الصحافة الإسرائيلية وسليمانى: شراكة نتنياهو.. والتحسب للرد - مواقع عربية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 8:40 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الصحافة الإسرائيلية وسليمانى: شراكة نتنياهو.. والتحسب للرد

نشر فى : الخميس 16 يناير 2020 - 9:55 م | آخر تحديث : الخميس 16 يناير 2020 - 9:55 م
نشر موقع 180 تقريرا حول تداعيات اغتيال قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى الإيرانى الجنرال قاسم سليمانى طبقا لما ورد فى الصحافة الإسرائيلية، ونعرض منه ما يلى.
منذ عشرة أيام، تضج الصحافة الإسرائيلية بمقالات لمحللين أو معاهد دراسات تتناول حدث اغتيال قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى الإيرانى الجنرال قاسم سليمانى بصواريخ أمريكية استهدفت موكبه وبرفقته نائب رئيس هيئة الحشد الشعبى فى العراق أبومهدى المهندس، قرب مطار بغداد، فجر الثالث من يناير 2020.
كتب المحلل العسكرى فى «هاآرتس» عاموس هرئيل تحليلا تناول فيه قضية اغتيال سليمانى من زاوية إضاءة وسائل الإعلام الأمريكية، الأحد الماضى على دور إسرائيل فى عملية الاغتيال. وبحسب تقرير لـ«إن. بى. سى» التليفزيونية، فإن الاستخبارات الإسرائيلية «زودت الأمريكيين بمعلومات شاملة عن الجدول الزمنى لقائد فيلق القدس فى الحرس الثورى، منذ إقلاع طائرته من دمشق وحتى وصولها إلى مطار بغداد».
وأضاء على مقال آخر، نشرته «نيويورك تايمز» وفيه توصيف دقيق لتسلسل الأحداث فى الأسبوع الذى حدث فيه الاغتيال، وجاء فيه أن بنيامين نتنياهو «كان الزعيم الأجنبى الوحيد الذى علم مسبقا من رئيس الإدارة الأمريكية بنيتّه قتل سليمانى». وتتطابق هذه المعلومات مع تقديرات سُمعت فى وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد الاغتيال. يتضح لاحقا أيضا، أن كلام نتنياهو، قبل يوم من الاغتيال فى أثناء ذهابه فى زيارة إلى اليونان، بشأن «المتابعة اليقظة التى تقوم بها إسرائيل لما يحدث من خلال علاقة وثيقة مع صديقتها الكبيرة الولايات المتحدة، يمكن أن يدل على معرفته بشيء ما.
وتوقف هرئيل عند المظاهرات التى تشهدها طهران ومناطق أخرى احتجاجا على إسقاط طائرة أوكرانية بصاروخ إيرانى ما أدى إلى مقتل 176 راكبا وأفراد طاقم الطائرة، وقال «هذا بمثابة غرزة دبوس فى صورة الوحدة التى حاولت طهران أن ترسخها من خلال التشييع الشعبى الهائل والطويل للجنرال (سليمانى) فى الأسبوع الماضى».
وأضاف: «يبدو أن المرشد الأعلى للثورة فى إيران على خامنئى، واقع تحت وطأة ضغوط متناقضة. من جهة، لم تنجح إيران فى إقناع الولايات المتحدة برفع العقوبات ولا انتقمت بصورة مقنعة لدماء سليمانى الذى كان مقربا جدا من المرشد. من جهة ثانية، المسّ علنا مرة أُخرى بأهداف وحياة أمريكيين يمكن أن يؤدى إلى رد قاس من ترامب الذى أكد أنه لن يتردد فى استخدام القوة بطريقة يخرج فيها عن سياسات الذين سبقوه. من جهة ثالثة، للميليشيات الشيعية فى العراق حساب مفتوح خاص بها على موت سليمانى وعناصر الميليشيات فى الاغتيال ــ وليس واضحا إلى أى حدّ سيطيعون تعليمات طهران. من جهة رابعة، تواصل طهران توسيع خروقاتها للاتفاق النووى، وهذا التوجه سيزيد فقط من التوتر مع واشنطن.
وختم: «بغض النظر عن مديح ترامب لنفسه، يعبّر اغتيال سليمانى عن حدث دراماتيكى، وربما تاريخى أيضا. الأزمة فى الخليج لن تنتهى فى وقت قريب. وتداعياتها سيُشعر بها وتُدرس فى شتى أنحاء المنطقة فى الأشهر القادمة».

مركز بيغن: الرد الإيرانى قادم
وفى مقالة نشرها فى «مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية»، كتب شاى عطياس أنه فى عام 2001، أطلق الرئيس جورج بوش عقيدة الحرب العالمية على الإرهاب، التى تم التعبير عنها فى خطاب «التغلب على الظلام بنور الأمل» فى الأمم المتحدة. اتبع خليفته، باراك أوباما، مقاربة مختلفة لمحاربة الإرهاب العالمى، كما تميز بخطابه التوفيقى «البداية الجديدة» فى القاهرة عام 2009. اليوم، تتكشف مقاربة ثالثة للحرب على الإرهاب. من خلال إصدار أمر بقتل قاسم سليمانى، فقد أعلن ترامب بشكل أساسى أنه لا يوجد فرد أو دولة مسئولة عن انتشار الإرهاب العالمى محصنة من العمل الأمريكى. ويمثل القتل تغييرًا فى لعبة السياسة الخارجية الأمريكية لأن أيا من أسلاف ترامب كان سينظر فى قتل فرد قريب إلى الدائرة الداخلية للنظام، كما كان سليمانى.
ويتوقع عطياس أن يثير مقتل سليمانى «توترات عالية بالفعل ويزيد من احتمال نشوب مزيد من الصراع العسكرى فى المنطقة. لقد أظهرت الولايات المتحدة أنها مستعدة لاستخدام مواردها الهائلة من القوة الصلبة ضد خصومها بمجرد فشل الدبلوماسية وغيرها من أدوات القوة الناعمة، مثل الصفقة النووية الإيرانية لعام 2015. لقد تم إنهاء إرث أوباما إلى جانب سليمانى فى 3 يناير. كما أعطى القتل كذبة الافتراض الخاطئ بأن الولايات المتحدة تحت حكم ترامب لن تجرؤ على شن هجوم عسكرى ضد إيران». وختم بالقول إن التحدى الأكثر إلحاحا للأمريكيين وإسرائيل «هو الاستعداد للرد الإيرانى القادم».

