شرق بورسعيد... الحلم - جورج إسحق - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 7:36 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شرق بورسعيد... الحلم

نشر فى : الجمعة 19 أبريل 2019 - 10:50 م | آخر تحديث : الجمعة 19 أبريل 2019 - 10:50 م

منذ عام 2005 ــ 2006 والشعب المصرى والبورسعيدية يحلمون بمشروع شرق بورسعيد الذى كان يسمى شرق التفريعة وتغير الاسم بقرار جمهورى باسم شرق بورسعيد سنة 1999، ومنذ سنة 2009 ــ 2012 ــ 2013 اعتبر القائمون على أمر المشروع أن منطقة القناة واحدة، حيث كان يخطط لست مناطق تنمية شاملة فى مصر ولم يدركوا الفرق الجوهرى بين منطقة وأخرى وأن أسس التخطيط التقليدى النظرية التى تركز على أن يشمل أى مخطط لتنمية منطقة كل الأنشطة من زراعة وسياحة وصناعة وإسكان هى أسس لا تصلح لأنها تحرم مصر من الاستفادة من عبقرية الموقع، وأن أسس التخطيط النظرى للأرض يجب أن تتغير عند التخطيط لمنطقة لا يوجد لها مثيل فى العالم، هذه المنطقة التى حبانا بها الله هى منطقة غرب سيناء المحيطة بأهم ممر ملاحى تمر به من 9 ــ 10% من تجارة العالم بنحو 930 مليون طن وتمر به 25% من حاويات العالم، 31% من غاز أوروبا المقبل من الخليج.

***
لقد أحسن تخطيطه وتسويقه البنك الدولى والاتحاد الأوروبى وبيوت التمويل الخليجية وبنك دويتشه الألمانى من خلال 12 أستاذ فى مختلف التخصصات الاقتصادية والصناعية والمالية والقانونية والتخطيطية والبحرية واللوجستية والسياسية ويرأسهم أستاذ تخطيط مصرى خريج فرنسا ويساعدهم خبير أمريكى من البنك الدولى وخبير أوروبى من بنك التنمية الأوروبى. وتبلورت الفكرة بعد نهاية الأبحاث فى إنشاء قطب صناعى تصديرى لأهم 9 أنشطة صناعية عالمية (وليس الصناعات المحلية) يخدمه ميناء محورى عالمى ضخم ومراكز لوجيستية عالمية وليس محلية، وليس خرافة الموانئ الجافة للأسف، ومركز توزيع عالمى يخدم التجارة العالمية واستغلال ميناء وشرق بورسعيد الاستغلال الأمثل وعدم خضوع المنطقة لأفكار بيروقراطية فى القوانين والجمارك والضرائب. وأرسل الخبراء أسباب فشل المشروعات المشابهة وأيضا أسباب نجاح المشروعات المشابهة، وعرض المشاركون سنة 2006 إسهاماتهم بنحو 600 مليون دولار، والسؤال أين كل هذه الدراسات المهمة التى دفعت مصر فيها نحو 32 مليون دولار بأسعار ذلك الوقت؟ وهل استعان بها القائمون على المشروع الآن. وأرسل هذا المشروع إلى المهندس/ يحيى ذكى (دار مصر) ــ الذى أحيل إليه مشروع شرق بورسعيد الذى كان يعيد دراسته مرة أخرى ــ وخرج بفكرة عبقرية هى إنشاء محور 30 يونيو الذى يربط منطقة شمال غرب خليج السويس بغرب بورسعيد. فيتيح لمصانع القطب الجنوبى الوصول لأسواق أوروبا وشمال إفريقيا والبحر الأسود من موانئ بورسعيد وشرق دمياط، فالمطلوب للوصول إلى إفريقيا وجود خطوط ملاحية لا طرق برية ولا سكك حديدية المطلوب خطوط ملاحية.

مشروعات شرق بورسعيد لا تحتاج للصناعات الثقيلة لأنها ليست من الصناعات التى تحتاج إليها أوروبا ولأنها ليست صناعات تصديرية وفقا للمفاهيم الجديدة.

***
إن القرار الذى حدد مساحة شرق بورسعيد على مساحة 75 كيلو مساحة لا تحقق الطموحات فى هذه المنطقة. هل من الممكن أن يمتد شرق بورسعيد إلى بئر العبد شرقا ومن بئر العبد إلى الفردان جنوبا بمساحة تصل إلى 2400 كم2، أى مدينة تعادل مساحتها ستة أضعاف مساحة إمارة دبى.

