نساء صعاليق - محمود قاسم - بوابة الشروق
الأحد 22 يونيو 2025 2:14 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

ما توقعاتك لمعارك إسرائيل مع إيران؟

نساء صعاليق

نشر فى : الجمعة 20 يونيو 2025 - 8:25 م | آخر تحديث : الجمعة 20 يونيو 2025 - 8:25 م

عادة ما يكون الناقد السينمائى مغتبطا حين يجد نفسه أمام عمل فنى مختلف عن الأعمال السائدة التى تعرض على الناس، وفى فيلم (نساء صعاليق) إخراج نادية حمزة 1991 فإننا أمام قصة تقليدية للغاية كتبها رجل هو الأديب يسرى الإبيارى، وأنتجتها نادية حمزة التى تخصصت فى عمل أفلام نسائية، خاصة أفلامها فى الثمانينيات، بعد أن أنتجت فيلم (الطاووس) إخراج كمال الشيخ. أخرجت نادية حمزة أفلاما سينمائية منها نساء ضد القانون، امرأة للأسف، النساء، بحر الأوهام، نساء خلف القضبان تأليف إقبال بركة. حرصت نادية حمزة أن تجتمع أجمل ممثلات بالشاشة للمشاركة فى هذه الأفلام ومنهن سهير رمزى، وليلى شعير، وفيفى عبده، وتحية كاريوكا، وسماح أنور فى فيلم نساء صعاليق، وهناك - أيضا - شريهان وممثلات أخريات فى أفلام أخرى، ولا يتوقف الأمر عند وجود هؤلاء الجميلات بل إنها تحرص على أن تكون المرأة هى الشخصية الرئيسية وأن يكون الرجل شخصية هامشية وقد وصل الأمر أنها قامت بإلغاء وجود الرجل تماما فى فيلم (نساء صعاليق)، على طريقة السينما النسوية المعروفة فى جنوب أوروبا، فقد حذفت وجود الرجل، لكنه يظل حاضرا من خلال الثرثرة الدائمة لمجموعة من النساء اللاتى يحببنه وتسعى كل واحدة أن تكون زوجته بعد أن قام بالانفصال عن زوجته سامية، هذه المرأة الجميلة الثرية مثله التى تريد استعادة طريقها بأى ثمن، تعاونها فى ذلك بعض صديقاتها، لدرجة أن بعضهن يريدن الحصول عليه كزوج، نحن لا نرى عادل طوال أحداث الفيلم، ولكننا نكاد نراه مجسدا فى عبارات الغزل والإعجاب الشديد من كل هؤلاء النسوة، فهو مليونير شاب وسيم، جذاب خفيف الروح وكل واحدة منهن تتذكر له موقفا تجعلها تعبر عن رأيها فى أنه يستحق أن ينال منها كزوجة، وكما نرى فإن الفيلم يعتمد على الحوار ليصف لنا كيف يكون عادل فنحن لم نسمع أبدا واحدة منهن تهجوه أو تذكره بأى سوء، ولكن هن يتنافسن فى الذهاب إلى الساحرات من أجل عمل اللازم لجذب قلب الرجل كل واحدة وما تريد، وهكذا فإن هؤلاء النساء ينتمين إلى أعلى درجات الثقافة والمكانة الاجتماعية، ومع ذلك يؤمن بأدنى درجات المعرفة باعتبار أن الشعوذة، والأحجبة هى أفضل طريقة لاستحضار عادل، الذى لا ينوى العودة إلى زوجته سامية بعد أن أحب سكرتيرته ولكن كل واحدة تأمل فى ذاتها أن يكون هو رجلها القادم.

هذه المكانة الاجتماعية التى تتميز بها نساء الفيلم تكشف أننا أمام عالم نسوى خاص جدا، مرتبط بسيدات المجتمعات العالية، ليس لكل واحدة منهن هم أكبر من الحصول على عادل بأى ثمن، ونحن لا نعرف كيف يفكر عادل وما يريد هؤلاء النسوة ولكننا أمام وجهات النظر الضيقة الخاصة بالنساء وهنا يبدو التفرد أمام الناقد حين يشاهد أو حين يكتب، ولذا فإن (نساء صعاليق) هو فيلم لم يتكرر قط بحيث شكله على الأقل فى السينما المصرية، أما نادية حمزة فهى -أيضا- ظاهرة لن تتكرر حيث وهبت حياتها لمناصرة قيمة المرأة فى الكثير من الأفلام، وفى أغلب هذه الأعمال فإن الرجل شخص منحط يبحث عن نزواته، ومن الأجدر بالمرأة أن تنعزل عنه لا أن تطارده كى يتزوجها.

التعليقات