رؤية نتنياهو لسلام جديد بدون الفلسطينيين - نافذة - بوابة الشروق
الجمعة 2 مايو 2025 10:30 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

رؤية نتنياهو لسلام جديد بدون الفلسطينيين

نشر فى : الأربعاء 3 أغسطس 2016 - 9:30 م | آخر تحديث : الأربعاء 3 أغسطس 2016 - 9:30 م
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالا للكاتب «دانيل ليفى» يتحدث فيه عن سياسات نتنياهو الخارجية، وخاصة فى التعامل مع الدول العربية والقضية الفلسطينية. حيث أعلن بنيامين نتنياهو قبل اجتماع مجلس مراقبة الدولة بالكنيست، أن علاقات إسرائيل الدولية فى تقدم وصعود مستمر، وهو مالا يجب أن يترك ليمر هكذا دون الوقوف عليه وتحليله.

يبدأ دانيل المقال بسرد الإنجازات التى حققها نتنياهو فى الأسابيع القليلة السابقة؛ ومنها زيارة نتنياهو لأفريقيا، وزيارة وزير الخارجية المصرى للقدس، هذا إلى جانب جهود الدولة لتجديد محادثات السلام وفقا للشروط الإسرائيلية، كما تم فى تلك الفترة تجديد الروابط والعلاقات مع تركيا، إضافة لاستفاضة وفد سعودى غير رسمى، ورغم أن قائد الوفد «أنور عشقى» شخصية هامشية فى المملكة ولكن قنوات الاتصال التى تم فتحها وتطويرها مع السعودية وأيضا الإمارات العربية المتحدة تعد كبيرة وجيدة. فنتنياهو يعمل بالفعل على تطوير وتوسيع علاقات إسرائيل الإقليمية.

يقول دانيل إن جهود السلام السابقة بما فيها مبادرات الولايات المتحدة فى عهد كيرى والمبعوث السابق جورج ميتشيل لم تفلح كثيرا فى تعميق العلاقات مع الحكومات العربية المتعاقبة بسبب عدم تقديرها لعمق الرفض للوجود الإسرائيلى. وبالتالى قرر نتنياهو وليبرمان أن يغيروا تلك المعادلة فيقلبوها رأسا على عقب؛ بحيث تقوم على أن قدرة إسرائيل على تحقيق السلام مع الفلسطينيين تتأتى بالعلاقات والروابط الجيدة مع الدول العربية الكبرى.

ولكن يؤكد دانيل على أن المشكلة فى معادلة نتنياهو أنها خادعة وغير أمينة؛ لأن نتنياهو ليس لديه أى نية لإنهاء الاحتلال أو حتى اعتاق الفلسطينيين، ولكنه يحاول بدلا من ذلك إثبات واختبار مدى قدرته على تحسين وتوسيع العلاقات الاقليمية مع استمرار ممارسة واتباع السياسات العنيفة وغير المقبولة مع الفلسطينيين.

ويعتبر صناع القرار أن المصلحة تقتضى التعاون بين إسرائيل وبعض الدول العربية السنية فى رفضهم للدور الايرانى فى المنطقة، أما القراءة الاستراتيجية للأوضاع تفيد بأن تصعيد الصراع مع إيران سيؤدى لمزيد من التطرف وزعزعة الاستقرار وهذا بالطبع ليس فى صالح أى من الاطراف.

ولكن فى كل الأحوال تعد فكرة التعاون على هذا الاساس مستبعدة حاليا، فإسرائيل والدول العربية لديهم أسباب أخرى إذا رغبوا فى التعاون؛ كتهديد الجماعات الجهادية والسلفية وضرورة تعاون الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وتعظيم الجهود من خلال التعاون مع الولايات المتحدة وغيرها.

***

ومع ذلك فكما يحاول نتنياهو أن يختبر مدى قدرته على استبدال القليل بالكثير، فإن الدول العربية أيضا تحاول أن تتخطى هذا؛ حيث تريد بعض الدول العربية التعاون مع إسرائيل ولا تريد أن تكون القضية الفلسطينية عبئا على هذا التعاون. ومع ذلك يمكن أن يصطدم مبدأ نتنياهو بعقبة «ما يمكن أن يقبله العرب دون شروط».

ويضيف الكاتب أن هناك عددا من العقبات أمام الاستراتيجية الإسرائيلية؛ أولها المتطرفون الإسرائيليون الذين يقودون معظم سياسات حزب الليكود لنتنياهو، والذين قد يقلبون هذا التقدم فى العلاقات الإقليمية، بناء على أى قضية؛ بداية من قضية الهيكل إلى قضية الأراضى المحتلة ومن قضية التحريض ضد الأقلية الفلسطينية فى إسرائيل إلى استفزازات التسوية الجارية. وتتمثل العقبة الثانية فى أن الحقائق والمبادئ السياسية لليمنيين الإسرائيليين يمكن أن تحول حتى دون تقديم أى تطور يفيد الفلسطينيين ويريح نتنياهو. العقبة الثالثة والأكثر تحديا لنتنياهو هى القيادة الفلسطينية والتى تبدو غير قادرة الآن على دحض استراتيجية «انجاز الكثير بالقليل» وغير قادرة على التأثير أو تكوين صد ورفض عربى لهذه الاستراتيجية، ولكن يرى الكاتب رغم ذلك أنه كلما اقتربت إسرائيل من دول العرب كلما عرضت نفسها للخطر الفلسطينى. وإن كان الاتجاه العام يشير إلى أن نتنياهو ليس عليه أن يقلق بهذا الشأن؛ خاصة أن الفلسطينيين فى مرحلة ضعف شديد الآن وقيادتهم منقسمة وغير قادرة على حشد جمهورها. كما يظهر فى العالم العربى علامات تغير وانتقال وعدم اهتمام بالقضية الفلسطينية. وهذا ما سيعتمد عليه نتنياهو فى دفعه لتحسين العلاقات فى المنطقة لأنه سيواجه مقاومة أقل. فهناك قيادات عربية تعبر عن استعدادها لفتح صفحة جديدة مع إسرائيل ولكن على أساس أن إسرائيل ستوافق على تلبية تطلعات الفلسطينيين وتلك هى نقطة خيبة الأمل.

وهنا يختتم دانييل المقال مؤكدا أنه إذا تمكن العرب من الدفع باستراتيجية فلسطينية جديدة، فسيتمكنوا من قلب معادلة نتنياهو، ولن يقبلوا إلا «بالكثير مقابل الكثير» بل ويمكن أن يفرضوا مثبطات عدة على نتنياهو وإسرائيل ويكلفوه أكثر مما كان يريد إذا استمر فى هذا الطريق وتلك السياسة غير المقبولة.
التعليقات