الخليج.. و«صندوق باندورا»
وفى مقالة ثانية فى «مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية»، كتب الباحث جيمس دورسى أن مقتل سليمانى «أدى إلى توسيع المجال أمام إعادة الهيكلة المحتملة للهندسة الأمنية فى الخليج»، وقال «فى حين أن دول الخليج ربما احتفلت سرا بوفاة سليمانى، وهو مهندس لاستخدام إيران المدمر والمكبر للذات عبر الشرق الأوسط، فقد يخشى قادتها أن يكون قتله قد فتح صندوق باندورا يمكن أن يقود المنطقة إلى الحرب». ويشير إلى أن من المفارقات «أن مقتل سليمانى ــ وبدلا من إرضاء قادة الخليج استراتيجيا ــ قد عزز مخاوفهم من أنهم لم يعد بإمكانهم الاعتماد بشكل كامل على الولايات المتحدة كضامن وحيد لأمنهم».

التهديد من داخل سوريا
من جهته، قال الضابط الإسرائيلى عومير دنك، وهو ضابط سابق فى سلاح الجو وخدم فى دائرة تخطيط المعارك والدائرة الاستراتيجية فى شعبة التخطيط فى الجيش الإسرائيلى، أن تهديد حزب الله الصاروخى «بات أخطر من أى وقت مضى»، وفى معرض تقييمه ردود الفعل المحتملة على اغتيال سليمانى، شدد دنك على أنه «ليس باستطاعة إسرائيل إخراج الإيرانيين من سوريا. وحتى أنها ليست قادرة على تقييد وجودهم هناك»، معتبرا أن «البديل الاستراتيجى الذى سارت فيه إسرائيل، وصل اليوم إلى طريق مسدود، وتوجد أمام إسرائيل بدائل لإخراج الإيرانيين من سوريا: محاربة الإيرانيين إلى ما لا نهاية، جباية ثمن من الإيرانيين يجعلهم يرغبون بالمغادرة، أو أن تفرض على الروس أو على بشار الأسد نفسه إخراجهم».
واعتبر دنك أن وزير الأمن الإسرائيلى، نفتالى بينيت، «يحلل الوضع بشكل صريح»، بأن سياسة «المعركة بين حربين»، التى تتبعها إسرائيل من خلال شن غارات ضد أهداف إيرانية أو لحزب الله فى سوريا بادعاء إبعاد حرب مباشرة، لن تقود إلى إخراج الإيرانيين من سوريا، لكنه قال إنه يختلف مع بينيت، لأن الأخير «يفترض أن ما لا ينجح بالقوة، سينجح باستخدام قوة أكبر، لكن لا يوجد سبب لدى الإيرانيين يجعلهم يتنازلون عن تموضعهم فى سوريا»». وأضاف أنه «إذا نظرنا إلى حقيقة أن الإيرانيين يريدون إعادة إعمار سوريا، فإن صنع تهديد عسكرى إيرانى من داخل سوريا هو تهديد لهذا المشروع الكبير. وهذا ليس المسار المركزى لو أراد الإيرانيون تهديد إسرائيل».
وأردف أن «الحرب الأهلية فى سوريا نشبت عام 2011، وإيهود باراك (رئيس الحكومة ووزير الأمن ورئيس أركان الجيش الإسرائيلى الأسبق) قدّر أن بشار الأسد على وشك السقوط، وقررت دولة إسرائيل الجلوس على الجدار (الحدود) انطلاقا من تقديرات أن الحرب الأهلية ستستمر لسنوات وتهديد الجبهة الشمالية سيتفكك. وفى العام 2013، أدركت إسرائيل أنه تجرى عملية تطوير صواريخ دقيقة فى إيران وقد تصل إلى حزب الله، وقررت شن المعركة بين حربين، من أجل منع الصواريخ الدقيقة عن حزب الله».
وأشار إلى أن «إسرائيل افترضت حينذاك أنه لن تنشب الحرب فى الأفق، فالأسد يصارع على حياته واحتمال تصاعد الوضع ضئيل جدا. وحزب الله خاض حربا وجودية من أجل الدفاع عن الأسد، تحسبا من أن داعش سيحتل لبنان»، وختم دنك بالقول: «لا يمكن التنكر لحقيقة أن الاستثمار الإسرائيلى فى المعركة بين حربين جاء على حساب الجهوزية للحرب. وفى نهاية الأمر، عندما نصل لحرب مع حزب الله، سيكون ذلك عندما تكون بحوزة حزب الله صواريخ دقيقة.
التعليقات