تعادل على «حلبة» الجونة.. ! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 7:29 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تعادل على «حلبة» الجونة.. !

نشر فى : الإثنين 22 يوليه 2019 - 8:00 م | آخر تحديث : الإثنين 22 يوليه 2019 - 8:00 م

** من هذا الذى سوف يحاسبه قانون الجنايات إذا وقعت كارثة ثالثة فى ملاعبنا وسقط شباب وجمهور ضحايا نتيجة العنف والاحتقان؟ من هذا الذى سيحاسب؟
** سؤال نطرحه منذ سنوات وتجدد طرحه، كل فترة معركة مثل مباراة الملاكمة التى جرت بين الجونة والزمالك فيما يسمى بدورى كرة القدم الممتاز، وهو غير ممتاز إطلاقا، غير ممتاز فى شىء.. وهى من النوادر أن نرى مباراة ملاكمة بين فريقين، وهى فى الأصل لعبة فردية تجرى مبارياتها بين ملاكمين!
** غير صحيح أن الجونة لعب كى يهزم الزمالك، كى يفوز الأهلى بالدورى. كما لم يكن صحيحا أبدا وإطلاقا أن بيراميدز هزم الأهلى «رايج جاى» كى يفوز الزمالك بالدورى. غير صحيح هذا الكلام الذى يرسخ التواطؤ، والتسيب، والفوضى. فالجونة لعب من أجل الجونة ويجب أن يلعب من أجل الجونة. وبيراميدز لعب من أجل بيراميدز ويجب أن يلعب من اجل بيراميدز. والأصل أن يلعب كل فريق من أجل نفسه. وأن يحارب ويقاتل كل لاعب به من أجل نفسه. فاللعب بجد بداية العمل بجد. واللعب بجدية هو نظافة المنافسة. والادعاء بغير ذلك يلوث اللعبة ويفسدها.
** ترك محمود عاشور حكم مباراة الجونة والزمالك الفوضى أمامه ولم يتدخل سوى فى نهاية المباراة قبل ان تسيل الدماء. ففى الجولة الأولى من مباراة الملاكمة، كان مثل حكم الحلبة، يفصل بيده وبجسده وبروحه وبعقله بين المتلاكمين. وفى الجولة الثانية كرر الأمر نفسه وأخرج كارتا لونه أصفر للمتلاكمين. وفى الجولة الثانية قبل أن تنتهى المباراة أخبره مساعده وزميله بأن هناك «عاركة» وقعت على الحلبة، فأسرع وأخرج كارتا لونه أحمر ثم أنهى مباراة الملاكمة بتعادل الفريقين بالنقط.. نعم بالنقط ففى مباريات الملاكمة يفوز ملاكم بالقاضية أو بالقاضية الفنية أو بالنقط.. فلا تحسب فى مباريات الملاكمة الأهداف..!
** ما هذا التهريج وما هذه الفوضى التى تحاصرنا وتحاصر ملاعبنا؟
فى المواقف الحاسمة والساخنة فى المباريات يصيح المعلق السعودى الشهير فهد العتيبى قائلا: «يا إلهى».. ولا أعرف ماذا كان سيقول وهو يصف ما يجرى فى مباراة الجونة والزمالك.. لكننى أقول كما قال الشاعر الكبير أبوالقاسم الشابى: «لا بـــد لليــــل أن ينجلـــى».. نعم لابد أن ينجلى يوما ما هذا الليل الأسود الكئيب الذى جعل الرياضة ظلاما، وجعل كرة القدم التى نمارسها لعبة سوداء وحمقاء وجاهلة وغبية وشديدة الغباء.
** أيضا ما هذا الاستفزاز الذى يمارسه لاعبونا؟ يا أخى أنت أحرزت هدفا فى مرمى الزمالك فلماذا تمسك بالكرة وتريد أن تجرى نحو منتصف الملعب، فى مشهد مصطنع، ومفتعل، تبيع به حماسا كاذبا وأحمق لجمهورك، كأنك فارس ابن الفوارس؟ وما هذا التسيب والبلطجة التى شاهدناها كثيرا وفى عدد مباريات لا يحصى، دون حساب للاعب واحد. حساب جاد يصل للإيقاف لعام على الاقل، وفى أحيان يجب أن يصل للشطب إذا كنا نريد سلوكا نظيفا وأخلاقا حميدة وروحا رياضية حقيقية.. ما هذا الدلع والطبطبة على الحمقى الذين يلعبون بلا أخلاق وبلا روح رياضية و يشيعون الفوضى فى ملاعبنا؟ وما هذا الصمت إزاء إعلام وبرامج تصنع الاحتقان وتصدره إلى جماهير وشباب حتى تنفلت الأعصاب وينتشر العنف؟!
** متى نحاسب هؤلاء الذين يجرمون فى حق الرياضة وفى حق كرة القدم وفى حق شبابنا وفى حق أهلنا وفى حق أسرنا وفى حق مجتمعنا وفى حق بلدنا.. متى نرى يوم الحساب ولحظة الحساب وحلم الحساب؟!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.