رمضان كريم.. ذهب الظمأ وابتلت العروق - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 9:40 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رمضان كريم.. ذهب الظمأ وابتلت العروق

نشر فى : الجمعة 11 مارس 2022 - 8:50 م | آخر تحديث : الجمعة 11 مارس 2022 - 8:50 م
اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت وعليك توكلت وإليك أنبت. ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله.
دعاء الإفطار الذى أستدعيه بصوت أبى رحمة الله عليه والذى كان يحرص يوميا على تلاوته علينا حرصه على سماعنا نردده وراءه فى خشوع على مائدة منزلنا فى المنصورة بعد صلاة المغرب.
كنت أتوقف دائما عند قوله: ذهب الظمأ وابتلت العروق لأعجب من صدق الكلمة والتعبير العلمى الكامن فيها. صيام يوم كامل وعند الإفطار نذكر الظمأ وتروية العروق ولا نلتفت إلى الانقطاع عن الطعام وأثر الجوع!
أيام ويأتينا الشهر الفضيل.. لكل منا استعداداته التى يحرص عليها ليستقبل شهر الصيام.. منها وعلى رأس قائمة استعداداتى أن أمتلك ردا مقنعا لمريض القلب الذى يبادرنى قبل أن أشرع فى الكشف عليه بسؤال أتوقعه: هل يمكننى أن أصوم هذا العام؟
الواقع أن حرص المرضى على الصوم وأداء الفريضة أمر يثير إعجابى وإن كنت لا أملك أن أترجم إعجابى العميق إلى تصريح بالصوم إلا أننى أحاول دائما بكل جهدى أن أشرح لماذا تأتى إجابتى دائما بأن الله سبحانه وتعالى يحب أن تؤتى رخصة، والرخصة هنا لدرء الخطر عن حياة الإنسان الذى أكرمه الله وكرمه وسمح له أن يفطر ومعه عشرة من عباده عند صلاة المغرب وبعد أذانه.
الخطر فى صيام المرضى منا وكبار السن ليس فى الجوع إنما فى انحسار منسوب الماء فى الجسم الأمر الذى يهدد الكثير من العمليات الحيوية التى تدفع عجلة الحياة فى جسد الإنسان.
لا أمل أبدا من الشرح وأبدأ القصة وأنهيها بعد أن أستعمل بالطبع المفتاح الخاص لكل شخصية لكنى أيضا لا أتوقف عن ترديد دعاء أبى رحمه الله الذى أخذه عن سيدنا رسول الله لأنسب الفضل لأهله وأستدعى الرحمات لأبى والصلاة والسالم على نبينا الهادى.
أيام.. ويهل الشهر الكريم فإذا كانت لى كلمة فكل عام وأنتم جميعا سالمين من كل سوء أما إذا كانت لدى نصيحة فأرجو أن نجهز للصيام بإجراء كشف شامل حتى لا يفاجئنا الصوم بما لا نعلم عنه أنفسنا: صورة دم كاملة ووظائف للكبد والكلى وملف للدهون كافية لأن يحكم طبيبك بصورة واقعية وأن يرد على سؤالك فى ثقة يسانده العلم.
أما النصيحة الثانية فهى لكل المدخنين تلك فرصتك الأغلى لأن تطرد عن رئتيك غبار الدخان وخطر الإصابة بالسرطان.
فرصة هى الأغلى على وجه الإطلاق ما عليك إلا أن تخلص النوايا وتبدأ جهاد النفس الذى هو الوجه الآخر للعملة: فالصوم عن الطعام والشراب بلا شك جهاد للنفس يشمل أيضا كل ما تحب ويؤذيك كالتدخين أو المشروبات الكحولية.
قد يقضى الفقيه بضرورة الصوم مهما تكبد الإنسان من مشقة، لكن الطبيب وعلى قناعته بضرورة أداء الفريضة إلا أنه قد يرى ما لا يرى الفقيه فيبيح الإفطار لمريضه. لكنهما بلا شك يتفقان على الرأى فيما يتعلق بالتدخين.
كل عام وأنتم إلى الله أقرب..
دمتم جميعا سالمين.
التعليقات