●● «واحد مقابل 1027 شخصا.. إننى أرى المعادلة غير عادلة».. كان ذلك تعليقا صدر من شخصية بريطانية فى حوار مع أصدقاء مصريين حول عملية تبادل الأسرى التى جرت أمس ووصفت بأنها تاريخية. وردت سيدة مصرية قائلة إن المعادلة عادلة، فقد كان جلعاد شاليط أسيرا واحدا لدى الجانب الفلسطينى، مقابل خمسة آلاف فى السجون الإسرائيلية حسب تقديرات عربية وفلسطينية، وهو ما يعنى أن المعادلة عادلة نسبيا، فهذا واحد مقابل ألف و27، بما يعنى أنه واحد مقابل 20% من الأسرى الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية، ولو كان عدد الأسرى الإسرائيليين لدى الجانب الفسلطينى خمسة جنود لأصبح المقابل هو الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين فى إسرائيل.. كان الرد فى مضمونه محاولة للدفاع عن قيمة الإنسان العربى.. خاصة أن ما طرحته الشخصية البريطانية، كان طرحا مصريا وعربيا وموضع نقاش وعلامات استفهام، فى الشارعين المصرى والعربى ولدى الرأى العام، حول قدر وقيمة الإنسان العربى.
●● الشعب الفلسطينى عاش لحظات فرح عارمة صباح أمس، بعد عودة أبناء له من السجون الإسرائيلية التى قضى بها بعضهم ما يقرب من عشر سنوات.. وكانت وسائل الإعلام العربية والعالمية تتابع حدث تبادل الأسرى باهتمام بالغ، وقال خبراء إن العملية سوف تساعد على تطور عملية السلام بين الجانبين.. هكذا رأى خبراء. وقد كان الدور المصرى مهما ورائعا، وأشادت جميع الأوساط الفلسطينية والعربية والدولية بهذا الدور، وبكل خطوة قام بها المصريون، وحلهم للعديد من العقبات والمشاكل التى كان يمكن أن تعرقل إتمام الاتفاق. أما الصيحة التى أطلقها الأسرى العائدون فكانت أجمل وأبلغ تعليق تلقائى صادر من القلب نحو الدور الذى لعبته مصر، وقيمة وأهمية هذا الدور فقد هتفوا وهم فى الطريق إلى الحرية: «تحيا مصر حرة وعربية».
●● هكذا تعود مصر بعد ثورة 25 يناير إلى دورها الرائد عربيا وقوميا وإقليميا. تعود إلى موقعها الطبيعى الذى فقدته طوال السنوات الماضية.. وتمعنوا فى هتاف الأسرى وهم ينطلقون نحو الحرية.. تحيا مصر الحرة، وقد أصبحت حرة، بعد أن خاض شعبها معركة استرداد وطنه المستباح سياسيا واقتصاديا من نظام حكم استمر 30 عاما، تقدمت خلالها البلاد إلى الخلف؟
●● تحيا مصر وهى عربية.. وقد عادت مصر إلى موقعها، عادت مصر العربية الكبيرة، تمارس دورها وسط إقليمها وشعوب هذا الإقليم، الذى يمثل بالنسبة لها حدود أمنها الوطنى والقومى.. وقد كان أهم ما فى الدور المصرى أنه جرى بتخطيط وبحكمة، وبصمت.. وحين أعلن عنه كان قيد التنفيذ فعلا.. يبدو أننا أخيرا بعد سنوات طويلة ومريرة، عامرة بالحروب عبر الميكروفونات، يبدو أننا فى طريقنا إلى الفعل، بدلا من الكلام، والكلام، والكلام.
●● الآن يسكت الكلام.