جرأة جامعة القاهرة - الأب رفيق جريش - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 7:07 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جرأة جامعة القاهرة

نشر فى : السبت 15 أكتوبر 2016 - 9:10 م | آخر تحديث : السبت 15 أكتوبر 2016 - 9:10 م
الخطوة الكبيرة والجريئة والإيجابية التى قامت بها إدارة جامعة القاهرة ورئيسها الدكتور جابر نصار بحذف خانة الديانة من أوراق الجامعة الخاصة بالطلبة هى خطوة فى الطريق الصحيح لأن إدارة الجامعة أخذت هذا القرار بعيدا عن أى قرار سيادى أو وزارى أو قضائى.

قد يكون من الصعب حاليا إلغاء خانة الديانة من البطاقة الشخصية كما يرغب الكثيرون ويرفض أيضا كثيرون آخرون ولكن ما المانع من أن الأوراق الرسمية فى المؤسسات التى لا علاقة لها بخانة الدين أن تلغيه مثل ما فعلت إدارة جامعة القاهرة. هناك مصالح حكومية أو مؤسسات مثل السجل المدنى والمحاكم أو غيرها التى يتعلق عملها بالزواج والطلاق والمواريث والمواليد والوفيات وإثبات أنساب وغيرها من هذه الأمور التى قد يكون من الضرورى الاستعانة بخانة الدين فى الأوراق الرسمية ولكن خلاف ذلك فخانة الديانة فى أية أوراق أخرى غير ضرورية.

إن تاريخ التمييز الدينى مؤلم ومهين وكثيرة هى القصص المتعلقة بهذا الموضوع ولكن من المهم العمل على تغيير ذهنية بعض الناس الذين يرون أن مظاهر الدين والحفاظ عليه والدفاع عنه أهم من نجاح طالب مستحق أو تعيين موظف يحتاج إلى وظيفة أو التهكم على مواطن فى المصالح الحكومية أو غير ذلك لمجرد أنه مختلف دينيا عن صاحب السلطة الذى يتعامل معه والذى يستخدمها خطأ وفى غير محلها فيجحر على حقوق الآخر وحريته فى التعبير عن عقيدته.

فالتمييز الدينى فى مصر ليس ممنهجا بطريقة رسمية ولكن هناك اعتقادات أحيانا وأعرافا وكثيرا من الجهل والتعصب الذى يحكم هذا الأمر وغيرها من أمور التمييز مثل التمييز ضد المرأة أو لون البشرة أو المستوى الاجتماعى وغيرها، بعض الدول المتقدمة تمنع وضع صورة للشخص فى السيرة الذاتية لطالب عمل حتى لا يكون لون البشرة أو الحجاب أو غيرها سببا فى رفض أو قبول طالب الوظيفة عملا بمبدأ عدم التمييز بين الناس.

إن دور الإعلام والمؤسسات المنوطة بالتعليم والتكوين الإنسانى ومؤسسات المجتمع المدنى ومؤسسات الدولة لها دور مهم فى تغيير ذهنية بعض الناس وأن ترى أن الآخر هو إنسان خلقه الله مثلى مثله وله نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات والمعيار الحقيقى ليس الدين الذى ينتمى إليه ومظاهره لكن سلوكه وضميره ومهنيته فكم من أناس يضعون شارات دينية وهم بسلوكهم المشين مع الآخرين يدنسونه.

نتمنى بأن المؤسسات التى ترى فى نفسها أن «خانة الديانة» فى أوراقها ليست ضرورية أن تخطو خطوة جامعة القاهرة من تلقاء نفسها فتلك المبادرات والخطوات كبيرة كانت أو صغيرة تغير المجتمعات وتتقدم بها.
الأب رفيق جريش الأب رفيق جريش
التعليقات