داعش والقاعدة تستعدان للتوغل أكثر فى إفريقيا فى 2021 - قضايا إفريقية - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 5:06 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

داعش والقاعدة تستعدان للتوغل أكثر فى إفريقيا فى 2021

نشر فى : الجمعة 5 مارس 2021 - 8:10 م | آخر تحديث : الجمعة 5 مارس 2021 - 8:10 م

نشر موقع Defense One مقالا للكاتبين كولين كلارك وجاكوب زين، ذكرا فيه أن تنظيمى داعش والقاعدة سيكثفان من هجماتهما فى الأشهر المقبلة مستغلين ضعف الدول الإفريقية والصراعات والمشاحنات الداخلية، بالإضافة إلى اعتزام الدول الغربية سحب قواتها من القارة مقابل التركيز على مواجهة روسيا والصين.. نعرض منه ما يلى.
مع ترنح تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة من حملات مكافحة الإرهاب الغربية المستمرة، تحولت قواعدهما المسلحة فى الشرق الأوسط وجنوب آسيا إلى منطقة الساحل ونيجيريا والقرن الإفريقى، ومؤخرا جنوب شرق القارة (الإقليم السواحلى). فجميع أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء تمثل موضعا جيدا لعناصر تنظيم داعش والقاعدة لتوسيع نفوذهم، وحشد مجندين جدد، ونشر أفكارهم، وفى بعض الحالات، الاستيلاء على الأراضى.
لا داعى للقول إن الدول الضعيفة تخلق إقليما ضعيفا، لذلك تمكن المتطرفون فى داعش والقاعدة من شن عمليات معقدة ومنسقة ضد قوات الأمن فى بعض الدول الإفريقية، مستفيدين، بطريقة انتهازية، من التحولات السياسية المشحونة.
فى منطقة الساحل على سبيل المثال، أظهرت حملة حرب العصابات التى يشنها تنظيم الدولة الإسلامية فى الصحراء الكبرى براعة فى نصب الكمائن وإطلاق قذائف الهاون واستخدام العبوات الناسفة. وعلى الرغم من الاشتباكات مع جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة للقاعدة، وقوات الأمن الفرنسية والإقليمية، تمكن قادة تنظيم الدولة الإسلامية فى إفريقيا جنوب الصحراء من البقاء على قيد الحياة والحفاظ على جهاز القيادة والسيطرة. كما أثبت مقاتلو داعش أيضًا مهارتهم فى تجنيد أعضاء جدد، بمساعدة دعاية داعش من جهة واستغلال المظالم العرقية المحلية من جهة أخرى.
كذلك الأمر، ظلت الدولة الإسلامية فى غرب إفريقيا ISWAP، التى تم دمجها رسميًا مع تنظيم الدولة الإسلامية فى إفريقيا جنوب الصحراء ضمن الهيكل التنظيمى لتنظيم الدولة الإسلامية فى القارة، نشطة فى جميع أنحاء حوض بحيرة تشاد، بما فى ذلك فى شمال شرق نيجيريا وجنوب شرق النيجر. داخل نيجيريا، طغت قوة ISWAP على قوة بوكو حرام، التى لا تزال تفقد الدعم بسبب معاملتها القاسية لغير المقاتلين، بما فى ذلك المزارعين المحليين غير المرتبطين بالنزاع.
