عمرو خالد فى شمال سيناء - محمد موسى - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 5:31 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عمرو خالد فى شمال سيناء

نشر فى : الثلاثاء 9 فبراير 2016 - 10:40 م | آخر تحديث : الثلاثاء 9 فبراير 2016 - 11:28 م
انقض الإعلام الموالى فى عدة ساعات على عمرو خالد، وأسقطه عن عرش حملة «أخلاقنا» بتهمة أنه إخوانى سابق، لكن جرائمه القديمة هى التى يجب أن تسقطه من الحياة العامة، وإلى الأبد.

حملة «أخلاقنا» فكرة ساذجة تدعمها وزارة الشباب، وتتبنى مشاركة المواطن بحكايات عن الأخلاق فى الشارع. وفى بداية الشهر قال عمرو خالد إنه أمين عام الحملة، لكن قبل ساعات من صعوده على منصته الجديدة، انتفض الإعلام ضده، وأذاع شريطا قديما يقول فيه مبتسما إنه كان عضوا بالإخوان وهو طالب.

إذن الداعية إرهابى مثل جماعته، فكيف نأتمنه على أخلاق شبابنا؟. وفى ساعات قليلة طحنته ماكينة الإعلام، ولفظته خارج حملة «أخلاقنا» مشيعا بأسوأ الاتهامات، واحد منها أنه يهودى تم تجنيده فى انجلترا، ليهدم الإسلام متنكرا.

واندهش عمرو خالد: دى أخلاق المصريين الجدعان، يشوهونى ويشتمونى‪؟‬.

سأله المذيع باهتمام: لماذا استدعاء فيديوهات قديمة لك الآن، ليه؟

لم يرد خالد على السؤال، لأن «الفيديوهات القديمة» ستفضح ما هو أكثر من علاقته بالإخوان.

الفيديوهات القديمة ستظهر تواضع الداعية وأخلاقه: انا أول داعية إسلامى ييجى يبارك للأقباط فى الكاتدرائية بالعيد، أنا ورايا رسالة، وأنا أكتر داعية فى العصور الحديثة إلخ.

فى الفيديوهات القديمة، وفى نهاية عام 2010، يعود الداعية من رحلة غياب محمولا على أسنة الحزب الوطنى، فى غزوة نادى السيوف بالإسكندرية. يعود ليشارك فى الحملة الانتخابية، ويلعب دور الداعية المضهطد، وهو فى عرين الحزب الوطنى الفاشى.

بعد عاصفة يناير 2011 توقعت مع غيرى انسحاب عمرو خالد من الحياة العامة لأنه حسبها غلط، لكنه خرج علينا بحزب مصر «التنموى»، حزب ذاب من الوجود بعد عامين باستقالات جماعية شاملة، فى أول سابقة من نوعها.

الفيديوهات القديمة تظهر الداعية فى إعلان العطور السعودية، «أنا أكتر واحد فى الدعاة فى العصر الحديث بيتكلم عن قيم الجمال، والجمال دا أصل الإسلام، واللى يشكك فى قيم الجمال بيشكك فى قيم الإسلام أصلا».

أما أخطر ما يرد فى الفيديوهات القديمة، فهو هذا الاتفاق التاريخى، حين وضع عمرو خالد يده فى يد الإخوان فى يد الشيخ على جمعة، لتوقيع بروتوكول التعاون بين وزارة الأوقاف2‪012 ‬، وأكاديمية الداعية المعاصر، التى أسسها بنفسه، ثم عين على جمعة رئيسا لها.

الوزير الإخوانى وقتها طلعت عفيفى اتفق مع الداعيتين على تنفيذ حملة دعوية فى شمال سيناء، لتوصيل الإسلام الوسطى. نفذت الأكاديمية حملتها، وكما كتب أحد طلابها فى شهادته، كانت الأكاديمية تفكر فى استقدام «شيوخ» مثل سلمان العودة وعبدالكريم بكار للتدريس بها، وهما سلفيان من أكبر مناصرى الإخوان فى كل زمان، ومن «مناهضى الانقلاب» فى الوقت الراهن، فانظروا إلى آثار عمرو خالد المباركة على شمال سيناء.

عمرو كان إخوانيا، ينسق مع الحزب الوطنى، ويحول الغزل العفيف مع الجماعة أيام الجامعة إلى بروتوكول مع وزارة هشام قنديل، وإعلانات العطور جزء من الرسالة الجمالية للإسلام. وهو ليس استثناء فى قبيلة ركاب الأمواج المتنوعة، الذين كانوا مع مبارك، وأصبحوا مع المجلس العسكرى، كما مال بعضهم للإخوان، ثم هاهم فى تطوحات اللوعة والنفاق مع النظام الحالى.

حملة أخلاقنا لقيت جزاءها على مواقع التواصل، وكتب الغاضبون أنها تضم مليونيرات، «يكلموك عن زهد سيدنا عمر اللى كان عنده جلباب واحد بيغسله ويستناه ينشف، ثم يركبون المرسيدس والهامر، عمرك شفت نفاق أسوأ من كدا؟».
محمد موسى  صحفي مصري