شكرا ترامب! - محمد سعد عبدالحفيظ - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 8:13 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شكرا ترامب!

نشر فى : السبت 9 ديسمبر 2017 - 9:25 م | آخر تحديث : الأحد 10 ديسمبر 2017 - 1:33 م

فى بداية المقال، أود ان أوجه الشكر إلى رجل الأعمال وتاجر العقارات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فلولا قراره الأخيرة بنقل سفارة بلاده من عاصمة الكيان الصهيونى إلى القدس، لحفظت القضية الفلسطينية كما خطط لها أطراف صفقة القرن فى ثلاجة دفن الموتى.

إعلان ترامب لا يصب فى مصلحة الولايات المتحدة فقط وفق تعبيره، بل يصب أيضا فى مصلحة القضية التى أهالت الأنظمة العربية المتعاقبة عليها التراب، بدءا من الرئيس المؤمن الذى قرر زيارة «الكنيست ذاته» وصولا إلى من طالب بالحفاظ على أمن وسلامة المواطن الإسرئيلى.

أخرج ترامب بإعلانه القضية من «الدرج» وأعادها إلى شوارع العواصم العربية، فالقدس ومنذ مساء الأربعاء الماضى، وهى حديث العرب فى المدارس والجامعات والمقاهى والمواصلات العامة، فبعد سنوات من الشوشرة الإعلامية على فلسطين وأهلها فى فضائيات دول الاعتدال، غيرت تلك الشاشات من سياستها التحريرية، وسلطت الضوء على القرار الأمريكى وتبعاته، ونقلت ردود الفعل الرسمية والشعبية، حتى أن التلفزيون الرسمى المصرى وباقى فضائيات الموالاة نقلت لقطات من احتجاجات الصحفيين مساء الخميس وغطت مظاهرات الأزهر ظهر الجمعة، وصارت القدس حاضرها وتاريخها محور أساسى فى برامج «التوك شو».

القرار أعاد الوعى بقضية العرب الأولى، ودفع الأجيال الجديدة التى تم تغييبها وإلهاؤها بمعارك عبثية، إلى وضع مواقف رؤسائهم وملوكهم وقادتهم على ميزان القضية الفلسطينية، من منهم باع ومن تنازل ومن سلم ومن ساوم على شرف العرب.

شكرا ترامب على قرارك الذى أعاد الغضب والاحتقان إلى صدور أجيال لم تغضب من أجل فلسطين منذ سنوات، شكرا على احراجك حلفاءك الذين أعلنوا ثقتهم فيك على الملأ، فقد وضعتهم أمام خيار بين الاستمرار فى تأييدهم لك، أو مراعاة الرأى العام الجديد الذى خلقه قرارك الأخير بمعاداة الولايات المتحدة والكيان الصهيونى.

لقد وحد القرار العرب وتوارت الخلافات العقائدية والمذهبية والسياسية خلال الأيام القليلة الماضية، فما أن أعلن الرئيس الأمريكى قراره حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى فى العالم العربى وتصدر هاشتاج #القدس_عاصمة_فلسطين_الابدية لائحة الهاشتاجات الاكثر تداولا فى جميع الدول العربية، لتتراجع موضوعات أخرى كانت قد حازت اهتمام الرأى العام العربى أبرزها اغتيال الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح.

المستخدمون وجهوا فى تغريداتهم انتقادات لضعف المواقف العربية الرسمية التى اقتصرت على بيانات الإدانة والشجب والاستنكار، ومنذ مساء الخميس تصدر هاشتاج #جمعة_الغضب لائحة الهاشتاجات الأكثر تداولا وصارت مشاهد المسيرات والوقفات الاحتجاجية فى العواصم العربية هى الأكثر مشاهدة.

لن تضيع القدس مادام فى الأرض العربية شعوبا تعى ما جرى، لن تموت القضية مادام الغضب ضد الكيان الصهيونى وكل من والاه من حكام الندامة ينتقل من جيل إلى جيل، فالغضب هو مفتاح القدس الذي تتوارثه الأجيال.

فالغضب هو مفتاح القدس الذي تتوارثه الأجيال

فى القدس، أعنى داخل السور القديم،
أسير من زمن إلى زمن بلا ذكرى
تصوبنى. فإن الأنبياء هناك يقتسمون
تاريخ المقدس.... يصعدون إلى السماء
ويرجعون أقل إحباطا وحزنا، فالمحبة
والسلام مقدسان وقادمان إلى المدينة.

أبيات من ديوان «لا تعتذر عما فعلت» للشاعر محمود درويش.

التعليقات