على الجانب الآخر من القارة، شهد كل من القرن الإفريقى والساحل الجنوبى الشرقى السواحلى تصاعدًا فى النشاط الإرهابى. ففى الصومال، شنت حركة الشباب هجمات فى المناطق الريفية والعاصمة مقديشو من خلال نصب الكمائن واستخدام الألغام الأرضية وقذائف الهاون والعبوات البدائية الصنع. وحدات حركة الشباب المدججة بالسلاح تشن هجمات منسقة ومتزامنة، حتى خارج حدود الصومال، لا سيما فى كينيا حيث وجدت فيها تربة خصبة للتجنيد. وفى الآونة الأخيرة، بدأت حركة الشباب فى استخدام الطائرات بدون طيار لتصوير الهجمات وقد تستخدمها قريبًا كسلاح. أظهرت المجموعة أيضًا ميلًا لكسب القلوب والعقول، مع التركيز على تقديم الإغاثة من كوفيد ــ 19 للصوماليين، بما فى ذلك المشورة حول كيفية الحفاظ على النظافة، فضلا عن الرعاية الطبية فى العيادات المؤقتة. ويُذكّر اعتقال شخص كينى فى الفلبين، دربته حركة الشباب وخطط لشن هجمات جوية على الولايات المتحدة، بأن حركة الشباب لا تزال المجموعة المتطرفة الأكثر تطورًا فى القارة؛ حيث يأتى تنظيم الدولة الإسلامية فى غرب إفريقيا وجبهة النصرة فى المرتبة الثانية والثالثة، على الترتيب.
وبعيدا عن الساحل الشرقى لإفريقيا، تقوم ولاية وسط إفريقيا التابعة للدولة الإسلامية أو ISCAP بدور أكثر بروزًا لا سيما فى موزمبيق وقد نجحت عملياتها الأخيرة إلى حد كبير، ناهيك عن أن الجماعة أيضًا تحتفظ بقواعدها فى جمهورية الكونغو الديمقراطية التى نفذت عددًا من الهجمات المميتة وعمليات تحرير المئات من المتطرفين من السجن. تتلقى ISCAP إرشادًا إعلاميًا وافرًا وتمويلا وتعزيزات من الاستراتيجيين التكتيكيين فى قلب داعش، تم تسهيل هذا الدعم من خلال شبكة من اللوجيستيين العاملين فى المنطقة. نمو ISCAP يمثل إشكالية لعدة أسباب، بما فى ذلك اهتمامها بالاستيلاء على الأراضى، وتهديد منشآت الغاز الطبيعى، والوحشية تجاه المدنيين الذين تعتبرهم معادين. كما أن استيلاء المجموعة على ميناء موسيمبوا دى برايا Mocimboa de Praia يتيح لها أيضًا القدرة على كسب المال.
بعد كل ما ذكر، هناك عدة عوامل يمكن أن تدفع الجماعات المتطرفة الإفريقية إلى التوغل طوال الفترة المتبقية من عام 2021. من هذه العوامل ما يلى:
الصراع المستمر بين تنظيم داعش والمنتمين للقاعدة سيؤدى إلى التنافس على الهيبة وتعظيم الانتصارات وكثرة المجندين والموارد، مما يؤدى إلى انتشار التهديد وخلق ما يعرف بالمزايدة. أما فى بيئة ما بعد كوفيد ــ 19 عندما يتم تخفيف القيود أو رفعها، ستكون هناك فرص كبيرة للجماعات الإرهابية لمهاجمة الأهداف الضعيفة. ووفقًا لتقرير صدر مؤخرًا عن فريق المراقبة التابع للأمم المتحدة، فإن المتطرفين يستعدون بالفعل لموجة من الهجمات فى الأشهر المقبلة.
هناك أيضًا احتمال قوى لانتشار العنف فى جميع المناطق المذكورة أعلاه فى إفريقيا، فقد امتد الصراع فى مالى إلى كوت ديفوار وبنين وبوركينا فاسو، وقد تكون دول مثل غانا والسنغال هى التالية. أخيرًا، لا يزال الوجود العسكرى الغربى غير مؤكد. ففرنسا، التى نشرت قواتها فى مالى، تزداد مخاوفها من أن تتحول مشاركتها فى غرب إفريقيا إلى مستنقع. ويمكن أن يعطى انسحاب القوات الفرنسية، وكذلك سحب القوات الأمريكية كجزء من التركيز المتجدد على منافسة القوى العظمى مع روسيا والصين، مساحة أكبر للمتطرفين، مع حرمان الجيوش الإفريقية فى الوقت نفسه من المساعدات الأمنية الحيوية.

إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى

التعليقات