هذه حكومة جيدة.. لا يجب السماح بسقوطها - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الأربعاء 17 أبريل 2024 12:55 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هذه حكومة جيدة.. لا يجب السماح بسقوطها

نشر فى : السبت 18 يونيو 2022 - 7:15 م | آخر تحديث : السبت 18 يونيو 2022 - 7:15 م

نحميا شتراسلر
مر عام على تشكيل حكومة التغيير، والقلب يبكى أمام مسيرة التفكك التى تمر بها. هكذا هى السياسة، لا علاقة فيها بين الإنجازات والأغلبية البرلمانية. إن سقطت الحكومة فى الوقت القريب، فسيكون هذا انتصار الشر على الخير، والمزيف على الحقيقة، السم والكراهية على العمل الجدى لأجل الدولة.
صحيح أن الحديث لا يدور عن حكومة مثالية، لا يوجد شىء كهذا. لكن الإنجازات كثيرة، ومن المهم تعدادها. الأبرز بينها: إنقاذ الديمقراطية من يدى إنسان فاسد، من دون روادع، عمل على اغتيال منظومة القانون والقضاء. المستشار السابق للحكومة، أفيحاى مندلبليت، قال عنه: «نتنياهو شكل خطرا على الديمقراطية»، وفسر ذلك بأنه خطط لتعيين قضاة فى المحكمة العليا من جانبه، ومستشار قانونى يخضع لرغباته، ومفوض عام للشرطة من دوائره، بهدف الوصول إلى غايته: إلغاء محاكمته. منى مزوز، وهو قاضٍ سابق فى المحكمة العليا قال إن كل أعمال نتنياهو «هدفها هو تدمير المؤسسات القضائية، مما أدى إلى خطر جدى على الديمقراطية».
ــ فى المجال الاقتصادى، قامت حكومة بينت بتمرير ميزانية مسئولة لعامين، طافحة بالإصلاحات التى تعزز المنافسة، بعد أن عملت حكومة نتنياهو من دون ميزانية أو إصلاحات. حتى إن هذه الحكومة استطاعت أن تتعامل بفعالية مع الكورونا فى أعقاب قرار بينيت بتقديم الجرعة الثالثة من اللقاح، للمرة الأولى فى العالم، بالإضافة إلى رفع عدد الفحوصات. تم وقف الإغلاقات وكذلك الإجازات غير المدفوعة، وهو ما سمح للسوق بالنمو بشكل كبير يصل إلى 8.1% (بعد نمو سلبى فى فترة نتنياهو)، وهو أيضا ما أدى إلى انخفاض حاد فى مستوى البطالة والعجز الحكومى الذى وصل تقريبا إلى صفر (بعد عجز مخيف وصل إلى 9.9% فى فترة نتنياهو).
ــ فى المجال الأمنى، كان عاما هادئا فى مستوطنات غلاف غزة، بعد آلاف القذائف التى سقطت فى أشكلون وتل أبيب وحتى القدس فى مرحلة نتنياهو. قرر بينيت أن يرد على كل بالون حارق، وبهذا خلق نوعا من الردع، على عكس سياسة الاحتواء والضعف التى اعتمدها نتنياهو.
ــ وفى مجال العلاقات الخارجية تم ترميم العلاقات مع مصر والأردن اللتين رفضت قياداتهما لقاء نتنياهو. كذلك العلاقات مع الولايات المتحدة تم ترميمها، وسيقوم الرئيس جو بايدن بزيارة إلى إسرائيل قريبا. بالإضافة إلى «قمة النقب» التى شهدت على قيام حلف إقليمى.
ــ الصراع مع إيران احتدم. والجيش حصل على ميزانية خاصة للاستعداد لضربة محتملة، وقوات الأمن بدأت تنشط على أرض إيران وليس فقط فى سوريا، فى محاولة لوقف المشروع النووى. كما أن بينيت نجح بإقناع بايدن بألا يخرج الحرس الثورى الإيرانى من قائمة المنظمات «الإرهابية».
ــ أما فى المجال الأكثر حساسية وهو علاقات الدين والدولة، فتم إدخال منافسة فى مجال الكوشير، وجرت تغييرات مهمة فى مسار التهويد، كما جرى تغيير فى مجلس الأديان، وقانون التجنيد أقر بالقراءة الأولى.
ــ تغيير ثورى إضافى وتاريخى، تمثل فى إدخال حزب عربى إلى الائتلاف للمرة الأولى فى تاريخ الدولة ــ القائمة الموحدة برئاسة منصور عباس ــ وهو ما يحيى الأمل بمستقبل مشترك بدلا من الكراهية. هذه الشراكة أدت إلى تمرير ميزانية 28 مليار شيكل للمجتمع العربى، وربط بلدات بدوية فى النقب بالكهرباء وتطبيق خطة شاملة لمحاربة الجريمة فى المجتمع العربى.
ــ هناك خطأ كبير واحد ارتكبه بينت: عدم تمرير «قانون المشتبه به» مباشرة بعد تشكيل الحكومة. المقصود قانون يمنع المتهم بقضايا جنائية من تشكيل حكومة ورئاستها، ولا يوجد أى شىء منطقى أكثر من ذلك. فالقانون اليوم يقول إن على المشتبه بقضايا جنائية أن يستقيل من الحكومة، فكيف إذا يمكن السماح له بالمنافسة على منصب رئاسة الحكومة؟ تخيلوا لو كان بنيامين نتنياهو خارج السباق اليوم. شعور بالراحة كان سيجتاح البلاد برمتها. وكان من الممكن أن يسمح هذا لحكومة الإنقاذ الحالية أن تبقى فى الحكم فترة أطول، بهدف استكمال الأمور الجيدة التى قامت بها.

محلل سياسى
هاآرتس
مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات