محاولات محو الهوية العربية فى أمريكا - مواقع عالمية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 11:40 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محاولات محو الهوية العربية فى أمريكا

نشر فى : الأربعاء 3 مايو 2023 - 9:55 م | آخر تحديث : الأربعاء 3 مايو 2023 - 9:55 م

الولايات المتحدة الأمريكية بُنيت بالكامل ــ تقريبا ــ على الهجرة، ويعد تصنيف سكانها لمجموعات عرقية مختلفة مصدر قوة، إذ بموجب هذا التصنيف يُمنح التمويل اللازم لدعم الأنشطة المختلفة، كما تُمنح الحقوق السياسية مثل انتخاب من يمثلها فى الكونجرس. فى ضوء ذلك، نشر موقع Eurasia Review مقالا للكاتب راى هنانيا، تحدث فيه عن تمرير مجلس النواب قانون التصنيف العرقى الموحد، وإدراج (العرب) فيه كفئة شرق أوسطية وليست كفئة عربية، الكاتب لفت الأنظار إلى أن التمكين السياسى والمزايا الاجتماعية التى يوفرها التصنيف لن يفيد العرب بتصنيفهم الجديد، بل سيجعلهم خليطا بين هويات متنوعة، يتنافسون مع بعضهم البعض على الحقوق التى يستحقونها.. نعرض من المقال ما يلى:
أقر مجلس النواب الأمريكى، فى شهر مارس الماضى، تشريعًا لإدراج منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كفئة فى قانون التصنيف العرقى الموحد. معنى ذلك أنه عندما يُطلب من وكالة أمريكية حكومية تجميع بيانات إحصائية أو الإبلاغ عنها، فبموجب القانون، يجب عليهم استخدام منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كتصنيف عرقى أو إثنى، تماما كالتصنيفات الحالية مثل الأشخاص الأمريكيين البيض أو السود أو الأفارقة أو الأشخاص الأمريكيين الهنود أو سكان ألاسكا الأصليين أو الآسيويين أو سكان هاواى الأصليين وغيرهم.
العرقية/ الإثنية هى قوة جبارة فى أمريكا، فهى دولة بنيت بالكامل تقريبًا على الترحيب بالمهاجرين والمهاجرات. ومن المفارقات أن هذا التنوع بالذات هو الذى غذى العنصرية. إذ كل مجموعة مهاجرة أتت إلى أمريكا ــ من المجموعة الأيرلندية إلى الألمانية ومن الإيطالية إلى الصينية ــ واجهت شكلا خاصا من العنصرية، والعرب ليسوا مختلفين، بل واجه العرب تحديات فريدة مدفوعة بالسياسات الخارجية لإدارات واشنطن المتعاقبة. هذا الجانب السياسى للعنصرية ضد العرب، والذى يشمل الصراع مع إسرائيل، قد أضاف طلاء شبيها بالفولاذ جعل من المستحيل كسره.
●●●
جذر المشكلة هو الإحصاء الرسمى لسكان الولايات المتحدة، والذى يحسب ويصنف كل شخص مقيم فى الولايات المتحدة كل 10 سنوات. وعن طريق التصنيف ــ كمجموعة عرقية ــ يأتى التمكين فى أمة مبنية على تاريخ المهاجرين من الجنسين. إذ يمنح التصنيف السلطة لمجموعات عرقية محددة، ويأمر بإعطائها التمويل اللازم لدعم أنشطتها واحتياجاتها. كما أنه يمنحهم الحقوق السياسية.
على سبيل المثال، إذا كان بعض مناطق الولاية بها تركيز كبير لمجموعة عرقية معينة، مثل الأشخاص ذوى الأصول الإسبانية، فإن حكومة الولايات المتحدة مطالبة بتضمين أكبر عدد ممكن من تلك المجموعة العرقية داخل حدود دائرة واحدة أو أكثر من دوائر الكونجرس، لتمكين هذه المجموعة من انتخاب من يمثلها فى السلطة التشريعية. لقد نجحت هذه السياسة أكثر من أى شىء آخر فى إعطاء المجموعة الإسبانية والسود والفئات الآسيوية وغيرهم من الجماعات العرقية حضورًا تشريعيًا على مستوى الدولة. باختصار، هذا التعداد أو التصنيف يمنع صناع القرار والساسة من رسم حدود بين المجتمعات لتقسيمها وإضعاف صوتها.
●●●
لكن هذه الفوائد لا تنطبق على العرب، لأنهم غير معترف بهم كمجموعة عرقية مميزة! وذلك بسبب تخلى المنظمات العربية الأمريكية عن النضال من أجل المبادئ العليا التى يفترض أنها مضمونة لكل مواطنة ومواطن أمريكى، وبالتالى للعرب الأمريكيين، وتنازلت عن مطلب إدراج مصطلح «عربى» فى قانون التصنيف العرقى الموحد.
فى الحقيقة، يعد تفضيل فئة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على الفئة العربية هو علامة ضعف. سوف يؤدى ذلك إلى دفن مطلب الاعتراف بالعرب على أنهم متساوون فى مجتمع يتم فيه تحديد جميع المجموعات العرقية الأخرى وتمكينها بشكل فردى.
بعبارة أوضح، سيظل العرب، فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مهمشين، وتعريفهم على أنهم «شرق أوسطيون» سيجعلهم خليطا من الهويات المتنوعة. الهوية العربية ستُجرف تحت تلك السجادة وسيضطرون ــ كشرق أوسطيين ــ إلى التنافس مع أنفسهم على الحقوق التى يستحقونها.
كل ما حارب العرب الأمريكيون من أجله سيضيع ويختفى ويهمش ويضعف سياسيًا وينحى جانبًا دون معنى. ناهينا عن أنه قد يؤدى تبنى مصطلح «الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» إلى قيام نظام التعليم الأمريكى بمحو كلمة «عربى» من الكتب الدراسية، مما يجعل الكثير من الأشخاص الذين يكرهون العرب سعداء جدا.

ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:

التعليقات