مشهد العام.. وتمزيق بلاد العرب - محمد مكى - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 8:48 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مشهد العام.. وتمزيق بلاد العرب

نشر فى : السبت 22 ديسمبر 2018 - 11:25 م | آخر تحديث : السبت 22 ديسمبر 2018 - 11:25 م

تتسابق الصحف ووسائل الاعلام طوال الوقت على صورة أو تصريح، وفى آخر العام تبحث عن بطل العام، فى بلادنا العربية البطل معروف وحاضر سواء كان سلطانا أو رئيسا أو ملكا، وألصق به ما شئت من الألقاب، بداية من الزعيم ووصولا إلى المخلص، إن لم يبالغ شيوخ السلطان فى منحه صفات سماوية.
فى العام المقارب على الانتهاء تستطيع أن تقول إن الرئيس الفرنسى هو صاحب مشهد البطل، باعترافه بتحمل المسئولية فيما آلت إليه مدينة النور لعدة أسابيع، وانحنائه امام مواطنى بلاده، وإن كان الامر لا يخلو من انكسار، لكنه مشهد لا يرى فى بلاد العرب التى تفيض لبنًا وعسلا، فالحاكم فيها هو السيد لا المواطن صاحب الأرض والبترول والغاز والدولار.
قلما نجد فى عالمنا العربى من يعتذر حتى لو كان مصطنعا، بل المكابرة والعناد ووصولا بالمعايرة والمكايدة عنوانا لحكام المنطقة. فأصبحت أخبارها تنحصر فى القتل والإرهاب، فقد جاء بعض حكامها على أسنة رماح الاحتلال، فالاختيار والانتخاب يُقرأ عنه فى النشرات فقط. وما كان يحدث سرا فى السابق أصبح علنًا، ومن يريد أن يعرف ماذا جرى بسبب هؤلاء الحكام ينظر إلى خريطة عالمنا العربى قبل عشر سنوات فقط، رغم ما قبلها من صدمات ونزاعات وفوضى. ففى سوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان لا الجغرافيا فقط هى التى تغيرت ولكن الوضع الإنسانى والاجتماعى أيضا، حتى فى البلاد التى تتمتع بوفرة مالية وبها معدلات نمو، المواطن يرضخ لضغوطات كبيرة، فالوضع الامنى فى الخليج على المحك، ناهيك عن الاقتصادى. والخطر الإيرانى يتلاشى أمام مخاوف العائلات الحاكمة من التغييرات السياسية وفوبيا الإسلام السياسى، وفى دول الجزائر والمغرب وتونس ومصر القلق وتراجع الاقتصاد وغياب الحريات سمة وأسلوب حياة.
الدرس الفرنسى هو البطل، فما حدث من تراجع من قبل الرئيس ماكرون ــ سواء كانت القرارات وما ترتب عليها خطأ او صواب أو حتى مؤامرة الإخوان وأمريكا عليه!! كما يحلو لوسائل تغييب العقول أن تسوق له ــ يؤكد أن وعى الحاكم والحكومات صمام أمان للشعب. فما حدث فى أيام الربيع العربى وردة فعل الحكام والحكومات وقتها ومن بعدها، تؤكد أن هناك من يخاف على العرش ومن يخاف على الوطن، كما أن الحكم ليست منة من شخص على أبناء وطنه بل هو تشريف وتحمل أمانة. وأن نموذج بشار والقذافى والبشير وغيرهم من حكام المنطقة تخلص منهم الغرب من سنوات وهم ليسوا الغاية بل ما وصلوا اليه من آمال قد يخاف المواطن العربى أن تأتى له فى المنام، لا أن يتخلص منهم لاسترداد وعيه وأمواله وكرامته.
وإنْ كان ماكرون بعد اعتذاره يعد بطلا، فالمواطن العربى وما يتحمله من مصاعب سواء فى الحفاظ على جغرافية وطنه أو تحمله قرارات تسميها الحكومات إصلاحا يعد بطلا آخر يستحق ما هو أفضل.. وقوفه ضد الخطر الداخلى من أبناء جلدته هو البطولة المطلقة.
المواطن العربى يتمنى فى العام المقبل من باب التفاؤل أن يغنى «لا حروب ولا خراب، ولا مصائب، ولا محن، خدوا المناصب و المكاسب بس خلو لنا الوطن»..
كل عام أنتم وكل من تحبون بكل خير.

التعليقات