فيسبوك وتويتر.. وعميل هيونداى الغاضب! - أحمد بهاء الدين - بوابة الشروق
الإثنين 20 أكتوبر 2025 1:45 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

فيسبوك وتويتر.. وعميل هيونداى الغاضب!

نشر فى : الخميس 11 ديسمبر 2014 - 12:30 م | آخر تحديث : الخميس 11 ديسمبر 2014 - 12:30 م

«حدوتة» مثيرة استيقظت عليها مواقع التواصل الاجتماعى الخميس الماضى!.. «زبون» غاضب أو «يائس» قرر مهاجمة هيونداى بأسلوب مختلف!.. بعيدا عن الطرق المتعارف عليها، وضع العميل على سيارته الـ ix35 عدد من اللافتات!.. تحمل عبارات تتحدث عن غضبه.. وانطلق!.

فى دقائق معدودة انتقلت صور السيارة من الهواتف المحمولة إلى مواقع التواصل الاجتماعى!.. وفى ساعات قليلة انتشرت بين مستخدمى فيسبوك وتويتر فى بلدنا!.. من فيسبوك وغيره من مواقع التواصل انتقلت الصور إلى الصحافة!.. وخلال ساعات كانت «حدوتة» السيارة منشورة بالفعل فى تحقيق صحفى بجريدة الوطن تحت عنوان: «اشترى سيارة.. وعلق عليها لافتة: عربية فاشلة هاتوا فلوسى».

خلال الأيام الماضية كنت أقرأ وأتابع تطورات تلك «الحكاية».. من ناحية العميل فهو يؤكد أن السيارة بها عيوب وأنه غير راضٍ عن أدائها بشكل عام، والعكس تجده عند هيونداى!.. السيارة تم الكشف عنها وهى سليمة وخالية تماما من الأعطال!.. أصاب اليأس العميل ودفعه لتعليق اللافتات معلنا فشل السيارة ومطالبا الوكيل برد «فلوسه اللى دفعها»!.

من وجهة نظرى المتواضعة، السيارة سليمة وليس بها عيوب!.. ولكن من الناحية الأخرى فالعميل أيضا محق!.. هو غير راضٍ عن أداء السيارة بشكل عام!.. وأعتقد أن له كل الحق فى ذلك!.. و«الخلل» فى تلك الحكاية واضح على الأقل بالنسبة لى!.

الأسبوع الماضى كتبت تحت عنوان «صحافة السيارات وأكشاك العلاقات العامة»!.. لم تكن قصة عميل هيونداى اليائس قد ظهرت قبل تسليم المقال!.. كتبت أن عددا لا بأس به من الإصدارات المتخصصة تقوم بتمرير رسائل الوكلاء الإعلانية على هيئة «أخبار صحفية» قد تصل نسبة التضليل بها إلى 100%.

السطور السابقة تشرح «الخلل» الذى قد يبدو غامضا فى حكاية هيونداى وعميلها!.. والمئات أو الآلاف من القصص المشابهة التى تخص شركات أخرى ولكنها لم تصنع طريقها إلى مواقع التواصل الاجتماعية والصحف اليومية!.. بعد قراءة دقيقة لتحقيق الوطن تكتشف اقتناع العميل الكامل بأنه قام بشراء سيارة «فاخرة»!.. وفى سياق آخر تم استخدام لفظ «فارهة»!.. كلمات من المؤكد أن الزملاء فى الوطن نقلوها عن لسان صاحب السيارة!..

الحقيقة أن هيونداى ix35 ليس لها أى علاقة من قريب أو من بعيد بالقطاع الفاخر من السيارات!.. و«الخلل» فى تلك القصة ــ كما أراه ــ هو انطباع تركته رسائل حملات الشركة الإعلانية لدى العميل!.. الصريحة منها والمستترة فى صياغة صحفية!.

من المعروف أن المبالغة أساس أى فكرة إعلانية ولكن هناك خطا رفيعا جدا يفصل بين حدود المبالغة المقبولة و«التضليل»!.. أن تصف سيارة بأنها فاخرة دون تطبيقها لمواصفات ومعايير السيارات الفاخرة فهذا تجاوز للمبالغة المقبولة!.

الانطباع رسخته حملات الشركة الدعائية لدى العميل بأنه اشترى سيارة رياضية خدمية SUV من القطاع الفاخر!.. والحقيقة أنه لا توجد سيارة SUV فاخرة ثمنها 240 ألف جنيه!.. طبقا لرواية العميل لم يتطلب الأمر أكثر من 20 يوما ليكتشف أنه غير راضٍ تماما عن أداء السيارة!.. اكتشف العميل خلف عجلة القيادة «الحقيقة مجردة» دون مبالغة أو تعظيم!.. وكان يتوقع المزيد!.

هذا تماما ما كنت أتحدث عنه الأسبوع الماضى!.. وإن كنت فى الواقع لم أضع تركيزى على المساحات الإعلانية المدفوعة بالكامل فنشرها يتم على مسئولية الشركة المعلنة وليس الجريدة!.. كنت أتحدث عن الدور الذى تلعبه بعض الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية فى تمرير تلك الرسائل الإعلانية على هيئة أخبار صحفية!.. تلاعب بالألفاظ ومعلومات خاطئة تنتهى بتضليل القراء!.

أتمنى أن تراجع الشركات سياساتها التسويقية!.. فالزمن أصبح مختلفا!.. لم يعد هناك ونحن على مشارف 2015 استخدام منطقى لما يسمى بـ «أفضل تفضيل»!.. عدد كبير من صانعى أرقى المنتجات العالمية فى مجال السيارات وساعات اليد والمجوهرات أصبحوا يترفعون عن استخدام صيغ المبالغة!.

فى عصر تنتقل فيه تجارب العملاء خلال أجزاء من الثانية لغيرهم من الآلاف، أصبحت الجودة تتحدث عن نفسها!.. بالسلب أو بالإيجاب!.. مواقع التواصل الاجتماعى سوف تصبح أقوى أداة إعلامية عرفتها البشرية، إن لم تكن باتت بالفعل هى الأقوى!.. التجارب الجيدة والسيئة سوف تنتقل وتنتشر بسرعة قد تدهش أصحابها فى المقام الأول!.. العميل أصبح حكما!.. ولأنه المتضرر الوحيد، فهو حكم «قاسٍ جد» فى أغلب الأحيان!..

أحمد بهاء الدين المشرف العام على ملحق السيارات بجريدة الشروق
التعليقات