العيد.. ورائحة الكحك - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 11:29 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

العيد.. ورائحة الكحك

نشر فى : الجمعة 14 أبريل 2023 - 8:05 م | آخر تحديث : الجمعة 14 أبريل 2023 - 8:05 م
تلقيت مكالمة عزيزة من زميل مهنة وصديق عمر هو إبراهيم عبدالمجيد جراح القلب الأشهر فى بلادنا والذى تميزت مدرسته فى جراحة القلب بمعهد القلب القومى بملامح لها من العلم ذات القدر من الإنسانية فجاء حواريوه وتلاميذه على شاكلته يمكنك التعرف عليهم بسهولة حتى الطيور المهاجرة منهم إلى سماوات أخرى من بلاد العالم.
سألنى عن ما أكتب هذا الأسبوع ولم أكن قد قررت بعد وإن كنت مازلت تحت تأثير الموضوع الأهم الذى يشغلنى وزملائى: معهد القلب الجديد وماذا ننتظر من المجتمع المدنى من مساندة.
أرجو أن تتوقفى قليلا عن ذلك الحوار الجاد وأن تكتبى عن شىء يفرج الهموم ويشيع البهجة فى النفس. العيد بعد أيام... اكتبى عن بهجة العيد... اكتبى شىء يبعث على الفرح... خدى إجازة.
أؤكد لك أن ذلك سيعيدك لموضوعك أكثر حماسة.. وسيعاود الجميع قراءة أفكارك والانفعال بها عن قناعة.
سألته مندهشة وأنا أعلم جيدا أنه من أكثر الزملاء حماسة لفكرة المعهد الجديد، وأنه طالما ساندنى فى مشروعاتى: هل لديك فكرة جديدة لى؟ رد: اكتبى عن كحك العيد!
تخيلت للحظة أنه ربما يتهكم على اهتمامى الدءوب بالموضوع وربما أيضا يلمح إلى إلحاحى على القارئ الكريم بموضوعات معهد القلب لكن الواقع لم يكن لا هذا ولا ذاك إنما كان القصد أن على الإنسان أن يتمهل قليلا فلا يستطرد فى السعى دونما انقطاع ليحقق هدفا متناسيا أن ضغوط الحياة العصبية تجعله مشدودا كقوس الكمان الذى ينتهى به الأمر إلى الخروج عن سلاسة اللحن.
استوعبت المعنى وقررت أن أخرج عن النص وأكتب عن رائحة الكحك عله حديث بالفعل يلائم تلك الأيام الكريمة ويشيع فيها البهجة ورائحة العيد.
يحل العيد بعد أيام قليلة فكل عام والجميع بخير تقبل الله منا جميعا صيامنا وصالح عملنا. يحل العيد ومعه يعبر الجميع عن الفرح بوسائل عديدة لدى الكبار والصغار. يبدأ الإعداد لمظاهر العيد وأهمها صناعة الكحك فلا يخلو منه بيت ولا عيد بدونه تقريبا.
الذكاء الفطرى لسيدة البيت المصرية يضيف لوصفه إعداد الكعك الدسمة التى تبدأ بالسكر والزبد والدقيق وتنتهى برش السكر على الوجه مرة أخرى. عناصر تخفف من وطأة دسامتها رائحة الكعك أو تلك التوليفة الساحرة مع الكبابة الصينى. خليط عبقرى يساعد المعدة على زيادة إفرازاتها الأمر الذى يسهل الهضم ويدعم امتصاص عناصره. أيضا يساعد على زيادة إفراز الإنزيمات الهاضمة الأمر الذى يترتب عليه حركة نشطة للمعدة والأمعاء. لا تقف فائدة تلك التوابل العشبية عند حد دعم وظيفة هضم وامتصاص مكونات الطعام إنما تتعداه أيضا لما يقلل الإحساس بالتخمة والانتفاخ بعد الطعام.
تفيد رائحة الكحك أيضا فى الحفاظ عليه طازجا لفترة طويلة إذ إن القرنفل والحبهان والقرفة تقاوم تزنخ الطعام أما المحلب فى هيئة بذور صغيرة فيجب إضافته لكل المخبوزات المحضرة بالزبد مثل الغريبة والبسكويت.
بذور المحلب لها طعم يقارب اللوز ومضغها يفيد فى تنبيه الجهاز الهضمى ويساعد على الهضم.
تناول مشروب القرفة الدافئ يضيف نكهة قوية إلى جانب مذاق كحك العيد ويحفز البنكرياس على إفراز هورمون الإنسولين الذى يحافظ على ثبات مستوى السكر.
الحديث عن الكحك ورائحته بالفعل سرب إلى نفسى إحساسا لطيفا بهيجا أرجو أن يكون له ذات الأثر فى نفسك عزيزى القارئ الكريم وأن تكون نصيحة الجراح بالفعل هى عيدية هذا العيد أعاده الله على أمتنا والعالم بخير وسلام.
دمتم جميعا سالمين
التعليقات