يباغتنى أحيانا حلم بأن ذلك المخاض العسير الذى تئن تحت وطأته بلدنا عما قريب سينتهى وأن ميلاد الثورة الحقيقية وشيك. استمرئ الحلم وأبدأ فى ترتيب أفكارى حتى لا أفاجأ بنور النهار وأنا مازلت فى عتمة الليل أحلم.

ترى من أين نبدأ إذا فكرنا فى أحوال مصر الصحية وأردنا اعتمادا على ما نملك من أصول ــ إذا صح التعبير ــ وما نتمنى أن نمتلك من طاقات ستفجرها حتما الثورة فى نفوس وعقول الأطباء ومن يزاملهم فى مجالات عمل مهنة الطب؟

قضايا الصحة فى مصر وإن كانت كثيرة إلا أنها واضحة معروفة ومحددة تأتى حلولها من الواقع المصرى. على سبيل المثال التأمين الصحى مازلنا نتخبط بين علاج على نفقة الدولة أن تأمين صحى يتحمله المواطن وتدعمه الدولة، ومازالت مستشفياتنا التابعة لوزارة الصحة لا تعرف أى نظام تتبع أو فى أى طريق تسير ومازال الحديث الدائر سياسيا عن كل ما يخاطب المشاعر: حق المواطن فى الرعاية الصحية، وليس فى الأفق على وجه الاطلاق ما يخاطب العقل أو بعد بخطة واضحة المعالم فعالة.

الكل منشغل بما يحدث فى الميادين يتحدث وعينيه على الميدان الذى يسعى لرضاه ولا أحد ينصرف لعمل جاد هو أولى بالتفكير فيه أو الإعداد له.

قد تبدو الصورة قاتمة لكن فيما يبدو أن الثورة على الحلم مازالت غير مستحيلة. ما دعانى لبعض التفاؤل دعوة من مجموعة من الأطباء الشبان انتماؤهم الواضح للعلم والوطن كان كافيا لما لمسته فى كلماتهم من صدق وحماس للانضمام إليهم فى محاولة للتفكير والعمل ودعوة لإعمال العقل والتفكير فى حلول مصرية لمشكلات مصر الصحية فهل تشاركوننا؟