العقوبات والحقوق الضائعة.. - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 9:29 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

العقوبات والحقوق الضائعة..

نشر فى : الخميس 12 سبتمبر 2019 - 7:50 م | آخر تحديث : الخميس 12 سبتمبر 2019 - 7:50 م

** هل تريدون كرة قدم نظيفة وآمنة وخالية من الكراهية ومن الاحتقان.. أم أنكم توافقون على صيحات الغل والكراهية وهتافات السباب والهجاء؟!
** مثل هذا السؤال لاتجد إجابة مباشرة عنه عند من يهمه الأمر. وإنما تجده يلف ويدور، ويتقدم ويعود، فلا يعلن موافقته على عقاب من يتجاوز ولا يعلن رفضه لأى عقاب كأنه يدافع عن انتشار الكراهية والاحتقان..
** عندما تسود الفوضى، ويعلو صوت السباب والهجاء فى مسارح الرياضة يكون الحل هو العقاب الصارم كى يكون عبرة لمن لا يعتبر ولا يريد أن يعتبر. وهذا رأيى منذ سنوات، وبعد أن أصبح السائد هو الكراهية والاحتقان بين الجماهير، بأفعال وتجاوزات من لاعبين ومدربين وإداريين ومسئولين.. ولاشك أن عقوبات لجنة الانضباط باتحاد الكرة قد حركت المياه الراكدة وبدت قراراتها مثل مقدمة موجة قادمة من عقوبات عنيفة وقاسية فى محاولة لإعادة السلوك القويم إلى ساحات كرة القدم والرياضة بشكل عام..
** كل إصلاح فى تاريخ البشرية يبدأ بالقانون الصارم. وبتكرار القانون وقواعده وتطبيقها بمنتهى الحدة والجدية حتى يصبح احترام القواعد والأخلاق قانونا بلا نص. وما سبق كله يعنى إحترامنا لقرارات لجنة الانضباط وأهميتها. لكن يعض القرارات يتربط بلجنة المسابقات كما أظن، واللجنة عليها إعادة صياغة لوائحها بما يتناسب مع التطور المذهل فى حقوق اللاعبين وعناصر اللعبة المادية، وبما يتناسب مع حجم الفوضى السائد وكمية المبارزات بالتجاوزات فى الملاعب..
** على أى حال قرارات لجنة الانضباط قابلة للاستئناف ممن تعرضوا للعقاب، ولكن اتحاد كرة القدم لا يملك مراجعة اللجنة فى قراراتها ولا يملك تعديلها أو رفضها وعليه فقط اعتماد القرارات. وهى قرارات تعالج فى حد ذاتها حالة فوضى وتجاوزات لا يمكن قبولها من أى إنسان. وإذا كان سباب جمهور الزمالك فى نهائى كأس مصر موثقا ومسجلا، فالعقاب ضرورة على أن يطبق العقاب نفسه فى حالة تجاوز أى جمهور.. أما فيما يتعلق بشيكابالا، فهو أعلن فى بيان أنه لم يتجاوز فى حق الأهلى ولم يصدر منه ما يسىء للنادى أو لجماهيره. وإذا كانت العقوبة بناء على فيديوهات انتشرت فى مواقع التواصل الإجتماعى، فمن الصعب الأخذ بتلك الفيديوهات التى يمكن التلاعب بها. ومع إقرارنا بأهمية الفيديو، فالمعتمد هو المصور من وسائل إعلامية رسمية مثل قنوات التليفزيون الناقلة للأحدث الرياضية ولمباريات كرة القدم..
** قرارات لجنة الانضباط خطوة على طريق طويل من معالجة التجاوزات الفردية والجماعية. وهو طريق صعب، لكنه لا بديل عنه.. إطلاقا حفاظا على الحقوق، سواء حقوق الأفراد أو حقوق الكيانات..
** بمناسبة الحقوق سدد الفيفا 148 ألف دولار للنادى الأهلى وهو ما يعادل راتب مروان محسن مهاجم الفريق خلال فترة غيابه عن الملاعب بسبب اصابته بقطع فى الرباط الصليبى اثناء مشاركته ضمن صفوف المنتخب المصرى فى كأس الأمم الإفريقية 2017. وفى الوقت نفسه طالب الفيفا الأهلى بسداد غرامة قدرها أخيرا (990 ألف دولار) لمصلحة اللاعب البرازيلى هيندريك الذى تعاقد معه الفريق أثناء تولى الإسبانى خوان كارلوس جاريدو القيادة الفنية لفريق الكرة عام 2015..
** إنها الحقوق.. وسوف يستأنف الأهلى الحكم الصادر بالغرامة، فى محاولة لحماية حقوقه.. لكن السؤال كيف يتعاقد النادى مع لاعب ثم يرحل هذا اللاعب بعد 8 أشهر.. وكيف تتعاقد أندية مع لاعبين بملايين ولا يلعبون.. حق من هذا الضائع وكيف يسترد ومِن مَن يسترد؟!
** بعض الحقوق تهدر مثل الفرص التى تهدر بأقدام اللاعبين فى بعض المباريات المصيرية والحاسمة..

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.