رائحة مبارك.. ورسائل التحرير! - محمد عصمت - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 10:53 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رائحة مبارك.. ورسائل التحرير!

نشر فى : الثلاثاء 22 نوفمبر 2011 - 8:50 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 22 نوفمبر 2011 - 8:50 ص

ما يحدث الآن فى ميدان التحرير من مواجهات دامية بين المعتصمين وقوات الأمن المركزى والشرطة العسكرية، تقف وراءها عقلية الرئيس السابق حسنى مبارك وطريقته فى حل أزماته السياسية بعصا الأمن الغليظة.. وكأن الرجل قد قفز فجأة من سريره بالمستشفى فجر السبت الماضى، وغافل حراسه متسلقا سور المركز الطبى العالمى، ليهرب للقصر الجمهورى، لكى يصدر قرارا باستخدام القوة المفرطة لتفريق عشرات المعتصمين من مصابى ثورة يناير فى ميدان التحرير!

 

أنا شخصيا لا أعرف من هو ذلك العبقرى الذى أصدر هذا القرار الذى يحمل رائحة مبارك، ولكن ما أدركه جيدا أنه وضع البلد كلها على حافة الانفجار، وأنه يهدد عملية انتقال السلطة للمدنيين وتأجيل المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، مالم يتخذ المجلس العسكرى قرارا حاسما بإحالة وزارة شرف إلى الاستيداع، وتشكيل حكومة جديدة يرأسها رجل قوى من نوعية الدكتور محمد البرادعى، ويكون لها صلاحيات كاملة فى إدارة المرحلة الانتقالية، تعيد تقسيم السلطة فى مصر، أو بالأحرى إعادة تشكيلها من جديد، بحيث يبتعد المجلس العسكرى تماما عن الشأن السياسى، لأنه غير مؤهل للخوض فيه، وان يكتفى بحماية الثورة، ويقف على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية، كما فعل خلال دراما الإطاحة بالديكتاتور مبارك..

 

منذ عدة أشهر، وأنا أحذر فى هذا المكان من أننا مقبلون على فوضى بطعم الثورة، كما حذرت مع كثيرين من تقاعس السلطة الحاكمة فى مصر عن تنفيذ أهداف 25 يناير السياسية والاقتصادية.. ومن المط والتطويل فى مسلسل محاكمة مبارك ومعاملته كرئيس على المعاش، وليس كمتهم فى قضايا ممكن أن تضع حبل المشنقة حول رقبته.. ومن محاكمات المدنيين أمام محاكم عسكرية.. ومن التقاعس عن إعادة الأمن للشارع، وتأهيل وزارة الداخلية ووزارة الإعلام، بما يضمن احترام حقوق الانسان وعقليته.

 

ومع ذلك، فقد ذهبت كل هذه التحذيرات أدراج الرياح، وكأن هناك «جهة ما» تدفع بمنتهى القوة، ووفق مخطط مرسوم، فى اتجاه استمرار الفوضى، وتأجيج القضايا الخلافية بين التيارات السياسية المختلفة، من أجل إعادة إنتاج نظام مبارك بشكل جديد!

 

وما يثير القلق، أن المجلس العسكرى الذى كان الحصن الذى حمى الدولة من السقوط خلال 25 يناير، يتجاهل الآن أن هناك سيناريو كابوسيا بانتظارنا، أشعلت شرارته أحداث التحرير الدامية خلال الأيام الماضية بكل رسائلها الغاضبة، وأن تورطه فى أن يكون خصما لقوى ثورية عديدة يخوض معها معارك شوارع بالاسلحة والقنابل المسيلة للدموع، يهدد بانهيار الخيمة فوق رءوس الجميع!

محمد عصمت كاتب صحفي