إن شرق بورسعيد ما زال بكرا وقابلا للامتداد على عكس ميناء جبل على، فهناك اضطرت إدارة موانئ دبى إلى ردم البحر لتنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة وأحضرت دبى رمالا وأحجارا من دولة عمان لردم البحر لأنهم هناك يدركون أن الموضوع ليس التكلفة ولكنه الموقع. متى تقرأ الحكومة ما لديها من دراسات عالمية قام بها خبراء حقيقيون؟

والمطلوب أيضا العمل على حصول شرق بورسعيد على نصيبها من حاويات الترانزيت الذى رأى أحد المدعين أنه لا داعى لتطوير الأرصفة إلى أن تشتكى السفن، فلم نطور الأرصفة فخسرت مصر 31 مليون حاوية ومعها 35 مليون دولار حصلت عليها اليونان وقبرص وإسرائيل. فهل أقمنا أرصفة جديدة لاستيعاب الحاويات؟ ونأمل أن يتم الاتفاق مع مصنع سيارات عالمى لإنتاج سياراته بكل موديلاتها لأن ما نسمعه حتى الآن وعود فقط ولم نر تنفيذا على أرض الواقع. نريد أن ننبه إلى أن مشروعات شرق التفريعة من الخطورة عليها وجود وصاية كفيل أو وكيل محلى أو مطور صناعى لتضمن استمرارية الشركة العالمية فى تزويد المصنع بكل ما هو جديد وألا تتخارج وتتركنا مع موديلات قديمة وليكن مصنع بنى سويف نموذجا يحتذى به فى التعاقدات دون مطور صناعى، والإبهار الذى تدير به الشركة الكورية فى بنى سويف. هذا المصنع يطبق تكنولوجيا الإدارة الحديثة ويعتمد فى إنتاجه على سلسلة الإمدادات العالمية ويعنى مبدأ الإنتاج والتصدير فى الوقت المناسب المحدد، وتخطط الشركة أن يكون تصديره لإفريقيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا ونصف أوروبا، وأصبح يتصدر كل مصانع الأجهزة الكهربائية. وصدر فى عام واحد 3 ملايين جهاز كهربائى لأن المستثمرين العالميين الجدد لن يحضروا أو ينفقوا على مصانعهم الضخمة ما لم يضمنوا أن احتياجاتهم ستصل إليهم بسرعة من أى مكان فى العالم وأن صادراتهم ستصل إلى أى مكان فى العالم دون أن يكونوا أسرى عدم وجود خدمات ملاحية ولوجيستية تربطهم 24 ساعة فى اليوم 7 أيام فى الأسبوع بكل الموانئ التى يستهدفوا التصدير إليها (الموانئ المحورية الحديثة) والتى لا نملك أيا منها حتى الآن ولا حتى نفهم معناها، تعتمد على وجود خدمات يومية من خطوط عالمية تربط الميناء بأكبر عدد من دول العالم. وعندما تفتتح ميناء جبل على ستجده يتحدث بفخر أنه يوجد به أكثر من 90 خدمة ملاحية أسبوعيا تربطه بمعظم دول العالم وشرق بورسعيد. وحتى لو اكتفينا حتى عام 2022 بنصف المرحلة الأولى فهو قادر على تخطى ميناء جبل على مساحة وحجم تداول وعدد السفن وعدد خدمات أسبوعية للحاويات، وإذا أدرك القائمون أن مصدر الإيراد المباشر لجذب المستثمرين وصول بضاعتهم لأسواقهم فى الوقت المناسب، وأريد أن أنبه أنه فى سنة 2008 شكت بعض المصانع فى 6 أكتوبر لهيئة تنمية الصناعة من أنها غير قادرة على تنفيذ تعاقداتها مع مصانع السيارات بالقاهرة لعدم قدرتها على إيصال منتجها الرائع أسبوعيا لإنجلترا فى الوقت المطلوب.

وأخيرا بورسعيد تحتاج مطارا دوليا فى شرق بورسعيد على مساحة 200كم2.
الطموحات كبيرة وكثيرة وممكن أن أسترسل فيها كثيرا ولكن أستطيع أن أقول إنه حلم الأجيال القادمة وهذا يتطلب متخصصين وليس هواة، ويتطلب علماء فى جميع المجالات ودراسات جدوى معمقة وليست كلمات مرسلة وأنا متأكد أن المصريين يستطيعون إنجاز هذا الحلم.

جورج إسحق  مسئول الاعلام بالامانة العامة للمدراس الكاثوليكية
التعليقات