أمريكا.. من مبارك إلى الإخوان - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 1:57 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أمريكا.. من مبارك إلى الإخوان

نشر فى : الجمعة 13 يناير 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الجمعة 13 يناير 2012 - 8:00 ص

سبحان من له الدوام.. المسئولون والسفراء الأجانب يتقاطرون وينتظرون الإذن لمقابلة مسئولى جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، فى حين أن حسنى مبارك محبوس فى مستشفى تطارده كوابيس حبل المشنقة.

 

عصر الأربعاء الماضى كان وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية ــ الضيف الدائم على مصر ــ يجلس مع قادة الإخوان فى المقر المؤقت لحزب الحرية والعدالة فى منيل الروضة.

 

بيرنز هنأ الاخوان بنتائج الانتخابات «النزيهة».. بل وزاد على ذلك «استعداد بلاده لدعم مصر اقتصاديا لتتجاوز الأزمة الراهنة».

 

إذن يبدو أن كل ما كانت تخشاه أمريكا من كوابيس قد اختفت تقريبا، وأنهم تلقوا تطمينات فعلا بأن «كل الأمور على ما يرام».

 

ليس مطلوبا من الإخوان إعلان الحرب غدا على الولايات المتحدة، بل ولا حتى على العدو الرئيسى والاستراتيجى إسرائيل الآن. فالمؤكد أن كل ما يشغلهم فى هذه اللحظة هو كيف يتسلمون الهدية التى حلموا بها طويلا من دون منغصات أو مفاجآت اللحظات الأخيرة ثم يعيدوا ترتيب البيت من الداخل حسب وجهة نظرهم.

 

بعض السذج فى الداخل والخارج يعتقدون أن فوز التيار الإسلامى بغالبية مقاعد مجلس الشعب يعنى آليا إلغاء كامب ديفيد، وفتح باب التطوع وإعلان حرب مقدسة ضد عدونا الرابض فى فلسطين المحتلة.

 

المنطقى أن ذلك لن يحدث الآن، وربما ذلك هو الذى يفسر لنا تصريحات الناطق باسم حزب النور السلفى لإذاعة العدو الصهيونى والتى قال فيها إن حزبه يحترم المعاهدة ولا يمانع فى دخول السائحين الإسرائيليين لمصر.

 

الولايات المتحدة «انقرصت من الشوربة الإيرانية» أثناء ثورة الخمينى عام 1979، فقررت «النفخ فى كل زبادى المنطقة» منذ ذلك الوقت، ولذلك تجدها تفتح نوافد وأبواب وسراديب حوار مع أى قوة تتوسم فيها أنها قد يكون لها تأثير ما فى أى وقت.

 

قبل أيام التقى السفير الفرنسى مع مرشد الإخوان وقبل أسابيع زار السيناتور البارز جون كيرى مقر الإخوان، وقبل ذلك سمعنا عن اتصالات أوروبية أمريكية إخوانية، والمؤكد اننا سنسمع وسنرى المزيد من هذه الاتصالات فى المستقبل، ولا يشترط ان تكون كلها علنية.

 

واشنطن كانت مرتاحة للغاية مع مبارك ونظامه مثلما كانت مستريحة مع بن على، بل ومع القذافى، لكنها عندما أدركت أن هؤلاء الثلاثة ساقطون لا محالة غيرت بوصلتها فى اللحظة الأخيرة من أجل مصالحها.

 

الإدارات الأمريكية لا يشغلها كثيرا من هو الموجود فى الحكم.. تذكروا انها تعاملت مع بن لادن، بل ربما هى التى صنعته، تذكروا أيضا أنها الحليف لأكبر قوة نووية إسلامية اسمها باكستان، وتذكروا ثالثا أن أفضل علاقات مستقرة لها فى المنطقة بل وربما فى العالم مع أكبر قوة إسلامية سيئة تأثيرا فى العالم وهى السعودية التى هى الأكثر تأثيرا على معظم الحركات السلفية وربما السنية فى العالم.

 

إذن لا يشغل أمريكا أن يحكم مصر السلفيون، أو المجلس العسكرى، أو حتى «حزب توفيق عكاشة الأسطورى»، الذى يشغلها فقط حماية مصالحها الاستراتيجية وإسرائيل.. ومن يحقق لها هذين الهدفين تعشقه وتقدم له لبن العصفور سواء كان مسلما أو مسيحيا.

 

إذن وجود كيرى فى حزب العدالة والحرية ثم بيريز وآن باترسون، سوف نرى مثله كثيرا فى المستقبل لأن درس السياسية الاول هو أن كل شىء وارد.. والسؤال النظرى هو: إذا شكل الإخوان الحكومة بحكم أغلبيتهم هل يمكن لهم أن يستقبلوا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم سيىء الذكر المدعو نتنياهو؟!

عماد الدين حسين  كاتب صحفي