أصوات من الشعب! - سلامة أحمد سلامة - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 5:48 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أصوات من الشعب!

نشر فى : السبت 24 مارس 2012 - 9:15 ص | آخر تحديث : السبت 24 مارس 2012 - 9:15 ص

مازال الاهتمام العام بالسباق الجارف على الترشح للرياسة، يثير ردود فعل متباينة فى مختلف الأوساط، ومازالت هناك أسئلة مثيرة ومثارة حول المرشح الذى سيقع عليه إجماع الإخوان المسلمين. وقد حرصت الجماعة على أن تترك الإجابة عن هذا السؤال معلقة حتى آخر لحظة. وبدا وكأن الهدف هو أن يستهلك المرشحون الآخرون جهودهم فى حملات انتخابية حتى اللحظة الأخيرة، قبل أن تحدد الجماعة موقفها النهائى.. الأمر الذى دعا المرشح الرياسى المحتمل عبدالمنعم أبوالفتوح إلى المطالبة بأن تعلن كل الأطراف مرشحها للرياسة، لأن المصلحة العليا للبلاد باتت تقتضى ذلك!

 

غير أن ما يلفت النظر هو ردود الفعل والملاحظات الذكية التى يبديها عامة الناس من القراء والجمهور العادى على طوابير المرشحين. فمنهم من لا يستغرب كثرة عدد المرشحين حتى ولو وصل عددهم يوم غلق باب الترشح إلى مائة ألف. ومنهم من يرى ضرورة وضع ضوابط للترشح لابد من استيفائها قبل السماح له بسحب ورقة الترشح. وفيما يلى بعض هذه الأصوات التى حملها البريد الإلكترونى:

 

●● ما لفت نظرى فى طابور المرشحين المحتملين تلك الشريحة الكبيرة من «المجانين» الذين هم فى حاجة ماسة لعمل جلسات كهرباء، وحقن مهدئة.. وهذا القدر من الهبل السياسى الذى أعطى الجرأة لهم على مجرد التفكير فى الترشح، يفسر حالة «الهطل السياسى» والخواء الفكرى لدى شرائح هائلة من الشعب المصرى، مما جعل البعض يحسن استغلال الموقف ويستغلهم كأصوات مغيبة فى صالحه.

 

●● هناك شعور عام بالغضب يجتاح المصريين لكل ما يحدث فى البرلمان، من تسلط الأغلبية واستمتاعها بالسلطة بعيدا عن مصلحة مصر وشعبها.. شعور بالقرف والغثيان يصيب الشعب من جراء المهاترات التى تسبب شعورا بالقلق والرفض لكل المؤامرات والمخططات.. إننا لن نسمح بتمزيق مصر، ونرفض الأغلبية التى تقدم الانتقام على مصلحة الوطن، ونشجب كل محاولات التخريب والفوضى وإثارة الفتن.

 

●● حينما نرى هذا السباق المحموم وغير الصحى فى الترشح لموقع يستلزم قدرات خاصة وسمات شخصية مؤهلة للقيام بالدور.. لا أنفى الخطأ عمن يتقدم بغير جدارة أو فهم. لكن أسبقه بخطأ تقصير المسئولين فى تحديد معايير جامعة مانعة للمتقدمين، إن بقصد التضليل أو بالاستهانة وعدم الوفاء للوطن.. هذا من شأنه إهدار المال العام واهتزاز القيمة السامية للدور.. لا تلوموا البسطاء والسذج، ولكن اللوم على من يمسك بزمام الأمور بغير حنكة وحكمة!

 

●● لعله من الضرورة القصوى أن يتم إنشاء هيئة دائمة لشئون الانتخابات وإجراء التصويت فى كل أمورنا الخلافية والمصيرية، وتكون هذه الهيئة دائمة وليست موسمية وتتبع رئيس الدولة أو شيخ قضاة مصر بميزانية مستقلة ونزاهة عالية ووسائل تكنولوجية راقية وسريعة. لأن الآراء تتعدد فى معظم المسائل، وبدلا من أجواء التناحر والتنابز وقطع الطرق وتعطيل المصالح، فإن مثل هذه الهيئة ستنشر ثقافة الحوار الراقى وتتعدد البدائل المفيدة.

 

●● أنا أرى المسألة من زاوية أخرى على الإطلاق.. إننى أرى أن كل انتخابات فى مصر ــ برلمانية أو رياسية ــ سوف تظل منقوصة الدلالة ومنقوصة القيمة، ما وجدت الأمية وما وجد من يستغل فقر الناس والعوز والحاجة. وفى اعتقادى أن الاستغلال هو أبشع السبل على الإطلاق، لأنه يستغل صوت مواطن فقير لأنه فقير.. إن الأمية هى العدو الأول لرقى الدولة المصرية. ولو أراد أى أحد أن يضع اللبنة الأولى فى إصلاح مصر فلتكن لبنته الأولى هى إقصاء الأمى الذى لا يقرأ ولا يكتب، عن حق التصويت الانتخابى.. إذ كيف يستقيم أن يكون من شروط التقدم لعضوية البرلمان أن يكون المرشح غير أمى والذى ينتخبه يكون أميا؟؟ إن الانتخابات لا تعتمد على وعى أو إدراك فطرى ولكنها تعتمد على وعى ثقافى سياسى وإدراك ذهنى عقلى ونفسى وضميرى لتبعات الاختيار الخاطئ.

 

●● المشكلة الأخطر التى تفجرها الانتخابات الرياسية فى مصر، هى الغياب المطلق للمستقبل فى برامج المرشحين للرياسة بالنسبة للاقتصاد والمجتمع. فنحن نجد أنفسنا أسرى حوارات ورؤى إنشائية تزيد العتمة والظلمة حول المستقبل، وأسرى لثقافة متخلفة هى من بقايا مثالب عهود ثلاثة من ناصر إلى مبارك، أفرغت المؤسسات وأفسدت الإنسان وأدت إلى تغييب الحريات وإزكاء فكرة الاستحواذ فى السياسة!

سلامة أحمد سلامة صحفي وكاتب مصري كبير وصاحب آراء ليبرالية قوية وجريئة وبناءة في مسيرة الصحافة العربية. يشغل منصبي رئيس مجلس تحرير جريدة الشروق ورئيس مجلس تحرير مجلة وجهات نظر. هو صاحب العمود اليومي من قريب في جريدة الشروق وكان في السابق نائبا لرئيس تحرير الأهرام.
التعليقات