«البديل المدنى» - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 1:03 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«البديل المدنى»

نشر فى : الإثنين 7 مارس 2016 - 10:20 م | آخر تحديث : الإثنين 7 مارس 2016 - 10:20 م
عبر كلمات شارفت على 1500 كلمة، طرحت «اللجنة التحضيرية لتوحيد القوى المدنية» نداء للشعب المصرى من أجل الاصطفاف والتوحد لبناء ما أطلق عليه «البديل المدنى»، وهو عبارة عن كيان أو مظلة، سمها ما شئت، لمعارضة يراها أصحاب المبادرة صمام أمان يمكن أن يجنبنا خطر الانزلاق إلى سلبيات الصوت الواحد، والرأى الأوحد، الذى يقود فى النهاية إلى نوع من الاستبداد المقيت والجالب للكوارث.

الدعوة خرجت عن عدد من السياسيين والمثقفين، وفى مقدمتهم حمدين صباحى المرشح الرئاسى السابق، مؤسس التيار الشعبى، الذى انطلقت فور الإعلان عن النداء سهام النقد والتجريح المعتادة إلى الرجل، من قبل حتى مناقشة الفكرة المطروحة.
إرهاصات «النداء» ربما يكون صباحى وعدد غير قليل من المنتمين إلى ثورتى 25 يناير و30 يونيو، قد عبروا عنها من قبل، وكان آخرها ما تطرق إليه المرشح الرئاسى السابق فى حوار أجريته معه ونشرناه فى «الشروق» الأسبوع الماضى ردا على سؤال عن دور القوى الوطنية فى دعم الدولة، وعدم الاكتفاء بمطالبة الرئيس بفعل «كذا أو كذا» من دون تقديم بديل عملى لما ينتقدونه من قرارات.

ورد صباحى: «فريضتنا الغائبة، وواجبنا الآن بلورة موقف وطنى حريص على الدولة، ملتزم بمبادئ الثورة، يحترم ويفعّل الدستور، ويحرص على مصالح الشعب المصرى، يعارض بأقوى صوت السياسات القائمة، وأن يسمع الرئيس صوتا معارضا قويا، صوتا لا يقول يسقط، ولا يهدم، لكنه لا يطبل ولا ينافق، وهذا ما تحتاجه مصر، وهو واجب القوى الوطنية الآن».

وفى«النداء» الذى وجهته اللجنة التحضيرية لتوحيد القوى الوطنية المدنية شرح للفكرة التى تدعو لبناء «بديل حقيقى عبر تكوين وتعزيز حزب وجبهة وشبكة اجتماعية عريضة تساهم فيها قوى وطنية ومدنية ونزيهة مدعوة جميعا للتضامن والتكاتف، وتجاوز أخطاء الماضى، لرفع راية وطنية مدنية سلمية علنية شرعية ومشروعة أمام أعين المصريين».

نحن إذن أمام دعوة لبناء جبهة وطنية عريضة يتشارك فيها جميع المصريين، تقدم بدائل للمشكلات والتحديات التى تواجهها مصر فى الوقت الراهن، فى شكل معارضة قوية، يكون صوتها للبناء وليس الهدم، تعمل على تقوية العمل المؤسسى والحفاظ على كيان الدولة، وتكون منفتحة على الكل باستثناء من سماهم صباحى فى حواره مع «الشروق» من «يقولون إن ثورة 25 يناير نكسة، وأولئك الذين يعتبرون 30 يونيو انقلابا».

المتوقع أن تلقى الدعوة هجوما (وقد بدأ بالفعل بمجرد الإعلان عنها) بمقدار ما تحمله فى طياتها من صلابة ووضوح رؤية فى التعامل مع الواقع والتحديات التى نواجهها، وهو أمر طبيعى لا بد أن يتقبله أصحاب المبادرة، وهم مدعوون أيضا لتقبل النقد الموضوعى الموجه إليهم، وفى تقديرى أن «النداء» استغرق فى ديباجة تمهيدية طويلة جدا كان يمكن اختصارها بنسبة 70% مع التركيز على الهدف الأصلى من المبادرة، وهو الدعوة إلى التوحد فى كيانى وطنى.

كما أن المبادرة حملت فى طياتها مسميات تحتاج من القائمين عليها المزيد من التوضيح وضبط المصطلح كما يقال، فالحزب معروف والجبهة إلى حد ما يمكن تصورها، غير أن الحديث عن شبكة اجتماعية أحدث نوعا من البلبلة لدى حتى بعض المهتمين بالشأن العام، فما بالنا بغيرهم.

سعى القوى الوطنية للتوحد فى كيانات قوية تسهم فى تقديم بدائل لمشكلات الواقع، أمر محمود، وفى صالح مصر، شريطة أن يقترن السعى بالعمل الجاد المقنع للناس، والقادر على كسب ثقتهم، وعلى من سارعوا بمهاجمة الفكرة التريث قليلا، وأن يناقشوها بهدوء علّ فيها ما يفيد.
التعليقات