«الخبز المحرَّم» في غزة! - خالد سيد أحمد - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 1:28 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«الخبز المحرَّم» في غزة!

نشر فى : الجمعة 8 مارس 2024 - 6:10 م | آخر تحديث : الجمعة 8 مارس 2024 - 6:10 م
«الناس فى غزة جائعون ويائسون.. والمساعدات التى تصل إليهم أقل بكثير من المطلوب».. هكذا خاطبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ضمير العالم الصامت على حرب الجوع والإبادة، التى تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلى ضد الفلسطينيين فى القطاع منذ شهور.
فمنذ اليوم الأول للعدوان الصهيونى على قطاع غزة فى السابع من أكتوبر الماضى، منعت دولة الاحتلال الغذاء والماء والدواء والكهرباء عن الفلسطينيين، كما عملت على عرقلة دخول المساعدات إلى القطاع، واستهداف الأبرياء المتجمعين حول قوافل الإغاثة، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية إلى درجة كارثية، بات معها الحصول على رغيف خبز يسد رمق الجوعى أو شربة ماء نظيفة تروى ظمأ العطشى، أشبه بالمحرمات التى لا يمكن الاقتراب منها!!.
أزمة الجوع التى يعانى منها الفلسطينيون، جراء الحصار والعدوان الصهيونى، «تتعمق فى محافظات قطاع غزة بشكل كبير» وفقا لبيان أصدرته حكومة غزة، الأسبوع الماضى، وأكدت فيه أن الأطفال فى القطاع يتضورون جوعا حتى الموت، مشيرة إلى وفاة 15 طفلا نتيجة الجوع وسوء التغذية والجفاف.
أما منظمة «أكشن إيد» الدولية، فقالت فى بيان لها، الخميس الماضى، إن «الزيادة الحادة فى سوء التغذية أدت إلى زيادة الوفيات بين الأطفال وحالات المواليد الموتى، وسجلت حالات كثيرة فى المستشفيات الحكومية لأطفال توفوا بسبب سوء التغذية، وأن أكثر من 95% من النساء اللواتى يصلن إلى المستشفى، ويخضعن للفحوصات الطبية اللازمة يعانين من فقر الدم».
كذلك ذكر تقرير لمجموعة التغذية العالمية، وهى شبكة من المنظمات غير الحكومية المعنية بالتغذية وتقودها «اليونيسف» أنه «فى جميع أنحاء غزة، يواجه 90 فى المائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و23 شهرا والنساء الحوامل والمرضعات فقرا غذائيا حادا».
رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، قال من جهته إن فريقا من العاملين بالمنظمة، تمكن من زيارة شمال غزة، مشيرا إلى أن الفريق أبلغ عن «مستويات حادة من سوء التغذية، وأطفال يموتون جوعا، ونقص خطير فى الوقود والغذاء والإمدادات الطبية، ومبانى المستشفيات مدمرة».
الولايات المتحدة وبريطانيا، التى دعمتا حرب الإبادة الصهيونية ضد الفلسطينيين منذ اليوم الأول للعدوان، لم تستطعا الصمت إزاء قتل الأبرياء والأطفال فى غزة جوعا.. فنائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس، قالت «يتضور الناس جوعا فى غزة.. الظروف غير آدمية وإنسانيتنا المشتركة تلزمنا بالتحرك.. ولا بد أن تفعل الحكومة الإسرائيلية المزيد لزيادة تدفق المساعدات بشكل كبير.. لا أعذار».
أما وزير الخارجية البريطانى ديفيد كاميرون فقال إن بلاده ستحذر إسرائيل من أن صبرها بدأ ينفد إزاء المعاناة المروعة فى غزة، حيث يموت الناس جوعا بسبب نقص المساعدات».
لا نستطيع بالتأكيد النظر إلى رد الفعل الأمريكى البريطانى على جريمة القرن التى ترتكب ضد الفلسطينيين، بنوع من الجدية المطلقة، لاسيما وأنهما حتى هذه اللحظة توفران الغطاء السياسى والدبلوماسى والعسكرى للكيان الصهيونى، وبالتالى فإن أى إدانات حادة قد تصدر عنهما، أو حتى قيامهما بإلقاء بعض المساعدات الإنسانية جوا على القطاع، لا يمكن اعتباره تغيرا جوهريا فى مواقفهما الداعمة للعدوان، وإنما يجب التعامل معه على أنه ليس أكثر من كونه محاولة لحفظ ماء الوجه، بعدما أزكمت روائح جرائم الإبادة الصهيونية ضد الفلسطينيين فى غزة أنوف الملايين من الأحرار والشرفاء فى مختلف دول العالم، وفضحت وعرت الداعمين للاحتلال وفى مقدمتهم واشنطن ولندن.
المطلوب الآن عربيا، التحرك بسرعة أكبر على المستوى الدولى لتفعيل قرار قمة الرياض العربية الإسلامية التى عقدت فى نوفمبر الماضى، والقاضى بـ«كسر الحصار على غزة وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية، تشمل الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع بشكل فورى»، وذلك من أجل دعم صمود الفلسطينيين، وقطع الطريق على محاولة الاحتلال الصهيونى ترسيخ سياسة التجويع ضد القطاع، وفرض المجاعة على سكانه وتحويل حياتهم إلى جحيم لا يطاق، حتى يدفعهم اليأس من إمكانية الحصول على رغيف الخبز، وهو من أبسط مقومات الحياة، إلى النزوح وترك أراضيهم للمحتلين الصهاينة.
التعليقات