أصوات متعددة.. - سلامة أحمد سلامة - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 6:10 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أصوات متعددة..

نشر فى : السبت 10 ديسمبر 2011 - 8:00 ص | آخر تحديث : السبت 10 ديسمبر 2011 - 8:00 ص

يهتم الإعلام المصرى اهتماما واسع النطاق بكل ما تنشره الصحف الأجنبية وما يقوله المعلقون والكتاب فى الخارج، عن رأيهم فى ثورة يناير وما أسفرت عنه من تطورات أفضت إلى إجراء انتخابات عامة هى الأولى من نوعها فى مصر. وأظهرت النتائج ما يموج به المشهد السياسى من تنوعات فى القوى والأحزاب.. قال فيها الشعب كلمته. وحصل التيار الإسلامى فى الجولة الأولى منها على نسبة كبيرة من الأصوات بلغت الثلثين. ولم تحظ القوى الوسطية من الليبراليين والمدنيين وشباب الثورة بالدعم الكافى من أصوات الناخبين.

 

ولكن تعدد الأصوات يشير بأن مستقبل الثورة لم يقل كلمته الأخيرة بعد، وأن اختلاف المواقف يذهب من أقصى أشكال الرفض إلى قبول بالأمر الواقع.. ودعنا نورد بعض ردود الفعل الداخلية التى انهالت عقب المرحلة الأولى.

 

< أتصور أن أحد أسباب الفشل المزرى للوفد فى انتخابات مجلس الشعب أداء وزارئه فى وزارة د. عصام شرف. فباستثناء فخرى عبدالنور، كان كل من على السلمى وأسامة هيكل يمثلان أداء باهتا ومنافقا للمجلس العسكرى. وأيضا حين يتبرأ حزب من مبادئ الحزب الليبرالية طمعا فى كسب أصوات الناخبين، يصبح الحزب بلا طعم ولا رائحة، وليس أكثر من منتدى لوجهاء القوم يبحثون عن دور فى خريف العمر!

 

< زاد التدافع على أدوات التواصل الاجتماعى، وعندما انتفض شباب مصر ــ وليس شبابها فقط ــ فى 25 يناير، كان الجميع يريدون تحقيق احداث تغيير سياسى منشود ولم يكن هدفهم دخول التاريخ كأفراد. وبعد النجاح فى إسقاط مبارك وحاشيته، بدأ الكثيرون يبحثون عن دورهم فى التاريخ غبر شاشات الفضائيات وصفحات الفيس بوك.. وحدثت الفوضى والانقسامات وبدأ الكثيرون من أفراد الشعب يسحبون تأييدهم تدريجيا لما يحدث فى ميدان التحرير.. أنا لست إخوانيا ولم أعطهم صوتى ولا أود أن أراهم يحكمون مصر. ولكننى لا أفرض وصايتى على جموع الشعب التى انتخبتهم فى غيبة أى بديل إيجابى آخر!

 

< تيار الإسلام السياسى سيكون أكثر من 70٪ وهو لا يحتاج لأى تحالف مع قوى أخرى. ولكنه فى نفس الوقت يصر على إشراك القوى الأخرى بإدعاء أن مصر لن يبنيها تيار واحد. جميل جدا.. ولكن ماذا بخصوص الدستور؟ هل سيقوم الجميع بوضعه؟ اقتراحى بل ورجائى لكل قوى الوطن: إذا لم يتم وضع الدستور بالتوافق الحقيقى فليتركونهم فى الحكم دون اشتراك معهم. لأن الاشتراك سيستخدم فقط فى تبرير الفشل ولن يستخدم لتقاسم النجاح. وليدع الجميع الجدل بشأن ما كان ليتجهوا إلى المراحل التالية.

 

< ألف تحية من الجزائر: الأمة العربية تطرق أبواب مرحلة تاريخية جديدة. تأجلت كثيرا بسبب شعارات ورثها جيلى ورددناها ونحن طلبة فى السبعينيات. شعار حرق المراحل الذى غذته كتب دار التقدم، كنا نعتقد أننا سوف ننتقل من مجتمعات نصف رعوية ونصف زراعية إلى مجتمعات صناعية. هكذا بقفزة تاريخية ولم نعلم أنها كانت قفزة فى المجهول.. واليوم اليسار العربى وكل قوى التقدم مطالبة بنقد ذاتى والتعامل مع قوانين التاريخ الصارمة. والإسلاميون اليوم حقيقة تاريخية كبرى. ومع علمى أنهم لن يضيفوا للتاريخ أى جديد، بل الأكثر من ذلك أن وجودهم علامة على أزمة وليس علامة على وضع صحى.. وبدون شك فإن الانتقال من مرحلة إلى أخرى لن يكون بدون ثمن لأن التاريخ لا يتقدم «ببلاش». وكان هذا رأيى منذ انتصار الجبهة الإسلامية فى الجزائر 92، لما قلت إن الوباء لابد من التصدى له بمضادات حيوية والدخول معه فى معركة فكرية وأمنية كلفتنا 200 ألف قتيل و7 آلاف مفقود ومليارات الدولارات خسائر.

 

< تقول إنه قد يكون من الأفضل أن تتلاحم التشكيلات الشبابية الثورية ليكون لها كيان سياسى واحد يمكن تطويره وتصعيده.. وأقول لسيادتكم: هذا يحتاج تمويلا ماليا. وحزب غد الثورة مثلا مدين بخمسين ألف جنيه، صرفها على عدد من اللافتات، ورفض تلقى أى أموال من جهات خارجية، ولم يستطع طبعا توزيع شنط رمضان ولا لحوم العيد والبطاطين وكروت الشحن.. لا يمكنهم مخاطبة الناس فى المساجد أو الكنائس التى احتكرها أتباع التدين السياسى، ليس للدعاية لأنفسهم فقط، بل لتلطيخ مخالفيهم ووصفهم بالكفر والشذوذ والظلامية، فكيف ومن أين يا سيدى؟ ربما تكون الحسنة الكبرى من هذه الانتخابات هى ما ذكرته من أن الهدف منها كان هو وضع اللبنة الأولى فى الدستور والخروج من دائرة الحكم السلطوى!

 

(هذه عينة من الآراء الجادة التى لا تكتفى بالسخرية وبالتويتات)

سلامة أحمد سلامة صحفي وكاتب مصري كبير وصاحب آراء ليبرالية قوية وجريئة وبناءة في مسيرة الصحافة العربية. يشغل منصبي رئيس مجلس تحرير جريدة الشروق ورئيس مجلس تحرير مجلة وجهات نظر. هو صاحب العمود اليومي من قريب في جريدة الشروق وكان في السابق نائبا لرئيس تحرير الأهرام.
التعليقات