لم يبق إلا القليل - بسمة قضماني - بوابة الشروق
الإثنين 17 يونيو 2024 4:34 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لم يبق إلا القليل

نشر فى : الثلاثاء 10 مايو 2011 - 8:42 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 10 مايو 2011 - 8:42 ص

 تمر جمعة بعد الأخرى ويزداد عدد ضحايا الثورة فى سوريا من قتلى وجرحى ومعتقلين والمعتقلون هم من أصناف مختلفة، فقد افتتح الأمن معتقلات واسعة تحتوى على ما لا يقل عن تسعة آلاف، أما وجوه المعارضة المعروفة فقد عاد النظام إلى اعتقال مجموعة كبيرة منهم، ولهؤلاء أماكن شبه محفوظة فى السجون يدخلون إليها لأشهر أو سنوات ويخرجون حسب حسابات الأمن. أما من يتجول فى أحياء المدن فلا يرى إلا رجال أمن بملامح مختلفة، شوارع يخيم عليها ظل المعتقلات التى تتسع كل يوم. هل عاد الخوف؟ هكذا تأمل السلطة.

مجد جدعان هى مهندسة سورية تعيش فى المنفى ومثل ملايين السوريين فى الخارج هذه الأيام تعيش على وتيرة الثورة التى انفجرت فى بلدنا. لكن مجد جدعان هى أيضا ممن يحيطون مباشرة بالنظام بصفتها أخت زوجة ماهر الأسد قائد الجيش وأخو الرئيس والمسئول المباشر عن عمليات القمع والأمر بإطلاق النار على المتظاهرين.

سجلت مجد شريط فيديو بثته على الشبكة من خلال اليوتيوب تخاطب فيه الشعب السورى لتحثه على مواصلة جهوده الجبارة للإطاحة بالنظام. «لقد قطعنا المسافة الأكبر وحققنا تسعين بالمائة من أهدافنا. إياكم أن تتراجعوا، إياكم أن تعودوا إلى بيوتكم. لن يعود الشعب إلا بعد أن يكون قد حقق كل أهدافه».

من الصعب على أى مواطن سورى مقيم فى الخارج أن ينصح الشعب الذى يعيش تحت الوطأة الخانقة للنظام أن يستمر فى النزول إلى الشارع والتظاهر لأن كل متظاهراليوم فى سوريا هو مشروع شهيد حسب تعبير المناضلة سهير أتاسى. لكن لا شك أن ثمانية أسابيع من التظاهر هزت أركان السلطة، والخوف الآن يقطن قلوب أركان النظام الذى أصبح فى عين الناس هو الخائن الأكبر، وهو التعبير الذى يستخدمه النظام والآن يتبناه الشعب. تخوين فى الأذهان إذا لم يكن على لسان شباب الثورة، فلقد وصل الأمر بالمتظاهرين إلى حد حمل لافتات تطالب الأمن باستخدام «رصاص مطاطى مثل الجيش الإسرائيلى» بدلا من الرصاص الحى.

من الطبيعى أن يبقى الخوف موجودا عند المواطن الذى يخشى على أولاده وأفراد عائلته المسنين لكن الثورة قد قطعت فعلا شوطا طويلا ولم يبق إلا القليل. الشعب السورى يتسلح بالثقة التى أدت بشعوب تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين إلى التخلص من الاستبداد.

لقد وضع شهداء الثورات العربية الحرية تاجا على رءوسنا فلن نسقط هذا التاج كما تقول مجد.

بسمة قضماني  مدير مبادرة الإصلاح العربي
التعليقات