حليميات - امال قرامى - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 2:56 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حليميات

نشر فى : الثلاثاء 18 يونيو 2013 - 9:00 ص | آخر تحديث : الأحد 23 يونيو 2013 - 3:56 م

«لو حكينا يا حبيبي نبتدي منين الحكاية»


من أين نبدأ الحديث عن مسار تصاعد أشكال العنف في تونس ما بعد الثورة: أمن الاعتداءات المتكرّرة على الفنانين والمثقفين والإعلاميين؟ أو من الغزوات على المساجد واحتلال المنابر ومحاولات السيطرة على المؤسسات التعليمية؟ أو من انتهاك الحريات وتضييق الخناق على كلّ من رام التعبير عن أفكاره ومعتقداته عبر وسائل جديدة؟

 

 أو من حادثة أوّل اغتيال سياسي للشهيد شكري بلعيد؟ أو منذ انطلاق عمليات الكرّ والفرّ بين القوات الأمنية والجماعات الإرهابية المتحصّنة منذ أكثر من شهر بجبل الشعانبي؟

 

موعود معايا بالعذاب يا قلبي


 مرّت الشهور والكلّ ينتظر معرفة من قتل شكري بلعيد؟ سؤال لجوج ما انفكّ الناشطون الحقوقيون وفئات من التونسيين يبحثون له عن جواب في ظلّ مسار تحقيق متعثّر وملغز. فكلّما تبينت 'حقيقة' تاهت في سراديب الظلام بفعل فاعل، وما إن لاحت قرائن جديدة حتى قلل من شأنها فاختفت فهل أنّه كتب على من ناضلوا في سبيل هذا الوطن أن لا ينصفوا؟

 

يا مالكا قلبي


بسمة الخلفاوي بلعيد أدركت أنّه يحتّم عليها أن تتحوّل إلى أيقونة في مسار الحركة النضالية فهي لن تدافع عمن ملك قلبها ورافق دربها وكان الزوج والخل والأب فحسب بل  إنّها مدعوة إلى أن تسخّر حياتها من أجل قضية عادلة هزّت الرأي العالمي.

 

 

يعنّ للتونسيين أن يطلقوا عليها لقب المرأة الحديدية ويستمد المناضلون والمناضلات منها القوّة والرصانة والقدرة على الصمود والمقاومة تحاول بعض الشابات التماهي معها فهي رمز يضاف إلى كوكبة نسائية تبّشر بمستقبل واعد.

 

حاول تفتكرني


تُذّكر بسمة الخلفاوي بلعيد بين الحين والآخر، الضمائر الحيّة برسالة شعارها "حتى لا ننسى " :أنّ شكري بلعيد اغتيل أمام بيته بعد تلقيه رسائل التهديدات، ومع ذلك لم يخف ولم يستسلم لمن راموا إسكات الصوت الحرّ، ...حتى لا ننسى أنّ بلعيد كان صاحب مشروع سياسي، يحلم بأن تتحوّل تونس إلى نموذج ديمقراطي يتعايش فيه الجميع وفق مبدأ المواطنة، وأنّه كان نصير الضعفاء والمظلومين دافع عن الإسلاميين والسلفيين حتى لا يُقبروا وهم أحياء، وحتى لا ننسى أنّ شكري بلعيد كان يريد مقاومة الفكر المتطرّف والفكر الخرافي والهجمة الوهابية على تونس التي أنتجت "خير الدين التونسي والثعالبي، وبن عاشور والطاهر الحداد والسيدة المنوبية وبشيرة بن مراد ومنوبية الورتاني وغيرهم".

 

حبيبها لست وحدك حبيبها


ولأنّ شكري بلعيد ليس حبيب بسمة الخلفاوي وحدها بل حبيب التونسيين والتونسيات وغيرهم من أصحاب الضمائر الحية المؤمنين بثقافة العيش معا وقيم السلم والمحبّة والعدالة... أولئك الذين لازالوا  يذرفون الدمع مدرارا كلّما رأوا أرملة الشهيد أو استمعوا إلى خطب بلعيد أو شاهدوا فيديوهات كان فيها بلعيد يصول ويجول يُبكت الخصوم بمنطق حجاجي قلّما توّفر لدى سياسي نقول لن تبقى بسمة الخلفاوي وحدها المذّكرة بأنّ دماء سالت في تونس ما بعد الثورة من أجل إنجاح مسار التحوّل نحو الديمقراطية فالكلّ يهتف: كلّنا شكري بلعيد وكلّنا بسمة الخلفاوي... على درب النضال سائرون لن نكلّ ولن نملّ مهما فعلوا من أجل إخفاء الحقيقة وسنظلّ نهتف: من قتل شكري بلعيد؟.

 

أي دمعة حزن لا لا


نقولها لبسمة الخلفاوي التي اعتذرت في الأسابيع الأخيرة عن انهيارها، عن دموع خذلتها وهي تطالب بجديّة التحقيق والنأي به عن التجاذبات السياسية وبحقّ المعرفة واستقلال القضاء، وهي تناشد التونسيين والتونسيات حتى لا ينسوا في خضم حرب المواقع والمصالح وحمّى الاستعداد للانتخابات سؤالا مفصليا "من قتل شكري بلعيد". 

التعليقات