرى أفكاره وأمانيه وأحلامه تتحطم على أرض الواقع فى المرحلة القادمة.

تحية لروح رجل من أنقى وأشرف من عرفتهم فى هذا الوطن.

محمد أبوالغار أستاذ طب وجراحة أمراض النساء والتوليد جامعة القاهرة، ومؤلف كتابيّ أمريكا وثورة 1919 وآخر تحت النشر عن وباء أنفلونزا عام 1918 في مصر الذي سوف يصدر عن دار الشروق في شهر يوليو 2020.
التعليقات