أهمية الجيش القوي هذه الأيام - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
السبت 27 يوليه 2024 8:18 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أهمية الجيش القوي هذه الأيام

نشر فى : الجمعة 23 فبراير 2024 - 7:50 م | آخر تحديث : الجمعة 23 فبراير 2024 - 7:50 م

أن تعيش فى أى دولة بالمنطقة العربية أو الشرق الأوسط. ولا يكون لديها جيش قوى يحمى حدودها، فأنت محكوم عليك بالعيش فى بلد غير آمن وغير مستقر ومهدد فى كل لحظة، إما بالحروب والصراعات الطائفية والعرقية والأهلية أو الغزو والاحتلال أو الحصار أو التهديد من دول أقوى وأكبر بالمنطقة أو العالم.
قانون القوة هو الذى يحكم العالم منذ خلق الله الأرض ومن عليها، وحتى تقوم الساعة.
طبعا هناك قوانين كثيرة منها التقدم الشامل والتحضر والقوة الناعمة وحقوق الإنسان، لكن درس العدوان الإسرائيلى الأخير على غزة مدعوم بكل قوة من الولايات المتحدة وبعض القوى الغربية، يقول لنا بوضوح إنه إذا لم يكن لديك قوة تحميك، فسوف تداس وتدهس تحت أقدام الأقوياء.
الولايات المتحدة استخدمت الفيتو مساء الثلاثاء الماضى للمرة الثالثة لمنع وقف العدوان الإسرائيلى المستمر منذ ٧ أكتوبر الماضى. وبالتالى فحقائق القوة هى التى تفرض نفسها دائما، وبالمناسبة لا أقصد بذلك القوة العسكرية المجردة، بل القوة الشاملة بكل عناصرها الاقتصادية والاجماعية والثقافية والسياسية والفنية. لكن تظل القوة العسكرية هى الأساس التى تمنع الآخرين من الاعتداء عليك. رأينا أمريكا تغزو العراق وأفغانستان، وتحتل أجزاء من سوريا حاليا، وتتواجد غصبا فى العراق، وتقصف سوريا والعراق واليمن كل يوم، ولا أحد يجرؤ على الرد عليها لأنهم لا يملكون القة الكافية لذلك ولم تخرج، إلا أنها واجهت مقاومة شديدة جعلت التكلفة أعلى من تحملها.
كل القوى العظمى والأمبراطوريات فعلت ذلك عبر التاريخ، والمؤكد أنها سوف تفعله. سوف تصعد إمبراطوريات وتسقط أخرى، بحكم قانون التطور الطبيعى. وبالتالى فالدرس الأساسى هو أن نحرص أن يكون لدينا جيش قوى موحد ومؤهل ومستعد ولديه أحدث الأسلحة بقدر المستطاع، حتى لا نداس من قبل برابرة العصر الحديث وما يفعلونه فى فلسطين ويهددون به المنطقة بأكملها مدعومين من القوى الكبرى.
صباح يوم الثلاثاء الماضى حضرت حفل انتهاء فترة الإعداد العسكرى لطلبة الأكاديمية العسكرية المصرية، والكليات العسكرية دفعة ديسمبر ٢٠٢٣ فى الكلية الحربية بمصر الجديدة.
وحينما شاهدت الأداء المبهر للطلاب الجدد والقدامى أدركت أهمية أن نحافظ على قوة واستعداد جيشنا فى ظل الأوضاع شديدة الاضطراب فى منطقتنا.
نعلم تماما أننا صرنا محاطين بحزام من النار فى كل الجهات، من ليبيا غربا والسودان جنوبا والاحتلال الإسرائيلى فى الشمال الشرقى والبحر الأحمر شرقا.
القوى الكبرى تمكنت فى السنوات الأخيرة خصوصا بعد شتاء ٢٠١١ من تفكيك معظم الجيوش الكبرى فى المنطقة، وإغراقها فى الحروب والصراعات والفتن الطائفية والعرقية والأهلية. وللموضوعية فما كان لها أن تفعل ذلك لولا البيئة الهشة والضعيفة لهذه الدول وتفشى الفساد والجهل والاستبداد فيها.
لم يبق جيش قوى ذو شأن فى المنطقة إلا الجيش المصرى، وبالتالى يمكننا أن نفهم سر المحاولات الدءوبة للقوى الكبرى لتفكيك الجيش المصرى وإضعافه.
نتذكر أنه بعد اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل عام ١٩٧٩، ظلت الولايات المتحدة وإسرائيل والعديد من القوى الكبرى تطالبنا بتغيير هوية وعقيدة جيشنا. قالوا لنا كثيرا: «إذا كنتم قد وقعتم اتفاق سلام معنا، فما هو الداعى لوجود جيش كبير بهذا الحجم، وما الداعى لمحاولات الحصول على أسلحة متقدمة مثل المقاتلات والصواريخ والدبابات.. أنتم تحتاجون فقط إلى أسلحة خفيفة، لمحاربة المتطرفين والإرهابيين والمهربين»!!!
هذا الإلحاح ظل موجودا منذ عام ١٩٧٩ وحتى هذه اللحظة. لكن الحمد لله أننا كنا متيقظين دائما لأهمية وجود هذا الجيش القوى وتسليحه جيدا، واكتشفنا الآن أهمية ذلك. واكتشف بعض السذج أنهم كانوا مخطئين حينما استعجبوا وعارضوا حرص الجيش على التزود بأحدث الأسلحة من حاملات طائرات وصواريخ ومقاتلات حديثة مثل الرافال الفرنسية والميج الروسية والإف الامريكية بمختلف أنواعها.
مجرد وجود هذه الأسلحة لدينا حتى لو لم نستخدمها هى رسالة مهمة وواضحة للجميع خصوصا الأعداء بأنهم إذا فكروا فى الاعتداء علينا أو على مصالحنا، فسوف يواجهون ردا، مثلما فعلنا فى ليبيا حينما حددنا الخط الأحمر فى سرت والجفرة، وحينما قلنا أخيرا إن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء خط أحمر.
علينا أن نحرص دائما على وحدة جيشنا وقوته وتسليحه بأحدث الأسلحة حتى يمكنه الدفاع عن حدودنا ومقدراتنا ومصالحنا.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي