إجماع التحليلات العسكرية الإسرائيلية على الإخفاق فى تحقيق أهداف الحرب ضد غزة - قضايا فلسطينية - بوابة الشروق
الخميس 16 مايو 2024 9:04 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إجماع التحليلات العسكرية الإسرائيلية على الإخفاق فى تحقيق أهداف الحرب ضد غزة

نشر فى : الخميس 11 أبريل 2024 - 7:05 م | آخر تحديث : الخميس 11 أبريل 2024 - 7:05 م

 نشر المركز الفلسطينى للدراسات الإسرائيلية (مدار) مقالا للكاتب أنطوان شلحت، يشير فيه إلى إجماع عدد من المحللين العسكريين وكتاب الرأى على إخفاق إسرائيل فى تحقيق أهداف الحرب على غزة ومنها، القضاء على حركة «حماس» وتحرير الأسرى والمحتجزين.. نعرض من المقال ما يلى: تدخل الحرب الإسرائيلية التدميرية والإباديّة على قطاع غزة شهرها السابع.

وقد جرى شنّها فى إثر الهجوم المباغت لحركة حماس على مواقع عسكرية فى منطقة الحدود مع قطاع غزة، وعلى ما يعرف باسم «بلدات غلاف غزة»، يوم 7 أكتوبر 2023.

وبطبيعة الحال استلزم انقضاء نصف عام على الحرب انشغال العديد من المحللين السياسيين والعسكريين وكتاب مقالات الرأى فى إسرائيل بإجمال الفترة المنقضية وما استجدّ على سير الحرب ومعاركها، ناهيك عن محاولة الوقوف أمام حصيلتها، وهو ما سنركّز عليه من خلال إيراد وجهات نظر المحللين الإسرائيليين المتخصصين فى الشئون العسكرية.

بصرف النظر عن الكثير من التفاصيل الدقيقة، على الرغم من أهميتها، لوحظ فى ما بدر عن المحللين العسكريين اليوم وأمس تحديدًا أن هناك إجماعًا على حدوث إخفاق إسرائيلى شبه مطبق فى تحقيق الأهداف التى وضعت لهذه الحرب وفى مقدمها القضاء على قدرات حركة حماس وسلطتها، وإطلاق كل المخطوفين الإسرائيليين المحتجزين فى قطاع غزة.

وإن ما يمكن استخلاصه من وجهات النظر هذه، هما نتيجتان: الأولى، الفشل فى تحقيق أهداف الحرب حتى الآن؛ الثانية، أن هذه الأهداف غير قابلة للتحقيق أيضًا فى الأفق المنظور.

• • •

وإذا ما أردنا أن ننمذج على هذا الإجماع الإسرائيلى يكفى أن نستعرض ما كتبه يوآف ليمور، المحلل العسكرى لصحيفة «يسرائيل هيوم» الناطقة بلسان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو واليمين الإسرائيلى الجديد يوم السابع من أبريل. من أبرز ما يؤكده ليمور أنه بعد مُضى نصف عام على اندلاع الحرب التى شنتها ضد قطاع غزة ينبغى على إسرائيل أن تفكّر بمسار آخر، ذلك أن جميع الأهداف التى وضعتها نصب عينيها فى بداية الحرب لا تزال بعيدة عن التحقّق. وبحسب ليمور، وضعت إسرائيل للحرب على غزة هدفين مركزيين: تدمير سلطة حماس، وإعادة المخطوفين. ويمكن القول إن قيام وحدات كوماندوز إسرائيلية، يوم السبت الفائت، باستعادة جثة أحد المخطوفين من القطاع يُعتبر أكبر دليل على الفشل المدوى فيما يتعلق بالهدف الثانى للحرب.

وتمثلت الحجة الإسرائيلية الرئيسة التى وقفت وراء إرجاء إطلاق المخطوفين فى أن ثمة حاجة إلى استكمال تحقيق الهدف المتعلّق بحسم حركة حماس. وهذا الهدف ما زال بعيد التحقيق برأيه، وتدعى إسرائيل، بمؤسستيها السياسية والعسكرية، أن إنجاز هذا الهدف منوط باجتياح مدينة رفح فى جنوب قطاع غزة ومن أجل القيام بمثل هذا الاجتياح لا بد من إخلاء النازحين فى مناطق الجنوب. ضمن التطرّق إلى الحصيلة المتراكمة للحملة العسكرية، ينوّه أغلب المحللين العسكريين بأن الحكومة الإسرائيلية أخفقت أيضًا فى إدارة ما يوصف بأنه الجانب السياسى ــ الاستراتيجى من الحرب.

