حگايات من المونديال «3»..موسولينى للاعبيه: الكأس أو الإعدام - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 12:38 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حگايات من المونديال «3»..موسولينى للاعبيه: الكأس أو الإعدام

نشر فى : الإثنين 19 مايو 2014 - 7:45 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 20 مايو 2014 - 5:43 م

نجحت البطولة كأس العالم الأولى، وعاشت أوروجواى مهرجانا حقيقيا، وكان أسعد الناس جول ريميه الذى بكى من شدة الفرح والنجاح، عندما تسلم كابتن أوروجواى كأس البطولة، وسط مشاعر ملتهبة من الجماهير.

وبعد أن شهدت احدى دول أمريكا اللاتينية هذا النجاح، أجمع أعضاء الاتحاد الدولى على اقامة البطولة الثانية لكأس العالم فى أوروبا، ورغم ذلك نشأ خلاف حول البلد الذى سينال هذا الشرف، وتطلب الأمر عقد ثمانى جلسات طويلة، حتى فازت إيطاليا بتنظيم بطولة 1934.

وكانت طموحات الدوتشى بنيتو موسولينى كبيرة، فقد وجدها فرصة طيبة لتمجيد الفاشى، واستغلال هذه المناسبة الرياضية الكبيرى لدعم مكانة نظامه السياسى، وكان ذلك أول تسييس للرياضة فى وضوح، وبلا مدارة، حتى ان الاعلام الخاص بالدورة يصور لاعبا يؤدى السلام الفاشى، واقفا على منصة تحمل اسم ايطاليا، ونص الإعلان يتقدم فيه الاتحاد الإيطالى على الاتحاد الدولى، كما قرر موسولينى إهداء كأس دل دوتشى للفائز، وكانت عبارة عن تمثال برونزى ضخم، وحجم الكأس أكبر من حجم كأس جول ريميه. وقد حرص هذا الزعيم الفاشى على حضور معظم مباريات الدورة.

 أحرجت تشيكوسلوفاكيا إيطاليا، وجعلت الدوتشى بنيتو موسولينى يجلس على سطح صفيح ساخن حتى النهاية.

وفى الدقيقة السبعين سجل بوتش جناح أيسر تشيكوسلوفاكيا هدفا لفريقه فى المرمى الإيطالى، فظهرت معالم الغضب على وجه الدوتشى وحاشيته، وجمهوره، فكان الجمهور من أعضاء الحزب الفاشى فى معظمه، لكن قبل النهاية بـ8 دقائق سجل أورسى هدف التعادل، والتقط موسولينى أنفاسه فى المقصورة، ولعب الفريقان وقتا إضافيا، وفى الدقيقة السابعة من الشوط الثالث أنقذ أنجلو شيافيو شرف إيطاليا وسجل هدف الفوز، ولما سألوه فيما بعد: أين وجدت القوة لتجرى، وتراوغ، وتسدد الكرة وقد كنت مجهدا.؟.. رد عليهم: لقد كانت قوة اليأس. 

وكانت حكمة من شيافيو وكانت خيبة عندما صرح أورسى صاحب هدف التعادل بانه استاذ فى التسديدة اللولبية الموزة وأنه أحرز الهدف بها، وببراعته، إذ سدد على المرمى الخالى 30 مرة وفشل فى التسجيل مرة واحدة، وذلك أمام الصحفيين والمصورين فى اليوم التالى لبطولة كأس العالم.

لم يكتف موسولينى بفوز إيطاليا ببطولة كأس العالم 1934، الذى أنقذ نظامه الفاشى بلا أية مبالغة، وإنما تحدى الانجليز، وصمم أن يهزم أساتذة اللعبة أو من يدعون أنهم كذلك. بحيث يلعب منتخبا إيطاليا وانجلترا فى عقر دار الانجليز، وافقت انجلترا، وأقيمت المباراة على ملعب هايبرى فى لندن يوم 14 نوفمبر 1934. وتقدم الانجليز فى الشوط الأول 3/صفر، سجل إيريك بروكس هدفين، وثيد دريك هدفا، وكان الشوط الثانى للطليان الذين سجلوا هدفين، وأحرزهما بيبينوميازا

بعد هذه المباراة أصرت بريطانيا كلها على موقفها ورفضت الانضمام لبطولات كأس العالم، باعتبار أنهم ــ كما يقول الانجليز فوق الجميع، وأن البطولة التى تشارك بها منتخبات بريطانيا الأربعة أقوى من كأس العالم.  

الطريف أن إيطاليا تحدت انجلترا مرة أخرى، بعد فوزها بكأس العالم 1938 للمرة الثانية، ولعب الفريقان فى ميلانو فى شهر مايو 1939، وتعادلا بهدفين لكل منهما.

ومن غرائب مونديال 1934 أن الدولة المنظمة وهى إيطاليا لعبت فى التصفيات التمهيدية، مع اليونان وفازت فى المباراة الأولى 4/صفر. وانسحب اليونانيون فى المباراة الثانية، ولحسن الحظ أن إيطاليا فازت، لأنها لو خسرت لما اشتركت فى الدورة التى تنظمها !

• • •

•• خارج الإطار: كانت العيون معلقة بثلاث مباريات مهمة. أتليتكو مدريد مع برشلونة. هال سيتى مع أرسنال.. والأهلى مع نكانا رد ديفلز. وفاز الأهلى بسهولة. وخسر هال سيتى بصعوبة. وهو الفريق الذى يملكه المصرى عاصم علام ويلعب به المصرى احمد المحمدى. وكنت أتمنى فوزه بالكأس لكن مبروك للأرسنال الذى سيبقى معه أرسين فينجر 20 عاما أخرى بهذا الفوز.

•• كانت الإثارة شديدة فى مباراة برشلونة وأتليتكو، أو عصابة أتليتكو، فأصيب دييجو كوستا مبكرا وفقدت العصابة زعيمها. لكنها استحقت اللقب فى النهاية بهذه الروح القتالية الرائعة التى قدمتها حتى أن المشاهد أصابه التعب من المشاهده.. أما أجمل مشهد فهو وقوف جماهير برشلونة بمدرجات كامب نو تصفق للاعبى أتليتكو مدريد.. هذا بالنسبة لنا يساوى إطلاق سفينة فضاء مصرية إلى الزهرة..!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.