رابطة الأندية بعد 20 سنة؟! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 2:44 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رابطة الأندية بعد 20 سنة؟!

نشر فى : الجمعة 22 أغسطس 2014 - 8:05 ص | آخر تحديث : الجمعة 22 أغسطس 2014 - 8:05 ص

•• إشهار رابطة الأندية المصرية سيكون نقطة فاصلة فى نشاط كرة القدم وفى مستقبلها. فاللعبة تمر بأسوأ أزماتها محليا، سواء فنيا أو ماليا أو إداريا. فالأندية فقيرة. واللاعبون أغنياء. والمسابقة بدون جمهور. والجمهور يعانى العذاب والأسر حين يعود إلى المدرجات. ولأننا نتثاءب، فقد تأخر تأسيس تلك الرابطة مايقرب من 20 عاما.. وقد تشكلت رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة فى الثمانينيات عندما حدث انهيار للعبة وأفسدها غياب الجمهور عن الملاعب، وسرطان الهوليجانز، وأنقذ تشكيل هذه الرابطة كرة القدم الإنجليزية محليا، لأن العمل كان من أجل المصلحة العامة وصالح اللعبة..

•• منتج كرة القدم هو ملك للأندية، ولا أحد آخر يمتلك هذا الحق ولا أى مؤسسة أخرى لها الحق فى مشاركة الأندية ماتملكه. ومن هنا يبدأ العمل. فرابطة الأندية المصرية ستكون مسئولة عن إدارة مسابقة الدورى، وبيع حقوق البث لمن تشاء بدون تدخل من وزير أو حكومة، وبدون شعارات كاذبة ترتدى أثوابا نبيلة، مثل حق محدودى الدخل، وعلى أى حال سيكون هناك البث الأرضى لمن يريد، وستحدد رابطة الأندية وقت بدء المسابقة، وأسلوب المزايدة على بيع حقوق البث فضائيا، بما يعود عليها بأكبر عائد. وسوف تبحث عن شركة راعية للدورى، ويطلق اسمها على المسابقة (الدورى الإنجليزى الآن اسمه كابيتال ون وهى شركة بطاقات ائتمان والتعاقد مستمر حتى عام 2016).. وعلى وسائل الإعلام التعامل مع هذا الاسم بشفافية، وبدون فرض رسوم إعلانية، فلا تدوى «صفارة» فى الأذن كلما نطق ضيف اسم الشركة الراعية، كما يحدث الآن فيما يتعلق مثلا بأفلام السينما، بينما لا تطلق صفارة الإعلان فى حالة النطق باسم مسلسل، مع أن الدراما باتت عملا تجاريا مائة فى المائة..

•• رابطة الأندية أيضا يمكنها إطلاق مسابقة جديدة تشرف عليها وتديرها بجوار الدورى، بينما يقتصر دور الاتحاد على تنظيم مسابقة كأس مصر ورعاية المنتخبات ومسابقات الدرجات المختلفة والناشئين، لكن يجب أن يكون للاتحاد حق الاعتراض على بعض قرارات اللجنة إذا كانت لا تتوافق مع سياساته الفنية.. وهنا سنجد خيطا رفيعا يفصل بين التعاون وبين التعارك..

•• موضوع شارة البث وسعرها لابد أن يحسم، فلايكون السعر مرتبطا بمزاج التليفزيون، ولا يحدد سعر الشارة كما تحدد أسعار الطماطم، والتليفزيون ليس شريكا فى منتج كرة القدم، ولايملك أى حق فى ذلك، وهو يؤدى خدمة للناس شأن الصحة والتعليم والمواصلات العامة وغيرها من الخدمات التى تؤديها الدولة مقابل الضرائب التى يدفعها المواطن، وخسائر هذا الجهاز تعوض بوسائل أخرى، ومنها على سبيل المثال إعادة الهيكلة ، وعودة رخصة التليفزيون التى ستدر ملايين الجنيهات كل عام مقابل الخدمة التى يقدمها للناس..

•• يبقى فى الأمر نقطة أخيرة، وهى أن رئاسة المستشار مرتضى منصور للجنة جاءت بالانتخاب وبإرادة الأندية باعتبار أن لجنة الأندية مرحلة انتقالية، ولكننى أفضل أن يرأس رابطة الأندية عند تشكيلها شخصية رياضية كروية عامة، ويكون له جهاز تنفيذى معين من جانب اللجنة، لأننا فى مجتمع الشك وليس مجتمع اليقين.. فلايكون رئيس الرابطة رئيسا لأحد الأندية المشاركة فى الدورى..

•• إن فكرة المصلحة العامة، وصالح اللعبة، والعمل بروح الفريق هو الذى سينقذ كرة القدم المصرية، أما أن تعتبر اللعبة قطعة تورتة، يتنازعها الجميع، فإن المصير سيكون أسوأ مما نحن فيه، وهو أمر مخيف للغاية؟!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.