فقد شنّت إسرائيل حربها غير المسبوقة وكانت تحظى، بكيفية ما، بتأييد عدد من الدول الكبرى لهدفها الرئيس وهو القضاء على سلطة حماس، مثلما انعكس الأمر فى المواقف التى أعلنتها الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية مركزية، غير أنه بعد انقضاء نصف عام تعانى إسرائيل من شبه عزلة على مستوى المواقف الدولية، فضلاً عن كونها عرضة أكثر من أى وقت مضى إلى موجة مقاطعات وعقوبات وإجراءات قضائية ضد قادتها وكبار ضباطها، من المتوقع أن تزداد. ويُرجع عدد كبير من هؤلاء المحللين سبب هذه المستجدات على الصعيد العالمى إلى قيام الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بـ«تحدّى» إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن ولا سيما من ناحية عدم الاستعداد لمناقشة موضوع اليوم التالى للحرب فى القطاع، ولجوء عدد من الوزراء وأعضاء الكنيست إلى إطلاق تصريحات تؤيد تهجير سكان قطاع غزة وإعادة الاستيطان الإسرائيلى فيه، بخلاف المواقف التى تعلنها الحكومة والوعود التى قطعتها على نفسها أمام الأسرة الدولية.

ولا شك فى أن يوآف ليمور، الذى اقتبسناه أعلاه، هو نموذج واحد من نماذج كثيرة لمحللين عسكريين إسرائيليين يتبنون الاستنتاجات نفسها، فضلاً عن نماذج أكبر بكثير من المحللين السياسيين، الذين يشيرون إلى أنه بعد مرور نصف عام على بدء الحرب ما زال الميزان الإسرائيلى فى مواجهة حماس غير مُرضٍ، مثلما كتب المحلل العسكرى لصحيفة «هاآرتس» عاموس هرئيل (5/4/2024) مشدّدًا على أنه لا توجد فعلاً وسيلة لتغيير هذه النتيجة، ومن الواضح للجميع، باستثناء بعض الأتباع من الحمقى (ويقصد أولئك المستلبين بشكل كامل إلى ما تروّج له الحكومة ورئيسها)، ألا قيمة للوعود التى يطلقها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالنصر المطلق كل يوم أو يومين. ويعرب هرئيل عن اعتقاده بأن سقف التوقعات الإسرائيلية كان مرتفعًا جدًا حيال تدمير حُكم حماس وتفكيك قدراتها العسكرية، طبعًا ضمن إطار زمنى صارم لا يتجاوز عدة أشهر.

وتبرز داخل هذه الاستنتاجات تلك الصادرة عن قادة عسكريين سابقين برز فى مقدمتهم هذه الأيام الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) والرئيس الحالى لـ«معهد أبحاث الأمن القومى» فى جامعة تل أبيب تامير هايمان الذى رأى أن إسرائيل موجودة الآن فى أحد أسوأ المفترقات التى مرّت بها، فهى عالقة فى حرب لم تنجح فى حسمها حتى الآن، وتواجه كل التصدعات والاستقطابات الاجتماعية العميقة التى تختبئ وراء غبار المعارك.

وفى قراءة هايمان، بالإضافة إلى المشكلات المرتبطة بالحرب فى غزة تواجه إسرائيل معضلة فى الجبهة الشمالية (مع لبنان)، وفى هذه الجبهة التى تشكل تحديًا كبيرًا فى هذه المرحلة هناك مشكلتان: الأولى أن حجم تعطيل الحياة اليومية الذى تخلقه الآن أكبر كثيرًا من حجم تعطيل الحياة فى الجبهة الجنوبية (مع قطاع غزة)، والثانية أنه ليس واضحًا متى ستعود الحياة فى الشمال إلى طبيعتها. كذلك فى الجبهة الدولية هناك مشكلتان أساسيتان: خسارة الشرعية لجوهر وجود إسرائيل، من جهة وتدهور العلاقات مع الولايات المتحدة وتحوُّل إسرائيل إلى موضوع حزبى ــ داخلى سياسى أمريكى، من جهة أخرى، (موقع قناة التلفزة الإسرائيلية 12، 4/4/2024).

• • •

وحتى لا يخامر البعض الظنّ بأن الإخفاق الذى يقول به المحللون العسكريون الإسرائيليون منحصر فيما استحصلوه حتى الوقت الحالى، يؤكد عاموس هرئيل أن الحرب محكوم عليها أن تدوم فترة طويلة، ومع ذلك فمن الصعب تصديق أن فى الإمكان التفكيك الكامل لحركة حماس حتى فى المستقبل.

طبعًا ليست هذه هى كل الحكاية فيما يخصّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتى من المتوقع أن تستمر وإن تغيّرت أساليبها.

لكننا آثرنا أن نورد بعض ما صدر عن محللى الشئون العسكرية الذين ينحصر اهتمامهم فى الجانب الأمنى الصرف، نظرًا إلى حقيقة أن الاستنتاجات المتعلقة بهذا الجانب هى المجال الأمثل الذى بواسطته يمكن البرهنة على فشل إسرائيل فى فرض الاستلاب لسرديتها التى لا تنفك تتبنى مصطلحات جوفاء ليس أبسطها «النصر المطلق».

النص الأصلى

 

قضايا فلسطينية قضايا فلسطينية
التعليقات