نحن وأفغانستان.. - سلامة أحمد سلامة - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 6:50 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نحن وأفغانستان..

نشر فى : السبت 24 يوليه 2010 - 10:44 ص | آخر تحديث : السبت 24 يوليه 2010 - 10:44 ص

 لم يعد هناك سرٌّ فى أن الحرب فى أفغانستان تقترب من نهاية خاسرة لتحالف القوات الأمريكية والأطلنطى. وأن طالبان والقاعدة باتتا تسيطران على مناطق واسعة خارج المدن، أما داخل المدن فيختفى رجالها نهارا ويحاربون ليلا.

ولم يكن المؤتمر الذى عقد أخيرا فى كابول وحضره ممثلون عن سبعين دولة بمن فيهم وزير خارجية مصر أحمد أبوالغيط.. وكلها دول تشارك بدرجة أو بأخرى أو بصفة رمزية فى المجهود الحربى فى أفغانستان، يطلق عليه مؤتمر الدول المانحة.. غير إيذان بتغيير جوهرى فى السياسات. تنتقل فيه مسئولية الأمن الداخلى للبلاد إلى حكومة كرزاى مع عام 2014 بعد أن تكون القوات الأجنبية قد بدأت انسحابها عام 2011 كما يخطط أوباما!!

وكان من أكثر الأمور دلالة على هشاشة وضع القوات الأمريكية، التى قرر أوباما زيادتها 30 ألفا ليصل عددها إلى 150 ألفا، نجاح قوات طالبان فى اختراق الدفاعات الأمريكية والحكومية، وإطلاق قذائف على مقربة من مكان انعقاد المؤتمر سقطت فى نفس لحظة مرور الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون ومعه وزيرا خارجية الدنمارك والسويد، ومنعتهم من الهبوط فى مطار كابول.

وتقوم الخطة التى أقرها مؤتمر الدول المانحة فى كابول على إلقاء المسئولية الأمنية على عاتق القوات الأفغانية، مع محاولة استيعاب العناصر المعتدلة من طالبان، وزيادة قوات الجيش والشرطة، وأن تعطى حكومة كرزاى حرية التصرف فى نسبة كبيرة من أموال المساعدات والمنح التى تقدر بالمليارات.

وتثور شكوك كثيرة حول قدرة حكومة كرزاى التى يخترقها الفساد من كل جانب على إحكام سيطرتها الأمنية فى المدة الباقية حتى موعد بدء انسحاب القوات الأمريكية. بل إن العكس هو المتوقع. إذ تبدو طالبان مستعدة لمواصلة هجماتها لإنهاك حكومة كرزاى.

فى نفس الوقت الذى يشتد فيه تصادم المصالح بين أفغانستان وكل من إيران وباكستان. وتزداد هجمات قوات طالبان ضراوة على المواقع والاستحكامات الأمريكية.

ولكن أيا كانت نهاية الصراع فى أفغانستان ولمن تكون الغلبة: للأمريكان أم لطالبان أم لحرب أهلية تسودها الفوضى وعمليات السلب والنهب، فإن معظم الدول المشاركة التى حضرت مؤتمر كابول، ذهبت وفى تقديرها أنها لابد أن تحصل على نصيب من الكعكة، أى من الثروات المهولة التى اكتشفت تحت رمال أفغانستان التى تقدر بتريليونات الدولارات من الثروات والمعادن النفيسة.. وبالطبع فلا أحد يدرى أين تقف مصر فى هذا الصراع وما الفائدة التى يمكن أن تعود عليها؟!

وفى مقال نشرته هيرالد تريبيون لأستاذ بجامعة أوكسفورد باول كولييه، تنبأ فيه بأن كشف النقاب عن هذه الثروات، لابد أن يعرض أفغانستان لعمليات نهب دولية واسعة مثل الكونغو، تتسابق فيها الشركات العالمية وجماعات المصالح بعد انسحاب القوات الأمريكية أو تحت رعايتها لاستخراج وتصدير هذه الثروات المعدنية من الحديد والذهب والكوبالت بعيدا عن سيطرة الحكومة. مما سيساعد على انتشار الفساد.

وهو ما حدث فى عديد من الدول الأفريقية التى استولت فيها النخبة على مفاتيح الثروة والسلطة دون أن يصل شىء من عائدها إلى الشعب.

ليس من المتوقع أن تخرج القوات الأمريكية والبريطانية من أفغانستان صفر اليدين. إذ يجرى حاليا وضع السيناريوهات الكفيلة بالسيطرة على مصادر الثروة، سواء بقى كرزاى فى الحكم أو أطاحت به طالبان.

ولكن يبقى مع ذلك السؤال المحير عن دواعى مشاركة مصر فى مؤتمر المانحين فى كابول.. وهل كانت مصر من بين الدول التى قدمت مساعدات لأفغانستان؟

سلامة أحمد سلامة صحفي وكاتب مصري كبير وصاحب آراء ليبرالية قوية وجريئة وبناءة في مسيرة الصحافة العربية. يشغل منصبي رئيس مجلس تحرير جريدة الشروق ورئيس مجلس تحرير مجلة وجهات نظر. هو صاحب العمود اليومي من قريب في جريدة الشروق وكان في السابق نائبا لرئيس تحرير الأهرام.
التعليقات