حتى لا ننسى.. إسرائيل عدو حتى زوالها - محمد سعد عبدالحفيظ - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 2:45 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حتى لا ننسى.. إسرائيل عدو حتى زوالها

نشر فى : الأحد 17 مايو 2015 - 8:40 ص | آخر تحديث : الأحد 17 مايو 2015 - 8:40 ص

مساء الجمعة الماضية تجمع نحو 15 صحفيا ومصورا حول 3 شبان وقفوا على سلالم نقابة الصحفيين، لإحياء الذكرى الـ67 لنكبة فلسطين.

الشبان الثلاثة رفعوا لافتات تؤيد حق العودة، وترفض «كامب ديفيد» وتأسى على حال قضية العرب الأولى، التى تاهت وسط ركام ثورات «الربيع العربى»، من محاولات استرجاع شرعية سلبت فى اليمن، إلى الانتقام من شعب اجتمع لسحب شرعية حاكمه فى مصر، مرورا باقتتال أهلى يسعى أطرافه إلى الاستحواذ على شرعية عالقة فى سوريا.

بالرغم من توقيع الرئيس الراحل أنور السادات على اتفاقية السلام مع العدو الإسرائيلى، قبل خمسة وثلاثين عاما، فإن الموازين لم تختل كما اختلت فى السنوات القليلة الماضية، فالضمير الشعبى لم يعد يكترث بما يجرى للأهل فى فلسطين مهما سالت دماؤهم، إما بسبب انشغال المواطن فى مصر بأزماته الداخلية وإما بفعل تدخل بعض الفصائل الفلسطينية فى الشأن الداخل المصرى، خصوصا حركة حماس التى ما إن سقط «المعزول» محمد مرسى قبل عامين حتى انبرى بعض قادتها فى الهجوم على الدولة المصرية، وعلى كل من شارك فى عزل الرئيس الإخوانى فى 30 يونيو 2013.

العلاقات الرسمية مع حماس بحسب ما تؤكده مصادر رسمية تحسنت، وهناك تعاون فى عدد من الملفات، لكن رصيدها الشعبى لا يزال فى القاع، فالأعلام الذى شيطن الحركة الفلسطينية لم يلتفت للتنسيق الذى يجرى بينها وبين الأجهزة الأمنية فى الأسابيع الأخيرة، ومن يطلقون على أنفسهم خبراء استراتيجيون ما زالوا يحملونها مسئولية ما يحدث فى سيناء من عمليات تستهدف رجال الجيش والشرطة.

الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ناصب الدولة المصرية العداء بعد سقوط مرسى أيضا، ولم يستطع أن يضبط إيقاع سياسته تجاه النظام الجديد فى مصر، فتغلب الإخوانى المنظم الذى جلس فى أسرة واحدة مع مهدى عاكف مرشد الإخوان السابق فى ميونيخ بألمانيا مطلع الثمانينيات على السياسى الذى يقود دولة تحكم علاقتها بالدول الأخرى المصالح.

لم يراجع أردوغان موقفه كما راجعته حماس، ووقف أمام محاولات المملكة السعودية لرأب الصدع وإغلاق ملف الأزمة مع القاهرة.

رعونة أردوغان واندفاعه ليست مبررا، لأن نعتبر تركيا عدوا، وتجربة شيطنة حماس وتصويرها على أنها عدو ثم العودة إلى التنسيق معها يجب أن تدفعنا إلى إعادة النظر فى شيطنة الأتراك، فما يربطنا بالشعب التركى أكبر بكثير من أن يهزه أردوغان، الأنظمة زائلة والشعوب باقية.

تركيا دولة راسخة فى المنطقة، وتملك مشروعا، والغياب المصرى الذى أعقب «خيانة السياسية للسلاح»، فى نهاية السبعينيات سبب فراغا دفع أنقرة إلى التمدد، وأغرى إيران بتصدير مشروعها خارج حدودها.

إذا كان لنا مع تركيا أو إيران خصومة أو خلافات أو حتى عداء، فهو «تكتيكى»، ينتهى بتغيير السياسات أو الأنظمة هنا أو هناك، لكن عداءنا مع إسرائيل «استراتيجى»، فالدولة العبرية قامت على أراضٍ ودماء وأعراض أهلنا، تم زرعها فى المنطقة قبل 67 عاما لتفقد المنطقة توازنها ولا تقوم للعرب بعدها قائمة.

ستظل إسرئيل عدوا حتى زوال دولتها، وستظل دماء شهداء مجازر غزة والحرم الإبراهيمى وقانا وصبرا وشاتيلا، وبحر البقر، شاهدة على هذا العداء مهما اختلت الموازين أو تاهت القضية.

التعليقات