نتنياهو يحشر ترامب بين «الخيار الليبى» والحرب مع إيران! - مواقع عربية - بوابة الشروق
الثلاثاء 6 مايو 2025 5:13 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

نتنياهو يحشر ترامب بين «الخيار الليبى» والحرب مع إيران!

نشر فى : الإثنين 5 مايو 2025 - 8:00 م | آخر تحديث : الإثنين 5 مايو 2025 - 8:00 م

نشر موقع 180 مقالًا للكاتب سميح صعب، شرح فيه الموقفين الأمريكى والإسرائيلى حيال مفاوضات البرنامج النووى الإيرانى، وما احتمالات نجاح استخدام القوة العسكرية.. نعرض من المقال ما يلى:

 


لم يستطع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو التزام الصمت حيال المفاوضات الأمريكية-الإيرانية، فأعلن فى وقت سابق من الأسبوع المنصرم أن السقف الذى يرضيه فى أى اتفاق نووى محتمل، هو «النموذج الليبى» (إزالة البرنامج النووى برمته)، ليس أقل من ذلك.
مبعث التساؤلات والشكوك عند نتنياهو، تتجاوز ما بعد ترامب. ويطرح فكرة أنه واثق من قدرة الرئيس الأمريكى الحالى على فرض رقابة صارمة على إيران لمنعها من انتهاك أى اتفاق محتمل، لكنه يسأل ماذا بعد أن تنتهى ولايته، ويأتى رئيس آخر، ألن تكون طهران قادرة على التملص من التزاماتها والعودة إلى انتهاك الاتفاق؟
وعلى رغم التوتر الأمريكى-الأوروبى حول مسألتى أوكرانيا والتعريفات الجمركية، نجح وزير الخارجية الأمريكى روبيو فى إقناع نظيره الفرنسى جان نويل بارو الذى زار واشنطن قبل أيام، بعدم تلبية طلب وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى، بلقاء الترويكا الأوروبية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا الجمعة الماضية، لاطلاعهم على سير المفاوضات مع أمريكا، والبحث فى إمكان إرجاء طرح آلية إعادة تفعيل العقوبات الأممية على إيران فى مجلس الأمن.
أقصى أمنية لنتنياهو الآن، هى أن تفشل المفاوضات وأن تمضى الأحداث إلى الخيار العسكرى. وكشفت وكالة الأسوشيتدبرس الأمريكية، أنه فى الوقت الذى تتحدث إسرائيل مع واشنطن عن أولوياتها بالنسبة لأى اتفاق، فإنها فهمت (إسرائيل)، أنها إذا اختارت الذهاب إلى توجيه ضربة لإيران، فإنها ستفعل ذلك بمفردها، فى الوقت الذى تجرى فيه المفاوضات.
ويدفع هذا المسئولين الأمريكيين إلى إطلاق رسائل مشوشة، لشراء الوقت ريثما تتضح معالم المفاوضات وما إذا كانت فرص النجاح هى الغالبة.
وفى لحظة عدم اليقين من نتائج المفاوضات مع إيران، نجاحًا أو فشلًا، ومراوحة الجهود الأمريكية المبذولة لوقف الحرب الروسية-الأوكرانية، على رغم توقيع اتفاق المعادن مع كييف، ومع توسيع نتنياهو لحروبه على غزة والضفة ولبنان وسوريا، اتخذ ترامب قرار إقالة مايك والتز من منصب مستشار الأمن القومى وترشيحه لمنصب المندوب الأمريكى لدى الأمم المتحدة.
ومع أن خلفيات الإقالة تتجه نحو تسببه بفضيحة إشراك رئيس تحرير مجلة «الأتلانتيك» الأمريكية جيفرى غولدبرج فى مداولات داخلية عبر تطبيق «سيجنال» بين مسئولين أمريكيين حول الضربات الموجهة للحوثيين، يجب التوقف عند مسألة أن والتز كان معارضًا للتفاوض مع إيران ومن مؤيدى تغليظ العقوبات عليها. وفى الوقت نفسه، يظهر روبيو الذى بات أول وزير خارجية منذ هنرى كيسنجر الذى يتولى المنصبين معًا فى سبعينيات القرن الماضى، انسجامًا أكثر فى التنسيق مع ويتكوف الذى يعتمده ترامب مبعوثًا لقضايا إيران وغزة وأوكرانيا.
هل شنّ ترامب ضربة استباقية على والتز، كى لا يشوش على المفاوضات مع إيران أم بسبب «سيجنال جيت»؟ لا يزال هذا موضع تكهنات.
تمسك ترامب بالمفاوضات مرده أيضًا إلى عدم التأكد من أن الخيار العسكرى كفيل، بتدمير البرنامج النووى الإيرانى بالكامل، عن طريق ضربات جوية فقط. الباحث المشارك فى معهد أولويات الدفاع بواشنطن سكوت ستراجاسيتش يكتب فى مجلة «ذا هيل» الأمريكية، أن البرنامج النووى الإيرانى يتناثر على منشآت متعددة فى البلاد على مساحة 640 ألف ميل مربع. إن حملة أمريكية أو أمريكية - إسرائيلية، ستطلب غارات على مناطق فى أنحاء إيران، وشن هجمات على مدار الساعة لاستهداف ليس المواقع النووية فقط، وإنما أنظمة الدفاع الجوى، ومحطات الرادار، والمطارات العسكرية، ومراكز القيادة والسيطرة، وأهداف أخرى استراتيجية لعرقلة رد النظام.
ويُحذّر ستراجاسيتش من أن عدم ضمان القصف الجوى فى تدمير البرنامج النووى الإيرانى، قد يدفع البعض بطبيعة الحال إلى استنتاج أن الوجود البرى الأمريكى وحده هو الكفيل بالمهمة. سيكون هذا الجهد جبارًا فى بلد يفوق عدد سكانه سكان العراق عام 2003 بثلاثة أضعاف تقريبًا، حيث يفيد أحد التقديرات أن القوة الأمريكية اللازمة لاحتلال البلاد تبلغ 1.6 مليون جندى، أى نحو ثلاثة أضعاف عددها فى ذروة حرب فيتنام. وعليه يستنتج بأن العلاج هنا سيكون أسوأ من المرض.
ما يبحث عنه ترامب وإيران الآن، تسوية تتيح للجانبين القول إنه حقق ما انتصارًا من الدخول فى المفاوضات. هل يجرؤ نتنياهو على قلب الطاولة على ترامب كى يعيد توجيه الأحداث فى المسار الذى يشتهيه؟ الاحتمالُ قائم.

 

 

النص الأصلى:


https://rb.gy/41xqip

التعليقات