وسقطت الأقنعة - امال قرامى - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 1:46 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وسقطت الأقنعة

نشر فى : الثلاثاء 11 ديسمبر 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 11 ديسمبر 2012 - 8:00 ص

توالت الأحداث فى الأشهر الماضية بنسق سريع: تعذيب للموقوفين فى مراكز الشرطة، قاضى تحقيق يدين فتاة اغتصبها شرطيان بالاعتداء على الفاحشة فى الطريق العامّ، اعتداء أجهزة الأمن على متظاهرين فى «سليانة» اعتداء ما يسمّى برابطات «حماية الثورة» أو «ميليشيات حزب النهضة» على الاتحاد العام التونسى للشغل فى ذكرى الاحتفال بالشهيد فرحات حشاد.. كل هذه الأحداث تقيم الدليل على أن مسار الانتقال نحو الديمقراطية قد انحرف عن مغزاه بعد أن تعددت أخطاء السياسيين وسقطت الأقنعة:

 

●●●

 

● هؤلاء الذين قدموا أنفسهم على أساس أنهم «يعرفون الله» تبين أن أغلبهم أشد مكرا ودهاء وكذبا ورياء ممن لا يعرف الله.

 

● هؤلاء الذين افتخروا بانتمائهم إلى حزب بمرجعية إسلامية ستهذب الفعل السياسى وتؤنسه، اتضح أنهم يتجاهلون منظومة القيم. فكيف لمسئول سياسى أن يتحول إلى داعية فى المساجد وفى الساحات العامة يُجيّش الناس ويدعوهم إلى استئصال الأزلام وإعلام العار والعلمانيين الكافرين.

 

● هؤلاء الذى عدوا أنفسهم أبناء الشعب، من رحم الفقر والخصاصة خرجوا ثبت أنهم فى النعيم يرتعون، قصور وشركات وأموال فى البنوك.. اللهم لا حسد.

 

●●●

 

● هؤلاء الذين زعموا أنهم «أعظم حكومة فى التاريخ» وأقدر الأحزاب على خوض تجربة الحكم، تأكد «للعوام» قبل النخب، أنهم أبعد ما يكون فهما لمقتضيات المرحلة وأسس الحكم الرشيد.

 

● هؤلاء الذين وعدوا أسوة بالصحابة، أنهم سيستمعون إلى النقد والتقويم ضاقوا ذرعا بالمعارضة فكادوا لها وشتموها وانهالوا عليها ثلبا وتجريحا.

 

● هؤلاء الذين تشدقوا بعشقهم للحوار والتوافق والوحدة الوطنية تواطئوا مع رجال كانوا أبعد الناس فهما لجوهر الدين، وظفوا الخطب المنبرية لنشر ثقافة الكراهية والتباغض والاستئصال.

 

●●●

 

● هؤلاء الذين نفوا ازدواجية الخطاب ثبت للعالم اليوم، أنهم يقولون ما لا يفعلون، يصرحون بغير ما يؤمنون به، فالسلفية أبناؤنا ولم يأتوا من المريخ ويذكروننا بشبابنا، لكن فى تصريح مع وكالات الأنباء العالمية يُنعت السلفيون بأنهم وحوش.

 

● هؤلاء الذين زعموا أنهم يحصّنون الثورة ويحمونها من الأزلام،  شهد الجميع بأن الحكومة تعج بأنصار حزب التجمع بعد أن غيّروا ولاءهم وصاروا يقدمون للحكام الجدد الطاعة. فعن أى تطهير يتكلمون، وعن أى تحصين يتحدثون؟

 

● هؤلاء الذين وفدوا إلى ساحة الملك من ظلمة السجون أو من ترف المنفى ادّعوا أنّهم ضحايا القمع ولن يتحوّلوا أبدا إلى جلادين وثبت اليوم، أن أشد أنواع الظلم ظلم ذوى القربى: صار الضحايا يبطشون بالضعفاء يختطفون الإسلام، يعبثون بمساجد أسست لعبادة الرحمان فباتت مرتعا لأصحاب القلوب المشحونة حقدا وكراهية.

 

●●●

 

● هؤلاء الذين أتوا «ليملأوا الأرض عدلا» ليحولوا الليل إلى نهار وليخرجوا الناس من الظلمة إلى النور، تنكروا لوعود قطعوها ومواثيق قطعوها، عبثوا بأحلام المهمشين وبددوا آمال المساكين،لِمَ لا وقد اقتسموا الغنيمة.

 

● هؤلاء الذين أسسوا وزارة لحقوق الإنسان والعدالة الانتقالية عجزوا عن منح شهداء الثورة وجرحاها حقوقهم، عجزوا عن إرساء المحاسبة وما كان بإمكانهم إلا الاعتراف بأن التعذيب متواصل وأن انتهاكات الحقوق مستمرة.

 

● هؤلاء الذين كانوا بالأمس مناضلين يصطفون إلى جانب الحقوقيين تناسوا خلان الوفاء وإخوان الصفاء، تنكروا لنضالات عادلة وصاروا يتبرمون بمن استمروا فى الدفاع عن الحقوق فكرموا الأصدقاء الجدد واستبعدوا القدماء.

 

●●●

 

تقتضى إدارة هذه المرحلة توفر فضائل لدى أصحابها منها: الاعتراف بالتقصير بدل الافتخار بالإنجاز، الاعتراف بارتكاب الأخطاء بدل التمادى فى نسق التبرير المتهافت، إصلاح ما فسد بدل إسدال الكساء على العورات، وترجيح مصلحة الوطن على المصالح الحزبية، والتعاون الفعلى لبناء ديمقراطية تشاركية حقيقية.  

 

 

 

أستاذة بالجامعة التونسية

التعليقات