الرقم الإيرانى - سامح فوزي - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 8:30 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الرقم الإيرانى

نشر فى : الثلاثاء 23 مارس 2021 - 8:15 م | آخر تحديث : الثلاثاء 23 مارس 2021 - 8:15 م

يبدو أن هناك خطوطا عريضة توصلت إليها واشنطن وطهران بشأن تجديد العمل بالاتفاق حول الملف النووى الايرانى الذى وقع فى منتصف يوليو 2015م، وأوقف الرئيس السابق ترامب العمل به، ليس هذا فقط، بل أعاد فرض العقوبات المالية، ومنع شركات كبرى كانت تخطط لاستثمارات كبرى فى إيران، وبعضها غادر فى نفس يوم صدور قرار ترامب عام 2018م. قد يكون هناك اتفاق فى الأفق بين الجانبين الأمريكى والإيرانى، وتدخل أطراف أوروبية فى دائرة الوساطة. غرض إيران هو رفع العقوبات، وحذر الرئيس روحانى منذ أيام «المحافظين» الذين لا يريدون بمواقفهم رفع العقوبات عن الشعب الإيرانى، أما الولايات المتحدة فهى تريد استعادة ما قطع ترامب أوصاله.
بالتأكيد أسعدت إدارة الرئيس «ترامب» فى السنوات الماضية دول الخليج وإسرائيل نتيجة موقفها المتشدد من إيران. ولاسيما أن الاتفاق النووى الذى وقعته إدارة «أوباما» مع طهران أشعر وقتها إسرائيل ودول الخليج بأنها «مهمشة». والآن لا تريد إسرائيل ودول الخليج، أن تٌفاجأ باتفاق مماثل بين واشنطن وطهران دون أن يكون لها «رأى» أو «تأثير»، وربما هذا ما تفكر فيه الدوائر السياسية فى إسرائيل أن تبنى جبهة عريضة تضم دول الخليج التى خطت طريق التطبيع معها بهدف التأثير على التوجهات الأمريكية. ولكن المسألة ليست بهذه السهولة، لأنه إن كانت «إيران» تشكل عدوا مشتركا لأطراف عديدة، إلا أن النظرة تجاهها تختلف حسب مصالح كل طرف. الملف النووى الايرانى له أولوية بالنسبة لإسرائيل، فى حين أن قضايا الأمن والاستقرار تحتل موقع الصدارة بالنسبة لدول الخليج، وبالأخص السعودية والإمارات، فما يشغلهما هى التهديدات الإيرانية المباشرة وغير المباشرة (أى بالوكالة)، مثلما يحدث فى اليمن عن طريق الحوثيين أو الميليشيات فى العراق أو حزب الله فى لبنان، وغيرها. ولا يوجد موقف خليجى موحد تجاه إيران. عٌمان لها موقفها الخاص دائما، وترتبط قطر بعلاقات قوية مع طهران، والعلاقات الإيرانية الكويتية جيدة فى مجملها، أما البحرين فهى تواجه معارضة يغلب عليها الطابع الشيعى، وتخشى أن يكون المستقبل ملبدا بمزيد من التحديات خاصة مع تراجع أسعار النفط، وظهور مشكلات اقتصادية، والتأثيرات السلبية لفيروس كورونا فى ظل اقتصاد يعتمد أكثر من نصفه على عائدات النفط.
من ناحية أخرى إذا كان للإمارات والسعودية موقف تجاه إيران يتراوح بين البرجماتية والتشدد، إلا أن تداعيات حرب اليمن تؤثر بشدة على موقفهما، ويبدو أنهما يريدان ضبط العلاقات مع واشنطن فى الفترة المقبلة، ولا يرغبان فى حدوث اختلاف فى وجهات النظر.
الواضح أن واشنطن تريد أن ترتب الأوضاع مع إيران، لأنها تدرك تأثيرها على الجبهات الملتهبة فى المنطقة من اليمن إلى لبنان وسوريا مرورا بالعراق، وقدرتها على رفع وتيرة التوتر إقليميا، وهو ما لا تبغاه واشنطن. ويبدو أنها لا تريد الانتظار عما سوف تسفر عنه الانتخابات الرئاسية فى إيران بعد عدة أشهر لأن الصراع بين «المتشددين» و«المعتدلين» مسألة تجاذب سياسى داخلى أكثر من كونها عاملا مؤثرا فى العلاقات مع الولايات المتحدة، فقد استطاعت واشنطن فى السابق أن تبنى تفاهمات، واتفاقات مع إيران فى ظل حكم من وصفوا بالمتشددين.

سامح فوزي  كاتب وناشط مدني
التعليقات