كيفية الرد على التعليقات المسيئة بطريقة مدروسة - دوريات أجنبية - بوابة الشروق
الجمعة 16 مايو 2025 1:17 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

كيفية الرد على التعليقات المسيئة بطريقة مدروسة

نشر فى : الخميس 15 مايو 2025 - 8:10 م | آخر تحديث : الخميس 15 مايو 2025 - 8:10 م

نشرت مجلة Psyche مقالًا للطبيبة النفسية فى كاليفورنيا، أليسيا ديل برادو، عن الرد على التعليقات المسيئة، حيث الرد على الإهانات ليس سهلًا، لكنه ممكن وفعّال عندما يُبنى على الوعى الذاتى، التنفس بهدوء، القيم الراسخة، والكلمات الحكيمة. ففى النهاية الرد الواعى لا يغير الآخر فقط، بل يغيّرك أنت أيضًا... نعرض من المقال ما يلى:
التعليقات المسيئة والمليئة بالأحكام المسبقة مثل: «أنت تبدو أسود»، أو«أنت بدين جدًا لتواعد أحدًا»، تؤثر بعمق على الأشخاص الذين تُوجَّه إليهم أو إلى من يحبونهم، هذه الكلمات لا تُنسى بسهولة، ويمكن أن تستمر فى إيذاء النفس لسنوات، كإخصائيين نفسيين، نلاحظ أن هذه التعليقات غالبًا ما تكون مصحوبة بمشاعر الألم، والإهانة، والعجز، عندما نواجه مثل هذه العبارات، فإن رد الفعل الأولى يمكن أن يكون أحد ثلاثة أنماط:
الجمود (الشلل)، الهروب، المواجهة العدوانية، جميعها ردود فعل غريزية مفهومة لكنها قد لا تكون مجدية أو مُرضية لاحقًا، البديل الرابع هو التقدم بوعى، بدلاً من التجمد أو الهروب أو القتال، يقترح المقال خيارًا رابعًا: التقدم الواعى (forging ahead)، أى الرد من موقف نفسى مستقر وواعٍ وشجاع، الهدف ليس فقط الدفاع عن النفس، بل أيضًا تعزيز قيم العدالة والكرامة والاحترام فى مجتمعنا، الرد الواعى يمكن أن يكون فى اللحظة نفسها أو بعد وقت من التفكير، ويمنح صاحبه شعورًا بالقوة والتحرر.
خطوات التقدم الواعى
أولًا: تقييم ذاتك أولًا
قبل الرد، اسأل نفسك: هل من المهم بالنسبة لى أن أتحدث؟ هل أتحمل المخاطر المحتملة؟ هل لدى الطاقة النفسية الآن؟ هل سأندم إذا لم أتكلم؟ هل سيكون الحديث مفيدًا لى؟ هل أنا مستعد لاحتمال ألا يستجيب الشخص كما أتمنى؟، إذا أجبت بـ«نعم» على معظم هذه الأسئلة، فقد تكون مستعدًا للرد، إذا لا، فلا بأس بالتريث أو استشارة شخص تثق به.
ملاحظة: الأشخاص من المجتمعات المهمّشة قد يشعرون بالإرهاق من الرد المستمر على الإهانات، لا بأس فى أخذ فترات راحة حسب الحاجة.
ثانيًا: حدد هدفك من الرد
معرفة السبب وراء رغبتك فى الحديث تساعدك على اختيار الوقت والأسلوب، بعض الأهداف المحتملة: الدفاع عن نفسك، تقديم وجهة نظر مختلفة، دعم شخص آخر تعرض للإهانة، مواجهة الظلم، الوقوف مع مجموعة مهمشة، أيضًا، فكّر: هل ستتكلم علنًا أم على انفراد؟، فى اللحظة أم لاحقًا؟ الرد الفورى يُظهر أن الإهانة لها عواقب مباشرة، بينما الرد المتأخر يسمح لك بالتفكير وصياغة كلماتك بدقة، إذا كنت ترد دعمًا لشخص آخر، من الأفضل أن تسأله إن كان يرحب بتدخلك: «أزعجنى ما قيل للتو، هل تحب أن أقول شيئًا؟»
