فشلة أو خونة - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 1:43 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فشلة أو خونة

نشر فى : الخميس 6 يونيو 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الخميس 6 يونيو 2013 - 8:00 ص

احتمالان لا ثالث لهما تضعهما أمامنا فضيحة «الحوار السرى المذاع على الهواء مباشر» بين الرئيس محمد مرسى ومجموعة من رؤساء الأحزاب ورجال الدين حول أزمة السد الإثيوبى وهما إما أن مؤسسة الرئاسة تفتقد إلى الحد الأدنى من الكفاءة اللازمة لإدارة البلاد فلم تبلغ المشاركين فى اللقاء بأنه مذاع كما قالت مساعدة الرئيس باكينام الشرقاوى وإما أنها تفتقد إلى الحد الأدنى من الوطنية فقررت تعريض مصالح البلاد للخطر بتعمد إذاعة اللقاء دون إبلاغ المشاركين فيه لحرقهم أمام الرأى العام كما قال القيادى الإسلامى والنائب السابق ممدوح اسماعيل فى تعليقه على إذاعة جلسة الحوار.

 

وأيا كان الاحتمال الصحيح فإننا أمام فضيحة تحتاج إلى الكشف عن المسئول عنها أو قل المتورط فيها ومحاسبته بقدر ما ألحق بموقف مصر فى قضية مياه النيل من ضرر يصعب إصلاحه رغم أنها قضية القضايا بالنسبة لمصر على مدار تاريخها فلا يجب أن تكون محلا للعبث ولا حتى للفشل.

 

والحقيقة أن تحول هذا الاجتماع إلى كارثة هو النتاج الطبيعى لسياسات رئاسية لا تعلى المصلحة الوطنية وتبحث عن تحقيق مكاسب سياسية لا تأت أبدا رغم ذلك.

 

فالرئيس بدلا من أن يشكل خلية أزمة تضم وزراء الدفاع والرى والخارجية والإعلام ورئيس المخابرات ومستشاره للأمن القومى لمتابعة ملف السد الإثيوبى ووضع سيناريوهات التعامل معه قرر توجيه الدعوة إلى رؤساء الأحزاب لعقد لقاء فى قصر الرئاسة بعد أقل من 24 ساعة لا لشىء إلا لكى يظهر قادة المعارضة بمظهر الرافضين للحوار وغير المهتمين بالمصالح القومية.

 

السيناريو نفسه حدث فى أزمة اختطاف الجنود السبعة فى سيناء، وبدلا من تشكيل خلية أزمة دعا رؤساء الأحزاب وشخصيات عامة لحوار «بلا شطآن».

 

هذه الحوارات العامة فى مواجهة قضايا على درجة عالية من الحساسية والأهمية ليست إلا شكلا من أشكال المتاجرة بالقضية لتحقيق مكاسب سياسية بالنسبة للرئاسة وحزبها لآن الرئاسة لا تستطيع أن تقدم لكل هؤلاء المشاركين ما لديها من معلومات مخابراتية ودبلوماسية عن القضية وبالتالى لن يستطيع المشاركون تقديم المشورة الصحيحة لأنهم لا يملكون المعلومات الكاملة.

 

لا يكفى اعتذار باكينام الشرقاوى عن إذاعة «حوار السد» دون علم المشاركين لأن الرئاسة لم تصل حتى إلى مستوى «زكية زكريا» بطلة برنامج الكاميرا الخفية الشهير حيث كان النجم «إبراهيم نصر» يستأذن ضحايا قبل إذاعة اللقاء فى حين أن الرئاسة أذاعته دون استئذان.

 

ليس هذا فحسب بل إن الرئاسة مطالبة باعتذار للشعب عن تصريح المتحدث باسمها الذى قال إن الرئاسة لم ترصد أى ردود فعل سلبية للحوار المذاع لأن هذا التصريح بمثابة إهانة لذكاء الشعب المصرى واستهانة بوعيه. فنظرة واحدة على ردود فعل الإعلام الاثيوبى على الفضيحة تكفى لكى ندرك حجم الكارثة التى أصابتنا.

 

واخيرا على الرئاسة ومن ورائها جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة والمتأخونين فى الصحافة والسياسة إدراك أن الشعب لم يعد مستعدا للمقامرة بقضاياه الحيوية من أجل مكاسب هذا الطرف أو ذاك.

التعليقات