استغلال اسم «الشروق» فى الفبركة - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 10:17 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

استغلال اسم «الشروق» فى الفبركة

نشر فى : الخميس 23 يناير 2020 - 11:15 م | آخر تحديث : الخميس 23 يناير 2020 - 11:15 م
هل يمكن أن نتخيل أن يقول وزير الرى المصرى الدكتور محمد عبدالعاطى، أن وزير الدفاع الإثيوبى قال له: «مفيش ميه واخبطوا دماغكم فى الحيط»؟!
بالطبع هذا أمر مستبعد تماما، لكن أحد المفبركين كتب هذا الكلام، ووضع عليه لوجو وشعار «الشروق» ونشره على مواقع التواصل الاجتماعى. ويوم الجمعة قبل الماضى، فوجئت بأحد الأصدقاء يرسل لى هذا الخبر، ويسألنى أنه كلما بحث عنه، لم يجده!.
مثل هذا الخبر صار يتكرر فى موضوعات كثيرة. العديد من الكتائب الإلكترونية، أو مروجو إشاعات محترفون يقومون بتزوير وفبركة أخبار غير صحيحة، ووضع لوجو «الشروق» عليها، لإيهام القراء أنها صحيحة.
الذى يحدث أن العديد من القراء لا يستطيع ملاحظة أن الخبر مفبرك، وأن اللوجو الحقيقى لـ«الشروق» مختلف. اكتشاف هذا الأمر يحتاج إلى متخصص أو متابع جيد. 
وبالطبع نعذر غالبية القراء الذين لا يستطيعون التفريق بين اللوجو الصحيح، والآخر المزيف. فالقارئ العادى تقع عينه على العنوان، دون التدقيق فى التفاصيل الفنية التى قد لا تشغله أو لا تهمه، أو لا يلاحظها أساسا!.
قبل هذا الخبر المزيف، والمنسوب زورا لوزير الرى، قامت نفس الكتائب بفبركة عشرات الأخبار فى موضوعات متعددة، ووضعت عليها لوجو «الشروق».
من بين هذه الأخبار المضروبة والمفبركة، تصريح على لسان وزيرة البيئة يقول: فيلم تيمور وشفيقة «قصة حياتى»!!!
وخبر آخر يقول: تامر أمين: الولدين كانوا بياعين إيه إلى يركبهم قطار vip؟.. ورئيس القطر مش غلطان لأنه كان بيؤدى عمله
وخبر ثالث يقول: الجماجم المكتشفة فى تابوت الإسكندرية تخص شخصا واحدا.
وخبر رابع منسوب زورا للفنان فاروق فلوكس يقول: «السيسى» كلم أحمد وقاله الأتراك وصلوا استعد يا بطل.
وخبر خامس مضروب يقول: رسميا: إذا كان دخلك أقل من 8827 جنيها شهريا.. فأنت تحت خط الفقر (بدل من سنويا).
وخبر سادس مفبرك ومنسوب لرئيس حزب الغد: فى حال فوزى فى الانتخابات سأتنازل للسيسى لأن زوجتى تحبه!
هذه الكتائب تفعل ذلك، استغلالا لسمعة «الشروق» المحترمة، والانطباع العام عنها، بأنها مؤسسة تتحرى الدقة والموضوعية والأمانة، وبالتالى، فأخبارها صادقة. وللموضوعية، فإن هؤلاء المفبركين، استغلوا أسماء صحف مصرية أخرى، وفعلوا نفس الشىء، لكن الأمر مع «الشروق» كان مختلفا وكثيرا.
قبل أيام قليلة أيضا، اتصل بى مسئول مهم، وهو غاضب، ويسألنى عن خبر حساس جدا منشور على «الشروق»، وحينما أرسل لى صورة من الخبر على «الواتس آب»، أدركت فورا أنه مزيف، وشرحت له الأمر، فتفهمه مشكورا.
كتبنا أكثر من مرة على بوابة «الشروق» عن هذا الأمر، ونشرنا تحذيرات وتنبيهات وتنويهات متعددة، لكى نلفت نظر الجميع، إلى هذه الظاهرة الآخذة فى التزايد.
يفترض أن المتابع مثلا لملف مياه النيل وسد النهضة، سوف يدرك أنه يصعب أن يقول وزير الدفاع الإثيوبى مثل هذا الكلام، رغم كل التعنت والمماطلة التى تمارسها بلاده ضدنا، والمتابع أيضا يعرف أن الدكتور عبدالعاطى لا يلتقى وزير الدفاع الإثيوبى، بل معظم عمله مع وزير الرى وأحيانا مع الخارجية الإثيوبية وبحضور وزير الخارجية المصرى. لكن من قال إن الحياة تسير بالمنطق والعقل؟!
للأسف الشديد ظاهرة التسطيح والتجهيل المنتشرة، رغم كل التدفق والطوفان الإعلامى ليل نهار، تجعل جزءا كبيرا من الرأى العام على استعداد لتصديق أى شىء.
بالطبع نحن هنا لا نتحدث عن سوء نية المزورين والمفبركين ومروجى الشائعات، لأن تلك وظيفتهم التى يتقاضون من أجلها الكثير. هم على استعداد لفعل أى شىء، فى سبيل إثارة الرأى العام. هم يدسون السم فى العسل فى أوقات كثيرة، لكنهم يكونون أكثر فجاجة فى التزييف، كما فى حالة التصريح الكوميدى المنسوب لوزير الرى!.
هم فعلوا ذلك مع العديد من المسئولين، كبارهم وصغارهم، خصوصا فى أوقات الأزمات، التى ينتظر فيها الرأى العام تفاصيل ما يشغله، خصوصا فى قضايا مثل المياه والحياة المعيشية مثل البطاقات التموينية ورغيف الخبز المدعم والضرائب والرواتب.
النداء المهم للقراء وللجميع، أن يكون هناك حد أدنى من الوعى والانتباه والتدقيق، وعدم تصديق أى خبر، إلا بعد التأكد من مصدره الأصلى أو مصدرين متطابقين، وأن يكون هذا المصدر موثوقا. الوعى هو حائط الصد الحقيقى أمام كل الأخبار المزيفة والمضروبة والمفبركة «ونص اللبة»!. وقانا الله وإياكم شر الكتائب الإلكترونية.
عماد الدين حسين  كاتب صحفي