ثالثًا: تمرين التنفس للتوازن النفسى
رد الفعل الغريزى عند الإهانة قد يكون قويًا، ولتحقيق التوازن النفسى قبل الرد: اختر كلمة إيجابية (مثل: «سلام»، «قوة»)، تنفس بعمق من الأنف وتخيل أنك تستنشق تلك القيمة، احبس النفس للحظة، ازفر من الفم وتخيل أنك تخرج الغضب أو الخوف أو القلق، كرر الخطوات عدة مرات، يمكنك استخدام هذا التمرين فى أوقات التوتر أو بشكل يومى لتقوية أعصابك.
رابعًا: اربط ردك بقيمك الشخصية
قيمك تشكل بوصلتك الداخلية، فكر: ما هى القيم التى تريد أن تستند إليها عند الرد؟ من أمثلتها: الشجاعة، الاحترام، الصدق، العدالة، الرحمة/ الإيمان، اختر 2-3 قيم أساسية، هذه القيم ستمنحك الثبات والثقة عند الرد، حتى إن لم تكن النتيجة مثالية.
يمكن أيضًا إجراء تمرين بصرى لتقوية العلاقة بالقيم: مثلًا تخيل نفسك تمشى فى غابة هادئة، ثم تجد صندوقًا باسمك، وتفتحه لتجد فيه «قيمتك»، تخيل شكلها ولونها وملمسها، احملها معك وأشعر بقوتها.
خامسًا: استخدم تقنية «لماذا ــ أنا ــ الطلب» (Why-Me-Ask)
هذه الصيغة تتكون من ثلاثة عناصر: لماذا: (لماذا قررت الرد؟ ما علاقتك بالشخص أو ما القيمة التى تدفعك للكلام؟)، أنا: (كيف أثرت عليك الكلمة أو التصرف؟ عبّر عن مشاعرك وتجربتك)، الطلب: (ماذا تريد من الشخص أن يفعل؟ مثلاً: الاعتذار، التوقف عن استخدام تعبير معين).
كتطبيق، فى حديث شخصى، يمكن أن تقول أنت شخص عزيز على (لماذا)، الكلام الذى ذكرته عن العرق كان جارحًا جدًا بالنسبة لى (أنا)، هل تعدنى أنك لن تستخدم هذه الكلمة مرة أخرى؟ (طلب)، يمكنك التدرب على هذه التقنية مع صديق، لتجهيز نفسك جيدًا قبل مواجهة موقف حقيقى.
سادسًا: راجع تجربتك بعد الرد
بمجرد أن تتحدث، النتيجة لم تعد تحت سيطرتك. الأهم أنك تصرفت بما يتوافق مع قيمك. بعد الرد، اسأل نفسك: كيف أشعر الآن؟ مرتاح؟ فخور؟ مرهق؟ ما الذى سار بشكل جيد؟ ما الذى يمكن تحسينه؟ هل أحتاج أن أشارك ما حدث مع شخص أثق به؟ هل يمكننى تهدئة نفسى عبر نشاط حسى (موسيقى، عطر، لمس شىء ناعم)؟ هل أكتب تجربتى لتفريغ مشاعرى والتعلم منها مستقبلاً؟
اختتمت الكاتبة بأن التعلم من كل موقف، الهدف منه ليس الكمال، بل المحاولة والممارسة والتطور، الرد على التعليقات المسيئة ليس سهلًا، لكنه ضرورى أحيانًا من أجل كرامتنا، ومن أجل التغيير الاجتماعى، الرد المدروس والمبنى على القيم يتيح لنا استعادة السيطرة، ويوفر نموذجًا يحتذى به الآخرون.
ترجمة وتلخيص: يارا حسن


النص الأصلى
https://bitly.cx/PGXdk

التعليقات