الأستاذ الذى فقد بحثه - محمد سعد شحاتة - بوابة الشروق
الثلاثاء 6 مايو 2025 2:43 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

الأستاذ الذى فقد بحثه

نشر فى : الإثنين 15 يونيو 2009 - 10:32 م | آخر تحديث : الإثنين 15 يونيو 2009 - 10:32 م

 تعلمنا على كتاباته أن الأستاذ الجامعى المثقف هو موقف ينغرس فى عقول طلابه مثلما ينغرس فى ضمير وطنه، لا يبيع مواقفه بتبدل الريح وتغيرها، يقف صلبا مثل الشاعر صديقه لا يصالح ولو منحوه الذهب، ولا يقبل القربى من صاحب السلطان لأنه يعلم، كما كان يُعلِّم طلابه درس أبى مسلم الخراسانى الذى أعلنه صريحا أمام العباسيين أن البعد عن ذوى السلطان غنيمة , ورغم ما كان بينهم دفع حياته ثمن هذه الكلمة.

تعلمنا على كتاباته، إن لم نكن طلابا مباشرين له حضروا قاعات درسه، أن بحث الأستاذ هو الأبقى، وأن دراسته لفكرة لامعة وتوجيه باحث هو سلطانه ومبلغ قناعته، لكننا وجدناه يركل هذا عندما أدناه وزير منه، ترك طلابه وقاعات الدرس، التى أكسبته اسمه وبريقه، لأجل الكرسى، وسعى مع الساعين لإدخال القطيع المشاكس إلى الحظيرة، فاكتسب مع جلال علمه وشرف موقفه سلطة رسمية كفلت له بأن يبزغ اسمه أكثر وأكثر، حتى كانت اللحظة الحاسمة التى كان لزاما عليه فيها أن يستقيل من جامعته ليتفرغ لشروط الكرسی، وعندها توقعنا ألا يفعلها، فهذا الأستاذ لن تنقطع صلته بالمدرج، ولن يفضل الأمانة الوظيفية على القدسية العلمية لكنه فعلها!.

ولما كان للكرسى آداب منها أن تظل فروض الخدمة معلنة على أفضل وجه، دفعها لمن أجلسه على الكرسى، غير متردد للحظة، يسوق المبرر تلو الآخر، وكأن التعرف على ابن العم، الذى لم يراع العمومة فيمن هلك، هو دعواه الليبرالية التى ورثها عن طه حسين فأصبح حلم الوزارة يداعبه. غدا ناظره قريب، وسنعرف وقتها الثمن.

التعليقات