** سبعة أهداف هزت شباك منتخبات مصر فى ثلاث مباريات. ثلاثة أمام منتخب سويسرا فى كأس العالم للناشئين، وهدفان أمام أوزبكستان فى مباراة ودية، وهدفان أمام منتخب الجزائر فى مباراة ودية. وبطبيعة الحال تأتى الأهداف فى كرة القدم من أخطاء، أو من أخطاء يدفعك إليها منافسك لخبرته وتفوقه. حدث هذا لمنتخب مصر الأول أمام أوزبكستان وحدث لمنتخب الناشئين أمام سويسرا وحدث لمنتخب كاس العرب أمام الجزائر. ويحدث هذا أيضا لريال مدريد ومانشستر سيتى وبرشلونة وكل الفرق.. لكن الأهداف التى أصابت مرمى المنتخبات المصرية الثلاثة لها سبب رئيسى مبدئيا وهو: «لا نعرف كيف ندافع».. وهذه ألف باء كرة القدم، فالأهداف السبعة أصابت مرمانا وفرقنا تدافع أمام منطقة الجزاء أو داخلها وفى أحد تلك الأهداف أمام أوزبكستان «غربل» أوستون أورونوف خمسة لاعبين وربما ستة فى مساحة متر مربع وسجل، بينما كان الستة يبحثون عن الكرة.
** ليست تلك المشكلة. وإنما المشكلة التى لا يريد أحد الإشارة إليها أن منتخباتنا وفرقنا لا تعرف كيف تدافع ومن أين تدافع، وبالمناسبة هدف الفوز الذى أحرزه منتخب كأس العرب فى مرمى الجزائر كان بسبب تراجع الفريق الجزائرى الشقيق مدفوعا بهجوم منتخب مصر، وفى تلك اللحظة لم يكن منتخب الجزائر فى موقف دفاعى جيد.
** أعتذر لمنتخب كأس العرب عن عدم الإشارة إلى جديته فى مباراة ودية وإلى تغلبه على منتخب جيد. ولا أجد أى جديد فى أسباب هزيمة منتخب الناشئين أمام سويسرا. لذلك أعود إلى المنتخب الأول.
** إن ألف باء الدفاع، أو التنظيم الدفاعى، هو منع خصمك من الاستحواذ وامتلاك الكرة فى ملعبك والتلاعب بها. وبديهيات كرة القدم تقول: «سرعة الاستخلاص، والضغط، وتوزيع اللاعبين الضاغطين ليكون جماعيا. والحديث هنا فى الضغط فى سياق التنظيم الدفاعى، وهو متعب ومجهد ويحتاج إلى لياقة وتدريب. لكن الأشق منه هو الضغط المتقدم، وممارسة الضغط فى كل أنحاء الملعب.
** اهتزت شباك المنتخبات الثلاثة بسبعة أهداف لأننا لا ندافع جيدا. لكنه بالقطع ليس السبب الوحيد. فما زالت الكرات العرضية لغزا لمدافعينا سواء العالية أو الأرضية «الثعبانية»، فهكذا رأيتها ، ولاعبونا يقفزون فوق الكرة القادمة جزعا لتمر ويسجل منها من يشاء. اهتزت شباك المنتخبات الثلاثة بسبعة أهداف، فالمنافسون أسرع، وأقوى، أكثر قوة وأكثر لياقة. فعندما يجرى جناح أوزبكستان الشمال معلنا أنه سيجرى، ثم يجرى، ولا يجد من يسبقه ويوقفه. فهذا فارق سرعة. وتلك الفروق المذكورة، السرعة، القوة، اللياقة، الضغط، الدفاع المتقدم، والضغط الهجومى المتقدم، سرعة استخلاص الكرة وعدم فقد الكرة بسهولة. كل هذا فروق جوهرية أصابت الكرة المصرية بانكسارات منذ عام 2010، أى منذ 15 سنة. على كل المستويات.
** تبرير هزيمة بأنها لخطأ دفاع، هو جملة مذكورة فى كتاب كرة القدم «فصل الشماعات والتبريرات». فهناك سوء التشكيل. مثل أن يبدأ المنتخب الأول مباراة أوزبكستان القوى بخمسة مهاجمين، فى تشكيل كأننا نلاعب منتخب «سرس الليان».. والخمسة هم مصطفى محمد، وأسامة فيصل، ومصطفى محمد، ومروان عثمان، وزيزو، وكثيرا ما كان محمد صلاح يدخل العمق كمركز وليس كتحرك. فخسرنا أفضل جناح فى العالم، وسوف أكرر دائما أن صلاح بالنسبة لى هو «شمشون».. حين يلعب بجوار الخط. ومن هنا سجل وتلاعب وأبدع. نعم ربما يدخل العمق فى هجمة أو لحظة لسبب مساحات واتجاهات لعب لكنه لا يجب أن يلعب فى العمق كمركز.
** هل لعب المنتخب الأول 3/2/3/2. أم 3/4/3 . وهل الهزيمة سببها حقا أن الكابتن حسام حسن لعب بقلب دفاع واحد هو رامى ربيعة، وهل ترون أن الفروق البدنية والفنية بين الفريقين كانت ستذهب مع الريح لو لعبنا بقلب دفاع ثان؟ الإجابة: لا لن تختفى الفروق.
** الشوط الثانى كان منتخب مصر أفضل نسبيا، وبدت المباراة جدية وغير ودية. حتى عاد الفريق الآسيوى الذى بات فى دائرة القوة الآسيوية، إلى الضغط والهجوم، فكان القائم لاعبنا المدافع رقم (1). وصحيح غاب عن المنتخب كل من عاشور، وإبراهيم عادل وعبد المنعم.. وتريزيجيه ومرموش، ومهند لاشين. ولم يكن غيابهم طارئا أو غير معروف قبل المباراة.. ولا تعليق فالهزيمة لم تكن بسبب أسماء ولكنها بسبب فريق.